النهار

عودة "المحارب" غافي
المصدر: النهار
حاول تشافي هيرنانديز مدرب برشلونة المغادر في نهاية الموسم الماضي، وضع ضمادات في وسط الملعب، لكن الجرح وما به من أثر لا يمكن إخفاؤه، ظلت هناك قطعة ناقصة يصعب تعويضها، كانت إصابة غافي مع منتخب إسبانيا مثل صدمة هبطت على عشاق الـ"بلوغرانا" كالصاعقة، إنها حياة غاب فيها النبض الحار، وظلت العروق باردة.
عودة "المحارب" غافي
غافي. (أ ف ب)
A+   A-
القاهرة - محمد يوسف

كانت مباراة إشبيلية بمثابة هدية منتظرة ليس بسبب نتيجتها وحسب وإنما لأنها شهدت عودة غافي من الغياب لنحو 11 شهراً، بعد إصابة قاسية بقطع في الرباط الصليبي لركبته، ظل الجمهور داخل ملعب "منتجويك" يصفق لدقائق لمجرّد أنّ النجم العائد بدأ يجري الإحماء.

حصل غافي على دقائق قليلة قبل نهاية مباراة إشبيلية، ولكنها أعادت إلى الأذهان رحلة شاب يمكنه أن يضع رأسه في أماكن يخشى أشدّ اللاعبين وضع قدمهم فيها، ربما يحصل على راتب مقابل بذل مجهوده، لكن هناك شيئاً إضافياً يقدّمه الساحر الأندلسي، يستمده من حب شعار برشلونة، لذا يدرك الجمهور حجم تفانيه في اللعب.

في كل مرّة يقترب فيها غافي من العودة يدرك الألماني هانسي فليك مدرب برشلونة الحالي أنه يسير على طبقة رقيقة من الجليد، ويجب عليه الحذر، لأنّ الإسراع في إشراك النجم الإسباني من دون جاهزية قد يكلّفه الكثير، فظل اللاعب المنحدر من الأندلس لأيام طويلة يحاول إفراغ رغبته في اللعب أثناء التدريبات حتى حانت لحظة مباراة إشبيلية.

ربما تصادف أنّ مباراة بايرن ميونيخ هي القادمة في دوري أبطال أوروبا وبعدها الكلاسيكو أمام ريال مدريد في مسابقة الليغا، ويصعب أن يحصل غافي على دقائق بسبب ما ستحمله تلك المواجهتين من خشونة وعنف وشدّة في اللعب، لذا يميل فليك دائماً إلى توخي الحذر في مثل هذه المواقف.

 لحظة تلقّي غافي شارة القيادة من بيدري أثناء إجراء التبديل في مواجهة إشبيلية كان لها طابع خاص، لأنّ الطريق الوعرة التي سار فيها تنمّ عن إرادة قوية، فقد قرّر النادي إجراء إنتاج فيلم وثائقي عمّا مرّ  فيه اللاعب من مراحل حتى عاد إلى البساط الأخضر.

هناك مكانة خاصة يحظى بها غافي داخل قلوب جمهور برشلونة، لأنها تدرك من يعشق الشعار بصدق، ومن يذهب إلى التدريبات، فذلك جزء من عمله ويتقاضى الراتب لأجله، من يحارب لأجل القميص دائماً ما يلقى معاملة خاصة.

هناك قناعة راسخة الآن في عقل غافي، أنّ عليه العمل تدريجياً حتى يستعيد إيقاع اللعب مرّة أخرى، لأنّ الاصطدام مرّة أخرى بعالم كرة القدم بكل ما تحمله من خشونة قد تكون له عواقبه الصعبة.

مرّت لحظات خاصة في مباراة إشبيلية، مثل هدف بيدري الساحر، وبلوغ جولز كوندي 100 مباراة بقميص برشلونة، واستمرار تربّع ليفاندفسكي إلى قائمة صدارة الهدافين، ولكن تبقى ملامسة غافي لأرض الملعب هي الحدث الأبرز لدى الجمهور.. لأنه ليس مجرّد لاعب عادي، وإنما "محارب" من نوع خاص.

اقرأ في النهار Premium