النهار

المؤتمر الدولي للطب الرياضي يختتم فعاليات نسخته الـ38 في دبي
المصدر: النهار
اختتمت أمس الأحد فعاليات النسخة الـ38 من المؤتمر الدولي للطب الرياضي، والتي استمرّت لمدة 4 أيام متتالية خلال الفترة 24 حتى 27 تشرين الأوّل (أكتوبر) الحاري بمركز دبي التجاري العالمي.
المؤتمر الدولي للطب الرياضي يختتم فعاليات نسخته الـ38 في دبي
من المؤتمر الدولي للطب الرياضي في دبي
A+   A-
نُظم المؤتمر برعاية سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية، بمشاركة ما يزيد عن 1000 منتسباً بمختلف التخصصات الطبية من مختلف أنحاء العالم، و130 متحدثاً عبر 13 جلسة، كما قُدمت 304 ورقة بحثية، إذ شهد ختام المؤتمر تقديم 13 توصية مختلفة.

ونظمت اللجنة الأولمبية الوطنية فعاليات المؤتمر ممثلة في لجنة الطب الرياضي التابعة لها بالتعاون مع دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، وجمعية الإمارات للعلاج الطبيعي، وجمعية الإمارات للتأهيل والطب الرياضي.

وتضمنت التوصيات تعزيز حركة التحالف العالمي للنشاط البدني وممارسة الرياضة حيث سلّط المؤتمر الضوء على الحاجة الملحة لمكافحة الخمول البدني من خلال تحالف عالمي يهدف إلى تعزيز ممارسة الرياضة. ويجمع هذا التحالف مختلف التخصصات من أصحاب المصلحة، بالإضافة إلى توصية الذكاء الاصطناعي والابتكارات التكنولوجية لرفاهية الرياضيين حيث تناول المؤتمر محاور التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، مع التركيز على دورها في مراقبة صحة الرياضيين وأدائهم، واستكشاف الابتكارات، مثل خوارزميات التعلم الآلي للتنبؤ بالإصابات وإدارتها.

كما شملت التوصيات مناهج علاج الألم الشاملة التي أكد عليها المؤتمر خلال جلساته بضرورة وجود إطار عمل متكامل لإدارة الألم في الطب الرياضي، وناقش الخبراء النُهج متعددة التخصصات التي تجمع بين العلاج الطبيعي، والعلاجات الدوائية والدعم النفسي والتدخلات المتعلقة بنمط الحياة، إلى جانب توصية التخصص والتوحيد القياسي في الطب الرياضي والتي كان الهدف الرئيسي منها تعزيز التوحيد القياسي والتخصص في مختلف أنحاء العالم في مجال الرياضة والطب الرياضي. ويشمل ذلك وضع بروتوكولات وإرشادات تدريبية قابلة للتطبيق عالمياً لضمان الاتساق في علاج الإصابات المرتبطة بالرياضة والوقاية منها.

كما تطرّقت التوصيات إلى التطوّرات في كرة القدم وعلوم الرياضة، حيث تبادل الخبراء الرؤى حول كيفية تشكيل الأبحاث الجديدة للطريقة التي يتدرب بها الرياضيون ويتعافون من خلالها، مع تسليط الضوء على أمثلة للتطبيقات الناجحة في مختلف الرياضات، وكذلك توصية مراكز تعاون الطب الرياضي للدراسات وتبادل الخبرات التي تعمل كشبكة عالمية تسهل التعاون السريع بين الأطباء والباحثين، حيث ناقش المؤتمر تصميم وتنفيذ دراسات تهدف إلى جمع البيانات التي يمكن أن تفيد أفضل ممارسات الرعاية الصحية للرياضيين.

وأوصى المشاركون في المؤتمر  بتقديم أحدث الأبحاث حول تقييم الارتجاج والوقاية منه وعلاجه، إذ تظل إدارة الارتجاج قضية حرجة في مجال الرياضة، إلى جانب تسليط الضوء على الأبحاث التي تركز على أداء الرياضيين وصحتهم في ظل الظروف البيئية القاسية، مثل الارتفاعات الشاهقة ودرجات الحرارة القصوى وتفاوت جودة الهواء، وتعزيز التعاون بين مختلف التخصصات لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات الحالية في الطب الرياضي من خلال الربط بين المتخصصين من خلفيات مختلفة.

وشهد المؤتمر مجموعة من المناقشات حول التقنيات الناشئة، مثل أدوات الرعاية الصحية عن بُعد، والأجهزة القابلة للارتداء، وتحليلات البيانات المتقدمة، وتطبيقات الواقع الافتراضي-المعزز، كما شجع المؤتمر على التواصل بين الباحثين من خلال توفير منصات لعرض الأبحاث مثل عروض الملصقات ومسابقات العروض التقديمية؛ تعمل على تسهيل تبادل المعرفة والشراكات التعاونية، مما يدعم نمو الحلول المبتكرة القائمة على الأبحاث في مجال الطب الرياضي.

واختتمت توصيات المؤتمر بالتأكيد على أهمية التواصل مع المجتمعات المحلية والدولية، حيث سُلط الضوء على أهمية الطب الرياضي في المجتمع من خلال مبادرات التوعية التعاونية مع الرياضيين المحليين والمنظمات الرياضية المحلية، وتشجيع المناقشات حول التدابير الصحية الوقائية، ودور الطب الرياضي في تعزيز أداء الرياضيين ورفاهيتهم، مع الحفاظ على المشاركة بعد المؤتمر، إذ تم تأسيس منصات لمواصلة الحوار وتبادل المعلومات، بما في ذلك الحلقات الدراسية ومنتديات النقاش عبر الإنترنت؛ بهدف الالتزام بالتعاون المستمر، وإبقاء المجتمع متصلاً ومستجيباً للقضايا الناشئة والتطوّرات في مجال الرياضة والطب.

المطوّع يكرم أصحاب الأبحاث العلمية المميزة
وكرّم فارس محمد المطوّع الأمين العام للجنة الأولمبية الوطنية بحضور الدكتور هاشل الطنيجي رئيس لجنة الطب الرياضي باللجنة الأولمبية، والدكتور عبدالله الرحومي نائب رئيس لجنة الطب الرياضي الفائزين بجوائز اسبيتار، والاتحاد الدولي للطب الرياضي، وجائزة الباحث الشاب والتي عقدت في اليوم الختامي للنسخة الـ38 للمؤتمر الدولي للطب الرياضي بدبي، إذ شهدت جائزة اسبيتار فوز 4 أبحاث لعدة موضوعات هي تأثير مكملات البيتين على الأداء الرياضي، هرمون التستوستيرون والسيتوكينات الالتهابية لدى الرياضيين في تخصصات السرعة والقوة للباحثة البولندية إميليا زافيا، والبحث الخاص بالمعدلات العالية لإصابات "رامب" لدى المرضى الذين يخضعون لجراحة إعادة بناء الرباط الصليبي الأمامي، مع ارتفاع أكبر في حالات المراجعة (دراسة مستقبلية) لـ302 مريضاً للباحث السويسري أليخاندرو كوليبراس، كما فازت الباحثة الإيطالية إلينا بارليتا بجائزة اسبيتار للبحث المقدم بعنوان البصمة البروتينية المناعية الالتهابية للرياضيين النخبة، الرياضيين الهواة وغير الرياضيين، إضافة إلى البحث المقدم بعنوان تأثير نقص الأوكسجين على تنشيط العضلات أثناء التمرينات المتزايدة عند شدة نسبية مكافئة للباحثة دانيا نزيه إبراهيم من الأردن.

وفي جائزة الاتحاد الدولي للطب الرياضي فاز كلاً من الدكتور الألماني جانا شيلينبيرغ ببحث وظائف القلب السليمة بعد الإصابة بفيروس  SARS-COV-2  لدى الرياضيين النخبة، فيما فاز الباحث السعودي الدكتور محمد الدوسري بالبحث المقدم بعنوان تقييم مستويات النشاط البدني بين لاعبي الرياضات الإلكترونية "دراسة مقطعية في كأس العالم للرياضات الإلكترونية" بالرياض.

وفازت الباحثة المصرية الدكتورة كنزي ياسر بجائزة الباحث الشاب للبحث المقدم بعنوان مستقبل الطب الرياضي وطب التمارين، كما فاز بذات الجائزة الباحث الهندي نيميشيانت إس إس، بالبحث المقدم بعنوان تحليل مقارن لتسارع الأطراف السفلية بين الجانبين الأيسر والأيمن بين لاعبات التجديف بالهند.

كما كرّم فارس محمد المطوّع مجموعة من الشركات المتعاونة والرعاة على هامش الفعاليات الختامية للمؤتمر.

وأكد المطوّع أنّ الأحداث الدولية الكبرى دائماً ما تحظى بمزيد من الفرص للنجاح والتميز والاستدامة على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة، نظراً لما تمتلكه الدولة من إمكانات هائلة وسمعة عالمية فريدة في الجانب الخاص باستضافة المحافل على جميع المستويات.

وأشار المطوّع إلى أنّ إقامة فعاليات المؤتمر تحت رعاية سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، يعكس حرص اللجنة الأولمبية الوطنية على استضافة المحافل العلمية والتعرف على التجارب المثمرة والاستفادة من الخبرات المشاركة التي تثري تلك المحافل؛ لا سيما في ظل وجود شخصيات بارزة تمتلك كفاءات كبيرة على صعيد مجالات الطب الرياضي، التي تستهدف تحسين معدلات اللياقة الصحية والبدنية والذهنية للرياضيين.

وأضاف المطوّع أنّ المؤتمر يوفر منصة لمشاركة أحدث الأبحاث وأفضل الممارسات في الطب الرياضي والعلوم الرياضية، مما يعود بالنفع على المهنيين والمؤسسات المحلية من خلال التعرف على التقدم العالمي في هذا الشأن، كما يعد المؤتمر حدثاً مهماً في مجال الطب والبحث العلمي، حيث يجمع الأطباء والباحثين والخبراء من مختلف أنحاء العالم.

من جانبه، أكد عبدالله الرحومي أنّ التوصيات الدورية التي تنتج عن تنظيم الأحداث العلمية المرتبطة بالجانب الرياضي؛ تعد إرثاً حقيقياً للباحثين والمتخصصين والمهتمين بتقديم إضافات جديدة، إذ تفتح المجال للمزيد من التطبيقات وتبادل الخبرات واكتساب المهارات، من خلال الاستفادة من نخبة المشاركين الذين أثروا جميع القطاعات بدراساتهم وأبحاثهم.

وأشار الرحومي إلى أنّ المؤتمر أسهم في تعزيز السمعة الدولية للإمارات مركزاً للتميز في مجال الطب والبحوث العلمية، إضافة إلى دوره في الترويج للسياحة الطبية من خلال جذب الأطباء والباحثين والمهنيين الطبيين وزيادة الوعي حول الخدمات الطبية.

اقرأ في النهار Premium