فرناندو ألونسو. (أ ف ب)
بالنسبة إلى بطل العالم مرّتين، فهذا دليل على عشقه لهذه الرياضة وتفانيه للفورمولا واحد، رغم أنّ محبيه تمنوا أن تشهد مسيرة هذا السائق الموهوب المزيد من التتويجات.
وقال ألونسو: "الوصول إلى الرقم 400 شيء كبير"، مقراً أنّ السفر لخوض 24 سباقاً في الموسم يتطلب جهداً كبيراً، لكنه يقوم "بكل التضحيات" عندما يجلس خلف مقود سيارته أستون مارتن لخوض السباقات.
وتابع الإسباني البالغ 43 عاماً: "عدم وصول أي شخص آخر إلى هذا الرقم يؤكد مدى حبي للسباقات، للفورمولا واحد وكم استمتع بنمط الحياة هذا وسباقات السيارات بشكل عام".
بالنسبة إلى كثيرين، فإنّ ابن أوفيدو يُعدّ السائق الأعظم في جيله، إذ يتمتع بموهبة لا مثيل لها في عالم السيارات وسباقات السرعة، بيد أنه شخص يختار الانتقال إلى الفريق الخطأ في اللحظة الخطأ من مسيرته الاحترافية.
يشرح بطل العالم السابق: "كنت أحببت لو شاركت في نصف السباقات الـ400 وأحرزت بطولة عالمية إضافية وفزت بالمزيد من السباقات. هذه الاحصائية الهامة التي تريد تحقيقها".
بفضل حسه الفكاهي وتواضعه وشخصيته الفريدة إلى جانب أسلوبه الفريد على الحلبة، نال تقديراً كبيراً منذ ظهوره الأوّل مع ميناردي في جائزة أستراليا 2001.
احتفظ بشخصيته وتوّج بلقبين عالميين مع رينو في 2005 و2006، تحت إشراف المدير الشهير الإيطالي فلافيو برياتوري.
مذذاك، ورغم انتقاله إلى فرق مثل ماكلارين وفيراري، غاب اللقب عن خزائنه. آخر انتصاراته الـ32 حققها قبل 11 سنة، على أرضه في جائزة إسبانيا الكبرى على متن فيراري.
جعلته شخصيته زميلاً صعباً في بعض الأحيان، على غرار فترته في ماكلارين إلى جانب البريطاني الشاب آنذاك لويس هاميلتون في العام 2007، وفي أحيان أخرى على غرار مروره مع فيراري وماكلارين.
اعتَقد أنّ 2009 ستكون الأخيرة
ابتعاده الموقت عن الفورمولا واحد للمشاركة في سباقات لومان وإندي 500 وبعض الراليات الصحراوية منها دكار، منحه رؤية جديدة حملها معه إلى فريقي ألبين ثم أستون مارتن، مما يدل على أنّ موهبته لم تخفت مع العمر.
بالعودة إلى موسمه الأوّل، يقرّ ألونسو: "لم يكن لديّ خارطة طريق واضحة لمسيرتي. لم أكن أعرف ماذا سيحدث في السباق التالي أو من سيكون فريقي التالي. كنت أرتجل. كل أسبوع كان مغامرة جديدة".
مع اقترابه من هذا الرقم اللافت في المكسيك، أقرّ أيضاً أنه توقع اعتزال الفورمولا واحد عام 2009 في نهاية عقده البالغ ثلاث سنوات مع ماكلارين ومديره الأسطوري البريطاني رون دنيس.
شرح: "عندما أحرزت لقب بطولة العالم في 2006 ثم انضممت إلى ماكلارين، كان لديّ عقد لثلاث سنوات، 2007، 2008 و2009، وكنت متأكداً بنسبة 99 في المئة أنّ 2009 ستكون سنتي الأخيرة في الفورمولا واحد".
وواصل لبودكاست "بيوند ذا غريد" (ما وراء المنطلقين): "كان هذا المخطط الواضح في رأسي".
عدم حصول ذلك هو جزء من قصة ألونسو، قصة موهبة كبيرة وروح تنافسية مكنته من التنافس حتى سن الـ43، ليبقى على الوتيرة ذاتها ويوقّع عقداً جديداً مع أستون مارتن للعمل مع المصمم الجديد والخارق أدريان نيوي بدءاً من العام المقبل.
مواطنه الإسباني كارلوس ساينز جونيور (فيراري)، أحد السائقين الكثر الذي أشادوا به هذا الأسبوع، قال: "يجعلني هذا الأمر أفكر بأنني حققت 200 انطلاقة. إضافة 200 سباق آخر يعد أمراً كبيراً".
وأردف ابن الـ30 عاماً: "أتمنى أن يستمتع بسباقه وخصوصاً الاستمرار لأنه لا يزال بحال جيدة ويقود على أعلى المستويات".
خاض "السير" هاميلتون، بطل العالم سبع مرات، 351 سباقاً في الفئة الأولى، وهو الثاني وراء ألونسو. قال السائق البالغ 39 عاماً مازحاً: "من يعلم، قد أتمكن من اللحاق به".