النهار

في ظل الأداء غير المقنع، لم يتردد جمهور ريال مدريد في التعبير عن استيائهم، فبينما اجتاحت صافرات الاستهجان مدرجات برنابيو، كانت وسائل التواصل الاجتماعي تشهد موجة من الانتقادات اللاذعة لمدرب الفريق كارلو أنشيلوتي، الذي أصبح محط تساؤلات كبيرة حول مستقبله على رأس الطاقم الفني للفريق.

من الناحية التكتيكية، بدا أنّ ريال مدريد يعاني من مشكلات متعددة: غياب الضغط المنظم، تفكك في السيطرة على المباراة، وغياب الدعم الدفاعي من بعض اللاعبين، هذه العوامل مجتمعة ساهمت في تفاقم الأزمة الرياضية التي يعيشها الفريق، مما جعل أنشيلوتي في مرمى الانتقادات.

أين إندريك وغولر؟
تُضاف إلى هذه المشكلات قضية أخرى، وهي غياب النجوم الشابة مثل أردا غولر وإندريك عن التشكيلة الأساسية، على الرغم من الوعد الكبير الذي حمله هذان اللاعبان، إلا أنهما يواصلان الابتعاد عن دائرة الضوء بسبب قلة الفرص التي يمنحهما إياها المدرب الإيطالي.

تصريحات مثيرة من عائلات اللاعبين
الأزمة لم تتوقف عند اللاعبين والجماهير، بل حتى عائلات بعض اللاعبين دخلت على الخط، فقد أثارت تصريحات مينا بونينو، صديقة لاعب الوسط فيدي فالفيردي، ضجة بعد مباراة ميلان، حيث صرّحت بأنها إذا تحدثت عن التغييرات التكتيكية لزوجها لكانت "ستؤخذ سجينة!".

"برنابيو" لم يعد مخيفاً
النتائج السلبية تتوالى على ريال مدريد، وملعب "سانتياغو برنابيو" لم يعد مخيفاً للخصوم كما كان، فبعد الخسارة في الكلاسيكو أمام برشلونة برباعية مهينة (0-4) سقط الفريق من جديد أمام ميلان، كما اتسعت الفجوة لتسع نقاط خلف متصدر الدوري الإسباني، ومع هذه النتائج المخيبة، يواجه أنشيلوتي ضغوطاً هائلة، حيث يتساءل الكثيرون عن مستقبله في النادي.

ويبدو أنّ الفريق بحاجة إلى تجديد المسار، فبالتوازي مع فشل اللاعبين في تقديم مستوياتهم المعهودة، يظهر أيضاً غياب التنسيق التكتيكي والابتكار في خط الوسط، ومع استمرار حالة التوهان في صفوف الفريق، يبرز السؤال الكبير: هل يجب على ريال مدريد البحث عن مدرب جديد؟

هل يحل زيدان أو سولاري الأزمة؟
بدأت الأسماء تتداول بقوّة، حيث يطالب بعض مشجعي الفريق بعودة زين الدين زيدان أو حتى الأرجنتيني سانتياغو سولاري، في حين يترقب البعض الآخر وصول تشابي ألونسو إلى "برنابيو" في الصيف المقبل كخيار لإعادة الهيبة إلى الفريق.

ورغم الضغوط التي يتعرّض لها، أكد أنشيلوتي تحمّل المسؤولية كاملة عن تراجع أداء الفريق، وقال في تصريحاته بعد مباراة ميلان: "عندما لا يظهر الفريق بأفضل نسخة له، فإنّ المدرب هو المسؤول، علينا أن نتحمل المسؤولية معاً، وفي الأوقات الصعبة علينا أن نكون متحدين".

مستقبل أنشيلوتي: إلى متى سيستمر؟
ورغم الأزمة الحالية، تؤكد مصادر داخل النادي أنّ كارلو أنشيلوتي لا يزال يحظى بثقة الإدارة، وفي الوقت الحالي، لا توجد مؤشرات على إقالته، إلا أنّ المسؤولين في فالديبيباس يتابعون عن كثب الوضع داخل الفريق، ويأملون في تحسن النتائج سريعاً.

لكن مع تزايد الضغوط على المدرب الإيطالي والجماهير التي تزداد استياءً، يبقى التساؤل الأبرز: هل سيصمد أنشيلوتي أمام العاصفة، أم أنّ ريال مدريد سيضطر لإحداث تغيير جذري في قيادة الفريق قبل فوات الأوان؟