النهار

خوان لابورتا... الرئيس الذي هرب من مقصلة الجمهور
المصدر: النهار
مع انتهاء الموسم الماضي، كان خوان لابورتا رئيس برشلونة الإسباني مصنّفاً باعتباره أكثر الشخصيات تعرّضاً للانتقادات من الصحافة ووسائل الإعلام والجمهور، بسبب سلسلة من الأحداث الساخنة التي أضرّت بالنادي.
خوان لابورتا... الرئيس الذي هرب من مقصلة الجمهور
رئيس نادي برشلونة خوان لابورتا. (أ ف ب)
A+   A-
القاهرة - محمد يوسف

كان لابورتا مسؤولاً عن رحيل تشافي هيرنانديز مدرب الفريق، بعدما جدّد الثقة به، ثم فشل في ضمّ نيكو ويليامز من أتلتيك بلباو في الصيف الماضي، وأخفق في التوقيع الرسمي على تجديد رعاية صانع القميص "نايكي"، إضافة إلى الأخبار الصادرة من النادي بأنّ الفريق لن يستطيع الذهاب إلى ملعب "كامب نو" كما وعد في الشهر المقبل.

وواصلت المعارضة داخل برشلونة انتقادها لميزانية النادي، واعتبرتها غير واقعية، لا سيما أنّ الفريق لم يستطع العودة إلى الظروف الطبيعية لعمليات بيع وشراء اللاعبين وفقاً لقواعد قانون اللعب المالي النظيف، فكان لابورتا محل انتقاد مستمر.

لكنّ المحامي الشهير الذي برع في الخروج من القضايا التي يدخل فيها بانتصارات كبيرة، بدأ يبتعد عن مقصلة الانتقادات والجمهور تدريجياً، حتى أصبح الآن محل إشادة من وسائل الإعلام، وباتت عبارات اللوم من الماضي.

راهن لابورتا على قدوم الألماني هانسي فليك لقيادة تدريب الفريق الأوّل، وترك له مطلق الحرّية في اختيار طاقمه، ثم أوصى بضرورة تحوّل الفريق جذرياً على صعيد الجانب البدني، ومنذ أن اتخذ هذا القرار انقلب الأمر رأساً على عقب.

حرص فليك على اتباع نهج مختلف عن تشافي، فتوقف تماماً عن طلب التعاقد مع لاعبين جدد، ورفض بشكل قاطع إلقاء اللوم على الحكام والاعتراض على قراراتهم باستمرار، وفرض أسلوباً مختلفاً، في التدريبات، وترتيب البيت من الداخل، واعتمد على أكاديمية "لا ماسيا" التي لم تكن محل اهتمام كبير من تشافي.

كان لابورتا يؤكّد باستمرار أنّ برشلونة لديه ما يكفيه من اللاعبين وأكاديميته بمثابة منجم من الألماس لمن يريد اقتناء المواهب أصحاب القدرات الفريدة من نوعها، وهو ما أظهره فليك.

استطاع فليك إثبات أنّ الفريق الذي يملك قائمة تتجاوز مليار يورو من اللاعبين المميزين، يمكن هزيمتهم برباعية نظيفة، مثلما حدث مع ريال مدريد في الكلاسيكو، وقبلها ردّ جزء من الدين أمام بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا (4-1)، وتصدّر جدول ترتيب الدوري الإسباني.

وحتى مع خسارة برشلونة في مباراتين أمام أوساسونا في الليغا وموناكو بمسابقة دوري أبطال أوروبا، كان هناك ما يبرّر ذلك الإخفاق من جانب الصحافة ومن دون أن يخرج فليك بأي نوع من أنواع المبررات، واكتفى بتحمّل المسؤولية والتأكيد على أنّ الجهاز الفني سيرصد الأخطاء ويصححها في المستقبل.

والجمهور يعلم أنّ مواجهة موناكو اضطر فيها برشلونة لخوض نحو 80 دقيقة منقوصاً بسبب طرد إريك غارسيا، بينما الخسارة ضدّ أوساسونا سببها اضطرار فليك لإراحة العناصر الأساسية التي عانت الإرهاق الشديد بسبب ضغط المباريات.

بسبب قرار واحد نجح فيه لابورتا بقدوم فليك، توقفت الانتقادات وارتسمت الابتسامة على وجهه في احتفال الكرة الذهبية وهو يشاهد عناصر النادي يتقدمون في ترتيب الأفضل أمام العالم.

اقرأ في النهار Premium