النهار

الرياض – خالد كرم

لمع المتسابق اللبناني الشاب كريستوفر فغالي في بطولات الكارتنغ، وحقق إنجازات وألقاباً عدة قبل أن ينضمّ إلى فريق "رد بُل جونيور تيم". وأوضح عبدو فغالي لـ"النهار" كيفية الوصول إلى هذه الخطوة الكبيرة والتي لم يحققها سابقاً أي متسابق عربي شاب.

وصرّح: "وصلنا قبل سنة أو سنتين إلى أقصى حدود، وبرز كريستوفر بشكل لافت لجذب الأكاديميات للانضمام إليها، لأنه لا يمكننا أن نستمر بالعمل بمفردنا. من دون دعم من أكاديمية معينة لا يمكننا بلوغ خطوات أخرى للانتقال إلى عالم الـsingle seater. أصبح الأمر مستحيلاً بالنسبة إلينا".

وعبّر عبدو عن سعادته بما حققه كريستوفر من خلال الانضمام إلى فريق "رد بُل جونيور تيم": "أجمل شيء حصل معنا هو عندما تلقينا الاتصال من "رد بُل" وعلمنا أن كريستوفر قد اختير للانضمام إلى أكاديمية "رد بُل جونيور تيم". هذه لحظة لا يمكن أن أنساها في حياتي، لأنني أعلم أن هذه بداية جديدة، وكل ما حققناه في السنوات الـ11 الأخيرة أتى ثماره".

وأضاف: "كل شيء أصبح الآن بين يدي كريستوفر، وهو الآن عليه أن يعمل من أجل إقناع "رد بُل" للاستثمار به ورؤية موهبته من أجل الوصول معه إلى الهدف".

ويتابع كريستوفر تمارين مكثفة على أجهزة المحاكاة، وهي التدريبات الأقرب إلى الواقع، مستفيداً منها لمعرفة الوقت المناسب لاستخدام المكابح وتوقيت الانعطاف، بالإضافة إلى الاستعدادات البدنية الأساسية لهذه الرياضة.

وأشار عبدو فغالي إلى أن موهبة كريستوفر فطرية، ومن خلال العمل الجاد تمكن من بلوغ ما وصل إليه اليوم: "موهبة كريستوفر فطرية، وعززها بالإصرار والعمل الشاق والجاد. عندما يضع هدفاً أمامه يسعى إلى تحقيقه".

وأردف: "إصراره يشمل كل شيء... الاهتمام بلياقته البدنية، والتوقيت المميز على الحلبة والتسابق تحت المطر... كريستوفر يمتلك إصراراً خرافياً، لهذا بإمكانه الوصول دائماً إلى الهدف. وبكل تأكيد، موهبته الفطرية حفزتني لأن أركّز على موهبته أكثر".

وتكلم عبدو عن صعوبة التدرب في السابق على عكس اليوم، حيث أكّد: "في السابق لم يكن هناك أجهزة محاكاة مثل اليوم للتعلم على كيفية السيطرة على السيارة، لكن عندما قاد كريستوفر أول سيارة كارتنغ، استطاع من دون أي مجهود أن يسيطر عليها، وأول مرّة قاد فيها سيارة كارتنغ كانت في حزيران (يونيو) 2013".

ومنذ إطلاقه عام 2001، وضع برنامج "رد بُل جونيور تيم" هدفاً له وهو مواكبة نخبة المواهب الناشئة في رياضة المحرّكات. ويضمّ الفريق في الوقت الحالي 9 متسابقين تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عاماً، يشاركون في سلسلة فورمولا للناشئين "جونيور فورمولا سيريز"، والعدد يزداد يوماً بعد يوم.

وبحث برنامج "رد بُل" عن سائقين ناشئين، وأطلق مؤخّراً سلسلة جديدة من التجارب لاختيار الجيل الجديد من المواهب. وبدأت عملية البحث عن أبطال المستقبل في الأسبوع الأوّل من شهر آب (أغسطس) الماضي في مدينة خيريز الإسبانية، بمشاركة 11 مرشحاً تراوحت أعمارهم بين 13 و16 عاماً، من المملكة المتحدة وإيرلندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والسويد والمكسيك ولبنان.

ولفت عبدو إلى أن أكاديمية "رد بُل" طلبت من كريستوفر الانتقال إلى إسبانيا والانخراط في الفريق: "أكاديمية "رد بُل" طلبت من كريستوفر الانضمام إلى الفريق في فالنسيا، وسيعمل معهم طوال العام المقبل، من خلال خوض التجارب والسباقات، وحين لا يكون في التجارب والسباقات، يكون منخرطاً في ورش عمل لفهم السيارة أكثر وكل ما يتعلق بها، من أجل مساعدة التقنيين في ما بعد، كما سيخوض تجارب على أجهزة المحاكاة، بالإضافة إلى تمارين اللياقة البدنية".

وواصل عبدو حديثه: "الآن سيكون بنسبة 100 في المئة مع الفريق. سيدخل كريستوفر تجربة جديدة، وسيثبت نفسه بأنه يستطيع أن يكون جيداً بالتوقيت على الحلبة، وسيتسابق مع العديد من المتسابقين والمواهب الأخرى، ومع متسابقين يمتلكون خبرة أكبر. لهذا نحن أمام أهداف كثيرة لتعلمها، والشيء الأهم أن يُبقي ساقيه على الأرض وأن يواصل التعلم، وبكل تأكيد ستأتي الفرصة المناسبة من أجل إبراز موهبته وقدراته ليتألق أكثر فأكثر".

ولطالما حظيَ كريسوفر بدعم والده عبدو فغالي، منذ أن كان في الثالثة من عمره فقط، عندما يجلس في سيارة كارتنغ صُمّمت خصيصاً لملاءمة حجمه الصغير. ومع انتقاله إلى سيارة فورمولا 4 في أولى التجارب التي خاضها بسرعات تزيد عن 100 كلم/س عن سباقات الكارتنغ، أثبت كريستوفر علو كعبه، محققاً التوقيت الأسرع في إحدى اللفات في مواجهة ناشئين سبق أن فازوا ببطولات على هذا الصعيد.

علماً أن كريستوفر حقق بطولات عدة أهمها بطولة لبنان لتحدّي "روتاكس ماكس ميكرو" عامي 2017 و2020، وبطولة لبنان لتحدّي "روتاكس ماكس ميني" في الأعوام 2018، 2020، 2021 و2022، وبطولة لبنان لتحدّي "روتاكس ماكس جونيور" عام 2023، كما فاز بسباقات إقليمية عدة مثل كأس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في سلطنة عُمان عامي 2020 و2022، بالإضافة إلى بطولة العالم لـ"روتاكس ماكس ميني" التي أقيمت في بورتيماو بالبرتغال عام 2022.