النهار

لماذا فقد غوارديولا وأرتيتا السّيطرة على مانشستر سيتي وأرسنال؟
المصدر: النهار
رغم الجوانب الإيجابية لفكرة بناء منظومة متينة تقلل من قوة الخصم، إلا أن هذه المنظومة تصبح عبئاً على الفريق حين يُضرب الحجر الأساس فيها.
لماذا فقد غوارديولا وأرتيتا السّيطرة على مانشستر سيتي وأرسنال؟
غوارديولا خلال لقاء مانشستر سيتي وبورنموث (أ ف ب)
A+   A-

دبي - هاني سكر 


وأنت تتابع لقاء أرسنال ونيوكاسل، ومن شدة الإحباط الذي يصيبك من سوء أداء المدفعجية قد يخطر في بالك سؤال: ماذا لو كان لامين يامال أو فينيسيوس هنا مكان أحد الأجنحة؟ لم يكن بالتأكيد سيقبل أن يرفع ديكلان رايس يديه غاضباً وهو يطلب من زملائه القيام بأي شيء لمساعدته بإخراج الكرة والانطلاق بها للأمام، ففي وقت ما عليك أن تكسر إيقاع التكتيكات الموجودة على الورق، وأن تكون قادراً إما على الذهاب بمساحة تستقبل فيها تمريرة طويلة، أو أن تنزل للخلف وتساعد الفريق بمهارتك، لكن خيارات المدربين لا تسير بهذه الطريقة في الدوري الإنكليزي. 

يؤمن مدربو بريميرليغ دائماً بأهمية المنظومة، وأن يكون كل شيء مرسوماً على الورق، ولا يبدو هذا الأمر مرتبطاً بالعصر الحالي فقط، فحين كان وسط تشيلسي يضم أسماء بقوة إيسيان ولامبارد وبالاك، كان النادي يضع تكتيكيين مثل جو كول على الجناح، وحتى ريان غيغز مثلاً، الذي يعد من أساطير مانشستر يونايتد، لم يكن ليملك مهارة زيدان أو فيغو مثلاً، لكنه كان المفتاح الذكي الذي يجد الحلول لفريقه دائماً. 

وفي العصر الحالي يتكرر الشيء ذاته، أهلاً بكم في دوري أجنحة الكبار فيه هي غريليش وماتياس نونيز ومارتينيللي، أي أجنحة دورها التكتيكي واضح جداً وحتى حين تؤدي بمهارة معينة مثل ما يفعل دوكو، فإن ذلك يكون وفق خطة وأهداف مرسومة وواضحة، لذا لا يمكن للاعب أن ينجح لمجرد أن يكون مهارياً بل عليه أن يتمتع بحدٍ مرتفع من الذكاء التكتيكي ليؤدي ضمن المنظومة كي لا يجد ذاته على الدكة فجأة، ولهذا تشعر أن لويس دياز هو الجناح الوحيد بين الكبار الذي يلعب كرة قدم الشوارع، لكن رغم ذلك لا ينجح دائماً بمواجهة دفاعات منظمة جداً. 

وحتى في فرق المنظومة هذه، تجد أن هناك حجر أساس مهماً حين تفقده ستفقد المنظومة الكثير من فعاليتها، فمنذ غياب رودري ودي بروين لم يعُد السيتي كما كان بالسابق، وغياب رودري تحديداً جعل خط دفاع الفريق مكشوفاً، وأعطى فولهام ومن بعده ولفرهامبتون وثم بورنموث فرصة إيجاد الكثير من المساحات بالأمام لخلق الخطورة والتسجيل، وكل هذا خلال 3 من 4 مباريات متتالية للفريق بالدوري، حتى أن بورنموث صنع 6 فرص محققة للتسجيل ضد سيتي وهو رقم يدل إلى فوضى هائلة في منظومة سيتي. 

في أرسنال كان الحجر الأساس هو أوديغارد، لاعب الوسط القادر على زيادة سرعة أي هجمة للفريق ونقل الكرة أسرع، وواحدة من مشكلات المدفعجية أنهم لم يملكوا الحلول لتجهيز لاعب آخر مكانه بل إن اللعب بثنائية بالمحور تضم رايس وميرينو تعني أن خيارات الحلول باتت أضيق، ليصل غضب رايس لحد يدفعه للجري بالكرة وحده لمسافة طويلة ثم تسديدها ليصنع أخطر فرصة للفريق الذي قيد ذاته بمنظومته، وحتى ساكا مع كل نجوميته ومهارته إلا أنه ما زال حتى الآن اللاعب الذي ينتظر وصول الكرة للثلث الأخير ليتصرف لأن دوره على الورق مرسوم بهذا الشكل. 

في السابق اعتقد الكثيرون أن غوارديولا لن يقتنع باستقدام رأس حربة صريح، لكنه اقتنع في النهاية بضرورة ذلك وجلب هالاند لأن قواعد كرة القدم ليست ثابتة لدى المدربين المرنين والكبار، وربما بعد موسم كهذا سيفكر أرتيتا وغوارديولا أن عليهما البحث عن جناح يجيد كرة القدم التي تُلعب بالشوارع ووضعه على الأقل على الدكة لحل مواقف كهذه. 

اقرأ في النهار Premium