النهار

مقاطعة حفل الكرة الذهبية تزيد الخلافات بين ريال مدريد وفرنسا
المصدر: النهار
في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، اقترحت صحيفة "ليكيب" الفرنسية فكرة إقامة مسابقة أوروبية للأندية، وكانت الدفعة الأولى من هذا المشروع تأتي بفضل الدعم القوي من "سانتياغو برنابيو" معقل ريال مدريد، وانطلقت الشرارة الأولى في باريس وتحديداً في حديقة الأمراء، حيث شهدت المدينة أوّل نهائي لكأس أوروبا.
مقاطعة حفل الكرة الذهبية تزيد الخلافات بين ريال مدريد وفرنسا
مقاطعة ريال مدريد تخلق المشاكل. (أ ف ب)
A+   A-
وقد شكّل هذا التعاون بداية لإعجاب متبادل استمر لعقود، حيث ربطت الألقاب الدولية ريال مدريد بفرنسا، خصوصاً مع وصول لاعبين فرنسيين من الطراز الرفيع إلى النادي الملكي على غرار زين الدين زيدان وكريم بنزيما وغيرهما.

ومع مرور 80 عاماً، عاد فلورنتينو بيريز ليدخل غمار المنافسة من خلال طرح فكرة "دوري السوبر ليغ"، لكن هذه المرّة لم تلقَ نفس الدعم من صحيفة "ليكيب"، التي كانت حليفة للنادي في السابق.

تحوّل في العلاقات بين الجانبين
في افتتاحيتها الأخيرة، انتقدت "ليكيب" بشدة غياب ريال مدريد عن حفل الكرة الذهبية، مشيرةً إلى أنّ النادي الأبيض لم يعد يتمتع بالمكانة المحبوبة في فرنسا، وتطرّقت الصحيفة إلى "الهزيمة المعنوية" لريال مدريد، وتساءلت عما إذا كان كيليان مبابي، الذي يتعرّض للانتقادات لعدم حضوره الحفل، سيفوز باللقب يوماً ما، وجاء هذا النقد من الكاتب فينسنت دولوك، الذي اعتبر أنّ مدريد تجاوز حدود احترام الفائزين.

كان ريال مدريد يستعد لإرسال 50 مندوباً إلى حفل توزيع جوائز الكرة الذهبية لعام 2024، التي أقيمت الإثنين الماضي في العاصمة الفرنسية باريس، حيث كان فينيسيوس جونيور مرشحاً بارزاً للفوز، ومع ذلك، علم النادي أنه لن يحصل على الجائزة، ما دفعه لمقاطعة الحدث بسبب ما اعتبره عدم احترام.

تاريخياً، كانت الكرة الذهبية منصة بارزة لريال مدريد لتأكيد عظمته، حيث تعاقد مع لاعبين فائزين بها أو لاعبين مرشحين للتتويج بها فيما بعد، على غرار كيليان مبابي، لكن في الحفل الأخير، تجلت الفجوة بين النادي والمنظمين، مما أدى إلى تقليل حضور ريال مدريد في المناسبات الباريسية. 

قضية مبابي والسوبر ليغ
من الواضح أنّ سنوات عديدة من الخلاف بين ريال مدريد وباريس سان جيرمان حول قضية مبابي قد شوّهت صورة النادي الأبيض في فرنسا، على الرغم من أنّ الأمر قد يبدو غريباً، إلا أنه بالنسبة إلى كثيرين، ليس بسبب خطف أيقونة فرنسا من دوري بلاده، ولكن بسبب إصرار ريال مدريد على دفع كل ما يلزم للتعاقد معه.

ومع تقدم السنوات، أصبح باريس سان جيرمان لاعباً رئيسياً في ساحة كرة القدم الأوروبية، مما أثر أيضاً على صورة ريال مدريد، حيث اعتبر البعض أنّ مشروع السوبر ليغ ينتهك روح المنافسة، مشيرين إلى أنّ هذه التحوّلات تضعف العلاقات بين الأندية الفرنسية والنادي الإسباني.

لكن بالرغم من هذه الانتقادات، يبقى ريال مدريد مؤسسة كبيرة في عالم كرة القدم، ونجاحاته المتعددة لا تزال تحظى بالإعجاب، رغم الجدل الدائر حول غيابه عن المناسبات المهمة.

اقرأ في النهار Premium