النساء يمارسن سباقات الهجن في الشرق الأوسط. (إكس)
مدينة الطائف في المملكة العربية السعودية تستضيف الجائزة الكبرى لسباق الهجن، ضمن مهرجان ينتظره كثيرون، حيث تتسابق الجِمال لأداء نحو 250 دورة حول المضمار، للفوز بجوائز قيمتها 13 مليون دولار.
ويُقام مهرجان الهجن برعاية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ويدخل الآن عامه السادس، ويوضع في نفس مرتبة أغنى سباقات الخيول في العالم، حيث يشارك هذا العام 21 ألف جَمَل.
وأصبح سباق الهجن معترفاً به كرياضة دولية جادة، ومعلماً رائعاً للجذب السياحي في العديد من دول الشرق الأوسط. وبقيت سباقات الهجن لعدة قرون حكراً على الرجال إجمالاً، لكنّ النساء بدأنَ يقتحمن هذه الرياضة بدعم من امرأة ألمانية رائدة.
وتقول ليندا كروكنبيرغر، وهي ألمانية من ولاية بادن فيرتمبرغ، والتي أسست أوّل مدرسة لركوب الجِمال للنساء في دبي: "في العام الماضي، كانت ممارسة النساء لهذه الرياضة استثناءً، ولكنها أصبحت الآن واقعاً وجزءاً من برنامج السباق". وتُضيف: "تزداد الثقة في قدرة النساء على ممارسة هذه الرياضة، وفي أنّ عجلة التدريب يمكن أن تدور".
ونُظّم أوّل سباق رسمي للهجن شاركت فيه النساء، بإشراف اتحاد رياضي في الطائف العام الماضي. وأحضرت كروكنبيرغر 10 نساء عند خط البداية في سباق العام الماضي، ثم أحضرت 25 امرأة للمشاركة في سباق العام الجاري.
ويتوافق سباق الهجن للنساء المنفصل عن سباق الرجال، مع صورة التحديث التي تسعى السعودية إلى نشرها على مدى أعوام عدة، حيث سمحت للنساء بقيادة السيارات وإقامة مشاريع تجارية خاصة بهنّ، ثم أضيفت المشاركة في سباقات الهجن إلى هذه الأنشطة.
ويختارون في العالم العربي سلالة جِمال السباق بشكل دقيق، وذلك بفضل استخدام أساليب التدريب المتقدمة، بالإضافة إلى وسائل التلقيح الاصطناعي ونقل الأجنة. وتطوّر ما بدأ كتقليد تراثي بين بدو الصحراء، ليصبح نشاطاً صناعياً قوي الأداء تعززه التكنولوجيا الحديثة.
ومن نتائج التكنولوجيا اليوم أنّ بعض الهجن لا يركبها في السباقات فرسان، ولكن روبوتات صغيرة يتحكم فيها أصحابها من بُعد، لتفعيل السياط عن طريق إشارات لاسلكية. وتساعد خفة وزن الروبوت الجِمال على الركض بدرجة أسرع، وتقليل الإصابات التي تتعرّض لها فقرات ظهورها، في حالة ركوب فرسان من أصحاب الوزن الثقيل.
ورغم أنّ مسافة السباق 2 كلم فقط وتستغرق دقائق معدودة، فإنّ أيادي بعض المتسابقات تظل ترتعش نحو نصف الساعة بعد انتهاء السباق. وتقول سوانتي يورينا نيهوس التي جاءت من بلدة زوج السويسرية للمشاركة في السباق: "إنها ثلاث دقائق مرهقة للغاية، لا يمكن لأحد أن يقلّل من تأثيرها".
والتحقت نيهوس بمدرسة كروكنبيرغر منذ عامين، وهي الآن تسافر إلى دبي كل 3 أشهر تقريباً للتدريب هناك. وتوضح نيهوس، أنّ الجَمل عندما تمتطيه تصبح تحت رحمته إلى حدّ ما، ويمكن أن يصل وزن الجمل إلى 800 كلغ، وعادة ما يستمر في الهرولة أو الركض بمجرّد أن يبدأ القطيع في الانطلاق، إلى أن يصل إلى خط النهاية.
وتتفهم كروكنبيرغر حقيقة أنّ الأمر يتطلب المزيد من الوقت والصبر، قبل أن تنضمّ النساء في المسابقات الرسمية الكبرى للهجن في أماكن مثل الإمارات، لكنها متفائلة، وهي تنظر إلى النساء وهنّ يقدنَ الجِمال حول المضمار.