القاهرة - آية جبر
استطاع أبو تريكة أن يحقق ما عجز عنه الكثير من اللاعبين، بأن جعل الغالبية يجتمعون على حبه واحترامه دون النظر إلى الانتماءات، جاعلًا العديد من نجوم العالم يتحدثون عنه، فقد كانت مهاراته وأخلاقه وتواضعه ومواقفه الإنسانية الحاضرة في جميع المحافل التي تواجد بها أو تلك التي رواها مَن عاصروه شاهدة عليه، فاستحق لقب "أمير القلوب".
أصبح الماجيكانو "أبو تريكة" أحد أساطير النادي الأهلي التي لن يكررها التاريخ مرة أخرى بل أن البعض يعتبرونه الأفضل على الإطلاق، والذي تمكن من تحقيق مختلف الألقاب طوال مسيرته التي استمرت 9 سنوات داخل القلعة الحمراء حتى وصل إلى 23 لقباً ما بين محلية وقارية، مساهماً فيها بأهدافه الحاسمة الراسخة في الأذهان، والتي قادت الجيل الذهبي نحو المشاركة التاريخية في كأس العالم للأندية 4 مرات، والحصول على البرونزية الأولى في تاريخ النادي الأهلي والكرة العربية والأفريقية في عام 2006 بالإضافة إلى إنجازاته مع منتخب مصر وحصوله على لقبي كأس الأمم الإفريقية، ومشاركته التاريخية بمستواه المميز في كأس العالم للقارات 2009 ما جعله يستحق أن يكون اللاعب المصري الوحيد الذي حصل على جائزة أفضل لاعب داخل القارة السمراء 4 مرات.
اعتزل أبو تريكة أثناء مشاركته مع الأهلي في كأس العالم للأندية 2013 إلا أنه أصبح أيقونة مصرية وعربية، وتحتفي بها الفيفا حتى إنها قد اختارته في تقريرها الأخير عن الحدث الرياضي المرتقب "كأس العالم للأندية 2025" ضمن أساطير النادي الأهلي المصري، واصفاً إياه أنه "أعظم اللاعبين في تاريخ مصر، والأفضل في تاريخ الأهلي".
استحق أبو تريكة أن يصبح فخر العرب دون منافسة، بمواقفه التي ظلت حاضرة حتى بعد اعتزاله، لتزيد شعبيته أكثر مما كانت عليه وقتما كان لاعباً، فلم يكتف أبداً أن يكون محللًا رياضياً في قنوات بي إن سبورت القطرية بل أنه قد جعلها منصةُ لتوجيه الرأي العام للحديث عن القضايا الهامة، وأبرزها القضية الفلسطينية التي دعمها مراراً وتكراراً بمواقفه الواضحة والصريحة دون خوف أو تراجع، مهاجماً الكيان الصهيوني والسكوت الدولي عما يحدث، معلناً ذلك في كل مرة تتاح له فرصة الظهور على شاشات التلفزيون، ليؤكد أنه أسطورة لن يكررها التاريخ أبداً.