هذا التمييز العنصري والكره على أساس اللون أو النسب أو الأصل... لم يعد ظاهرة نادرة، بل انتشر بشكل واسع في الملاعب الأوروبية تحديداً، وبات يدقّ ناقوس الخطر، خصوصاً أنه يحصل أمام عدسات الكاميرات وسهامه نحو نجوم اللعبة.
وهذه الظاهرة، التي ترتفع نسبتها وتتنقّل من بلد إلى آخر، لم تُرجَم حتى الآن، ويجب على المعنيين الضربُ بيدٍ من حديد أو على الإنسانية السلام!
قانون "فيفا"
اتخذ الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) واتحادات وطنية قوانين لمحاربة العنصرية في الملاعب، لكن الظاهر أنها لا تزال خجولة مقارنة بـ"الكارثة" التي تحصل.
مثلاً، ووفقاً للمادة الرابعة من النظام الأساسي لـ"الفيفا": "التمييز من أي نوع ضد بلد أو شخص عادي أو مجموعة من الأشخاص بسبب العرق أو لون البشرة أو الأصل العرقي أو الوطني أو الاجتماعي أو الجنس أو الإعاقة أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر أو الثروة أو تاريخ الميلاد أو أي وضع آخر أو ميول جنسية أو أي سبب آخر ممنوع منعاً باتاً، ويُعاقب عليه بالإيقاف أو الطرد".
وثمة مادة أخرى تتحدث عن "أي شخص يُسيء إلى كرامة شخص أو مجموعة من الأشخاص من خلال كلمات أو أعمال تمييزية أو محقّرة تتعلّق بالعرق أو لون البشرة أو اللغة أو الدين أو الأصل يجب إيقافه لمدة خمس مباريات على الأقل. علاوة على ذلك، يجب فرض حظر على دخوله الملعب وغرامة لا تقلّ عن عشرين ألف فرانك سويسري".
ومنح الاتحاد الدولي للاعبين الذين يتعرضون لأفعال عنصرية حق طلب إيقاف المباراة، مضيفاً: "عندما يتعرض اللاعبون لإساءة عنصرية، سيقومون بمقاطعة الذراعين على شكل X، في إشارة منهم إلى الحكم لكي يباشر بإجراء الخطوات الثلاث".
تابع: "تتوقف المباراة بعد الخطوة الأولى، وفي حال استمرار الإساءة، تعلّق مع خروج اللاعبين والحكام من أرضية الملعب، وفي حال عدم توقف الإساءة خلال تعليق اللقاء، تُلغى المباراة".
أسباب العنصرية
ولكن، ما الذي يوصل الجماهير إلى العنصرية؟
الجهل، غياب الوعي، الحسد، التعصّب الأعمى، والأهم ضخ الكراهية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي باتت اليوم المنصة الأولى لهذه الظاهرة، وهو ما أثبتته إحصاءات سابقة.
السبب الأكبر في انتشار العنصرية بهذا الشكل، هو غياب العقوبات الرادعة؛ فالبيانات التي تصدرها الأندية بعد كلّ واقعة عنصرية، وفتح تحقيق ووصف هؤلاء بـ"الحمقى الأغبياء" أو الاشمئزاز من تصرفات الجماهير ليس كافياً، بل المطلوب وضع عقوبات أشد حتى لو وصلت إلى حد السجن أحياناً، لأن ذلك من شأنه تقليص حالات التمييز العنصري.
76 في المئة
هذه النسبة من المشجعين الإنكليز قلقون بشأن تأثير الإساءة في الإنترنت على طبيعة اللعبة في عام 2023.
65 في المئة
سُجّلت هذه النسبة كزيادة في البلاغات عن السلوكات التمييزية خلال 2022-2023 في إنكلترا.