النهار

القاهرة – آية جبر

جاء علي معلول إلى النادي الأهلي فأصبح قائد الحقبة التاريخية الحالية بعطائه الذي قدمه طوال حضوره في داخل المستطيل الأخضر، بروحه وقتاله من أجل تحقيق الانتصارات والسير دائماً نحو المنصات، إذ لم يبخل بقطرة عرق أبداً، بل أصبح أسطورة، وكان أن كافأه القدر بأن جعله حاملاً شارةَ القيادة في أيار (مايو) الماضي 2024، وأصبح ثالث لاعب غير مصري يرتديها بعد الفلسطيني مروان كنفاني والسوداني عبد المنعم شطة، ليُضاف إلى تاريخ "القلعة الحمراء"، في الوقت الذي اختاره "فيفا" ضمن أساطير النادي مع الخطيب وأبو تريكة في التقرير الذي نشره عبر موقعه الرسمي للفرق المشاركة في مونديال الأندية 2025.

الحقيقة أنّ حكاية اللاعب مع جماهير الأهلي لم تكن يوماً مرتبطة بالأرقام والبطولات، ولا بكونه المدافع الأكثر تسجيلاً للأهداف في تاريخ النادي الأهلي بعد أن أحرز 51 هدفاً، أو أنه الأكثر صناعةً لها بـ83 هدفاً، أو أنه توّج بكل الألقاب التي شارك بها مع "القافلة الحمراء" حتى ماثل عددُ ألقابه الرقمَ الذي يحمله "21"، بل هي حكاية لاعب عشق النادي، ولم يبخل عليه يوماً؛ كان كالضوء الذي يسطع في أصعب الأوقات، والبسمة التي ترتسم على شفاه المشجعين، فحفر اسمه في عقول وقلوب كل "أهلاوي"، وأصبح الأيقونة التي لن تتكرّر.

علم الجميع بأنّ مشوار علي معلول في داخل "القلعة الحمراء"، حتى وإن طال، فإنّ نهايته ستأتي من دون شك، وأنّ الرجل الذي لم يتوقف يوماً عن المقاتلة من أجل ناديهم سيوقفه شبح العمر يوماً ما.

بعد إعلان المدير الرياضي محمد رمضان أنّ الموسم الحالي سيكون الأخير للأسطورة التونسية، وقع الخبر على قلوب الجمهور كالصاعقة، ولن نبالغ إن قلنا إنها عادلت لحظة إعلان أبو تريكة اعتزاله كرة القدم.