آية جبر
بعد الطفرة التي حدثت في الكرة المغربية، أصبح الكثير من الجماهير العربية يطمح إلى تكرار هذه التجربة مرّة أخرى في كلّ المنظومات الرياضية داخل المنطقة بما فيها المنظومة الرياضية المصرية.
هكذا يتمّ تطوير الكرة المصريّة
وبتصريح خاص لصحيفة "النهار" تحدّث كريم فضل محلل الأداء السابق لمنتخب غامبيا للشباب الذي سبق وحقق وصافة كأس أمم أفريقيا 2023، والمتخصص في مجال اكتشاف اللاعبين، ورئيس تحرير برنامج كورة كلّ يوم مع كريم حسن شحاتة على قناة الحياة، حول كيفية تطوير الكرة المصرية، فقد أكد لنا أنّ هناك خطوات أولى يجب أن تطبّق إن رغب المسؤولون في إحداث طفرة كالتي حدثت في المغرب.
وأولى النقاط هي التخصص، بمعنى وضع كل شخص في المكان الأنسب له بما يتناسب مع قدراته ومهاراته حتى يبدع، ويقدم كلّ ما لديه، مع اختيار الكفاءات الأجدر، والأكثر استحقاقاً، وثانياً تطبيق الاحتراف الحقيقي في كرة القدم، وليس مسميات فقط، مع ضرورة الاهتمام بالبراعم والناشئين واختيارات المدربين والبرامج والوحدات التدريبية المناسبة لهم، ولكلّ فرد من المنظومة الرياضة.
وأخيراً إلغاء بعض القوانين المجحفة في حقّ الشباب الساعي إلى دخول مجال التدريب والتحكيم واقتصاره على طلاب التربية الرياضية واللاعبين السابقين فقط، خصوصاً أنّ هناك الكثير من الشباب الذين أثبتوا جدارتهم وأحقيتهم بالتواجد داخل المنظومة الرياضية، والاهتمام أكثر بدور محللي الأداء والكشّافين داخل الجهاز الفنيّ، بعدما أصبحوا جزءاً لا يتجزأ من الإدارة الفنية لأيّ فريق في العالم.
هل تنجح المنتخبات المصريّة بالفئات العمريّة المختلفة في تحقيق إنجازات مشابهة للمنتخبات المغربيّة؟
وأردف كريم فضل، بأنّ الطفرة المغربية في المنظومة الرياضية لم تحدث بين يوم وليلة بل جاءت نتيجة تكاتف الجهود على مدار سنوات، ومن أجل تمهيد الطريق أمام المنتخبات المصرية بمختلف الفئات العمرية يجب أن تتضافر الجهود في سبيل توفير المناخ المناسب لتحقيق ذلك، خصوصاً أنّ اللاعب المصري لديه عنصر المهارة، ولكنه يحتاج إلى مزيد من الجدية والتدريبات والتقنيات العالية التي تسمح بإخراج كلّ إمكانياته الفنية.
وبالسؤال عن فكرة التجنيس التي تمّ طرحها مؤخراً على الساحة الرياضية من بعض الأندية، يرى الصحافيّ في جريدة "الأهرام" الرياضية أنّ هذا الأمر لن ينفع الكرة المصرية والمنتخب، والأجدر البحث عن المواهب الحقيقية سواء أكانت داخل مصر أم خارجها، لهذا هو يفضّل محاولة البحث وإيجاد اللاعبين الحاملين أكثر من جنسيّة، ومحاولة إقناعهم بالانضمام إلى منتخب مصر ما يزيد من قاعدة الاختيارات للمدرب، وانضمام الأفضل من بينهم على غِرار ما يفعله روجيريو ميكالي في الوقت الراهن مع منتخب مصر للشباب، وهذه الخطوة ساعدت منتخب المغرب على الظهور بالمستوى المبهر في الأعوام الأخيرة في مختلف البطولات.