النهار

رودري وجائزة "الكرة السياسية"
المصدر: النهار
حالةٌ من الدهشة ضربت عشاق الساحرة المستديرة في شتى أنحاء العالم، وذلك عقب فوز لاعب الوسط الإسباني الدولي رودري بجائزة الكرة الذهبية على حساب لاعبين بقيمة فينيسيوس جونيور وجود بيلينغهام وإرلينغ هالاند.
رودري وجائزة "الكرة السياسية"
رودري. (أ ف ب)
A+   A-
علاء علي

اعتاد محبو كرة القدم التصفيق الحار وعشق اللاعبين أصحاب اللمسات السحرية والفنيات والقدرة على المراوغة والتمريرات الذكية وأصحاب الحاسة التهديفية.

لطالما كان يرشح للفوز بالكرة الذهبية لاعبون أمثال ميسي الرجل الحاسم لفريق برشلونة ومنتخب بلاده، أو كريستيانو رونالدو صانع الكثير من المجد للبرتغال والأندية التي لعب لها.

لقد تبدّل حال كرة القدم بتحقيق رودري الجائزة واستبعاد البرازيلي فينيسيوس جونيور الذي يخطف أنظار الجميع بمهاراته السحرية، وكذلك لامين يامال وجود بيلينغهام وأصحاب المهارات، لمصلحة لاعب يتميز بقدرات تكتيكية ودفاعية.

تحوّلنا عام 2024 من عصر التصفيق لسحرة كرة القدم إلى البحث عن أصحاب الأدوار التكتيكية، ربما إذا كان ميسي ما زال يرتدي قميص برشلونة في الوقت الحالي بجوار سيرجيو بوسكيتس لوجد نفسه يخسر نفس الجائزة لمصلحة بوسكيتس، في زمن فَقَد فيه السحرة وأصحاب الكرة الممتعة شعبيتهم لمصلحة لاعبين لا يجيدون تقديم كرة القدم الجميلة.

جائزة الكرة الذهبية
التفسير الوحيد لما حدث في جائزة الكرة الذهبية هو كونها جائزة سياسية دفع فينيسيوس من خلالها ثمن كونه يرتدي قميص ريال مدريد، بينما رئيس النادي فلورنتينو بيريز على خلاف كبير مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وكذلك رئيس باريس سان جيرمان الحالي ناصر الخليفي.

يبدو بالفعل أنّ بيريز يُحارب من قبل "يويفا" وكذلك من قبل الخليفي بسبب تفكيره في دوري السوبر الأوروبي، وكذلك بعدما نجح في ضمّ الفرنسي الشاب كيليان مبابي من صفوف النادي الباريسي في صفقة انتقال مجانية في صيف 2024 الماضي.

المؤكّد أنّ من تعرّض للظلم هو فينيسيوس جونيور الذي بشهادة الجميع كان اللاعب الأكثر متعة لعشاق اللعبة في عام 2024، فهو اللاعب القادر على تجاوز المدافعين وهزّ الشباك أكثر من غيره، وهو اللاعب الذي حمل أحلام "المدريديستا" الأوروبية والمحلية على عاتقه بنجاح طوال الموسم الماضي.

نعم رودري لاعب رائع ومميز لكنه لا يستحق الفوز بجائزة كبيرة بقيمة الكرة الذهبية، لكنه استفاد من عصر تحوّل الجائزة إلى "الكرة السياسية" بل و"الدعائية"، ومن دون شك، فإنّ موقف ريال مدريد ومقاطعته لحفل جائزة الكرة الذهبية ليس مستغرباً دفاعاً عن نجمه البرازيلي فينيسيوس وكذلك عن نفسه، في مواجهة أصحاب القرار في كرة القدم في الوقت الحالي.

اقرأ في النهار Premium