النهار

كيف أصبحت السعودية مسرحاً عالمياً لرياضة الغولف؟
المصدر: النهار
تشهد المملكة العربية السعودية تحوّلاً كبيراً في مشهدها الرياضي، حيث أصبحت رياضة الغولف محور اهتمام محلي ودولي.
كيف أصبحت السعودية مسرحاً عالمياً لرياضة الغولف؟
من جولة "ليف غولف" في جدة
A+   A-
الرياض – خالد كرم

بعد أن كانت رياضة الغولف في الظل بسبب شغف المملكة العميق بكرة القدم، تكتسب هذه الرياضة الآن زخماً بفضل الاستثمارات الاستراتيجية واستضافة بطولات عالمية مرموقة.

يقود هذا التحوّل صندوق الاستثمارات العامة (PIF)، الذي يستحوذ واحدة من أكبر الاستثمارات غير المتعلقة بكرة القدم في المملكة.

خصص صندوق الاستثمارات العامة أكثر من 2 مليار دولار لدعم جولة "ليف غولف"، وهي جولة محترفة تهدف إلى منافسة الجولات التقليدية مثل "PGA Tour".

تُظهر هذه الاستثمارات طموح المملكة في أن تصبح مركزاً رئيسياً في عالم الغولف، وقد نجحت الجولة في جذب بعض أفضل اللاعبين في العالم، مما أثار نقاشات واسعة حول مستقبل هذه اللعبة.

إلى جانب تنظيم "ليف غولف"، استمر صندوق الاستثمارات العامة في توسيع نطاق تأثير المملكة في عالم الرياضة من خلال دعم الابتكارات واستقطاب بطولات عالمية.

استضافت السعودية بطولات بارزة مثل "السعودي الدولي" في نادي الغولف والريف الملكي، الذي يقدم جوائز بقيمة 5 ملايين دولار، منها مليون دولار للفائز.

علاوة على ذلك، نجحت بطولة "أرامكو السعودية للسيدات" في تقديم نفس مبلغ الجائزة، مما يعكس التزام المملكة بتعزيز المساواة بين الجنسين في الرياضة.

شراكات المملكة مع الشبكات الرياضية العالمية تسهم في بث هذه الأحداث إلى جمهور واسع، مما يبرز الحضور السعودي المتنامي في الساحة الرياضية الدولية ويجذب الأنظار إلى المملكة.

الاهتمام في شعبية الغولف لم يقتصر على الساحة الدولية فقط، بل امتد إلى مستوى القاعدة الشعبية.

أفاد الاتحاد السعودي للغولف بزيادة بنسبة 30% في عدد لاعبي الغولف السعوديين المسجلين خلال السنوات الخمس الماضية. وتلعب الأكاديميات والبرامج الشبابية دوراً مهماً في تنمية المواهب المحلية، مما يجعل هذه اللعبة جزءاً متزايد الأهمية من الثقافة الرياضية في المملكة. من خلال هذه المبادرات، يسعى القائمون على الرياضة إلى ترسيخ الغولف في وعي الأجيال المقبلة.

اقتصادياً، تساهم استثمارات صندوق الاستثمارات العامة بـ1200 مليار ريال سعودي في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، وتخلق 1.8 مليون وظيفة جديدة مباشرة وغير مباشرة، مما يدعم رؤية المملكة 2030.

بطولات الغولف الدولية تسهم في تعزيز السياحة وقطاع الضيافة، حيث تجذب الزوار الدوليين وتنعش الاقتصاد المحلي. كما أنّ تطوير ملاعب الغولف والبنية التحتية الرياضية يوفر فرص عمل جديدة ويعزز استدامة القطاع السياحي، ما يجعله محركاً رئيسياً في استراتيجية التنويع الاقتصادي للمملكة.

ومع ذلك، فإنّ دمج رياضة الغولف في ثقافة تهيمن عليها كرة القدم يتطلّب جهوداً مستمرّة. كما أنّ ظهور "ليف غولف" أثار جدلاً في الأوساط الرياضية العالمية، خصوصاً مع منظمات الغولف التقليدية مثل جولة "PGA"، ومع ذلك، تشير مفاوضات الدمج والتعاون إلى إمكانية توحيد المنظومة العالمية للغولف وتقديم فرص جديدة للنمو.

تسعى المملكة إلى التغلّب على هذه التحدّيات من خلال دعمها المستمر لرياضة الغولف واستراتيجياتها، لتطوير مجتمع رياضي مستدام.

تستمر السعودية بالاستثمار في قطاعات رياضية مختلفة بعيداً من كرة القدم، وذلك لتنويع مصادر المداخيل لديها، وأيضاً من أجل الانفتاح على رياضات متنوّعة وفتح فرص عمل أكبر وتوسيع مجالات النجاح للرياضيين.

اقرأ في النهار Premium