النهار

دبي - هاني سكر 

قبل أيام فقط من لقاء برشلونة وبايرن ميونيخ، جلس فينسنت كومباني في المؤتمر الصحافي، الذي سبق لقاء فريقه مع شتوتغارت، ليشرح مدى نجاح أسلوبه في استخدام خط دفاع متقدم على اعتبار أنه يساعد فريقه على خلق فرص أكثر من خصمه، ويقرّبه بالتالي من الفوز في كلّ مباراة. لكنه لم يكن سهلاً حتى تلك الساعة على أيّ أحدٍ نسيان الرجل الذي كان الأكثر نجاحاً مع بايرن من خلال فتح الباب لمخاطرة كبيرة واللعب بدفاع متقدم إلى حدّ جنونيّ. 

في 2020، كان هانزي فليك الرجل الذي خطف أنظار العالم بأسلوب لعب ممتع جداً لكنه مليء بالمخاطرة مع بايرن. أما المباراة التي مثلت التعبير الأفضل عن أسلوبه فكانت حين فاز على برشلونة 8-2 في لقاءٍ فتح المجال للبافاري للفوز بالسداسية، وفتح الباب بالمقابل لدخول برشلونة في مشكلات فنية واقتصادية عديدة، أدخلت النادي في فترة صعبة لم تنتهِ حتى الآن. 

منذ ذلك اللقاء كان برشلونة الطرف المرشح للهزيمة بكلّ مرة يواجه فيها بايرن بالأبطال. لكن الحال هذا العام يبدو مختلفاً، لأن الرجل الذي خطف الأنظار قبل 4 سنوات أصبح على الطرف الآخر من الملعب، والمطلوب منه ليس فقط فكّ العقدة بل إيجاد حلول لأسلوب كومباني، الذي يريد السير على ذات خطى فليك بالدفاع المتقدم والمخاطرة الهجومية في كل لقاء. 

يعيش برشلونة موسماً ممتازاً من جهة النتائج حتى الآن، بالرغم من أن ظروف الفريق لم تكن سهلة مع الإصابات الكثيرة، وهو ما يثير القلق حول جاهزية الفريق دفاعيّاً لخوض مباراة من هذا الحجم؛ ولو أن حال دفاع بايرن لا يبدو أفضل بكثير مع فارق مرتبط بأن مشكلاته ليست في الغيابات بل في الأسلوب المتبع، وفي ضعف قدرة أوباميكانو وكيم على اللعب كمدافعين متقدمين. بالتالي، لن تكون مهمتهم سهلة بمواجهة ليفاندوفسكي، الذي سجّل 14 هدفاً في 12 مباراة هذا الموسم، ويامال الذي يعيش فترة ممتازة، إضافة إلى رافينيا الذي تحول من الجهة اليسرى لعمق الملعب هذا الموسم حيث ساهم بهدفين في الجولتين الماضيتين بالأبطال. 

ما يجمع الفريقين أيضاً هو خسارة كل منهما لمباراة في أول جولتين في الدورة الحالية من البطولة، حيث تعثر برشلونة من موناكو بعد أن لعب 80 دقيقة تقريباً مع نقص بنتيجة طرد إريك غارسيا. أما بايرن فسقط في معقل أستون فيلا بهدف دوران الذي كان سبباً بإثارة الجدل ضد أسلوب كومباني. 

حقق بايرن 11 فوزاً في المواجهات المباشرة بين الفريقين، وربح المواجهات الست الأخيرة. في المقابل، فاز برشلونة مرتين فقط مقابل تعادلين، فهل تنتهي العقدة الليلة أم يُضاف اسم فليك إلى ضحايا بايرن في كاتالونيا؟