محلل الأداء المصري عبد الحميد المحمودي
القاهرة – آية جبر
يُعدّ محلل الأداء المصري عبد الحميد المحمودي من المميزين في مجاله، فهو يمتلك شهادات معتمدة عدة في مجال تحليل الأداء والفيديو واكتشاف اللاعبين من معهد برشلونة للابتكار وغيره، حتى أصبح محاضراً في شركة "غلوبال" المختصة في تقديم المحاضرات.
سبق لعبد الحميد العمل مع نادٍ في دوري الدرجة الثانية الهولندي، وهو ما أهّله للظهور كمحلل أداء على قنوات فضائية مصرية كبرى عدة، والترشح للتواجد ضمن فريق الاستكشاف في النادي الأهلي، والعمل معه لاقتراح بعض اللاعبين، خصوصاً بعدما رشح اللاعب المالي أليو ديانغ.
وعن تأخّر الأندية المصرية في الاعتماد على محللين للأداء، أجاب المحمودي في حديثه لـ"النهار"، أنّ ذلك يعود إلى "دورهم المهمش من المدربين في مصر، والاكتفاء بتواجد محلل أداء واحد مع الجهاز الفني، مع عدم منهجة وظيفته، وعمله منفرداً بلا معاونيه، فدوره لا يظهر بصورة فعّالة، لكن مع بروز أهمية تواجده، وإصرار المدربين الأجانب على أهميته مع الجهاز الفني، بدأ الاهتمام بهذا المجال".
وأضاف: "رغم أنّ الاهتمام تزايد لتواجد محلل للأداء مع الجهاز الفني للفرق المصرية في الآونة الأخيرة، إلّا أنه لا يوجد في مصر قسم تحليل شبه كامل في الأندية، سوى إنبي الذي بدأ بتطبيق هذه التجربة الرائدة مع المهندس أحمد عصام، حتى وإن كانت لا تزال تحتاج إلى المزيد من التطوير".
ولدى سؤاله عن تفاصيل قسم تحليل الأداء، أشار المحمودي إلى أنّ "هذا القسم يضمّ من 60 إلى 70 فرداً، لأنّ دوره لا يقتصر على تحليل الأداء، بل هو منظومة متكاملة تابعة للنادي، والتي تمتلك قاعدة بيانات شاملة عن الفريق، من تحليل واكتشاف لاعبين، وإدارة التعاقدات والتطوير... وكل قطاع منهم يضمّ مختصين، بالإضافة إلى تواجد مسؤول يكون بمثابة همزة الوصل بينهم وبين الجهاز الفني".
ولفت إلى أنّ "هذا النظام ليس بجديد، فهو مطبّق داخل معظم الأندية الأوروبية التي تمتلك وحدات بيانات كاملة خاصة بها، إما داخل النادي أو بالتعاقد مع شركات متخصصة توفر لها ذلك".
وأكّد المحمودي أنّ عدم توفر ذلك في الأندية المصرية والعربية يعود إلى "التكلفة المادية الباهظة بشكل أساسي، مع الأدوات والتكنولوجيا التي يحتاجها المختصون، بالإضافة إلى انتهاج الأسلوب القديم للتطوّر. المسؤولون عن الكرة لا يقدّرون قيمة وضرورة تكوين هذا القطاع لكل نادٍ، وهذا هو السبب الفعلي خلف توقف نادي الزمالك عن استكمال هذه التجربة، بعدما شرع في تنفيذها بالفعل".
وختم حديثه منوّهاً إلى أنّ "المسؤولين بحاجة إلى معرفة حجم الاستفادة التي ستلحق بالأندية مستقبلاً لتطبيق هذه المنظومة التي بدأت العديد من الأندية السعودية في تنفيذها تدريجياً، من أجل مواكبة التطوّر التكنولوجي في كرة القدم، وتوفير احتياجات المدربين الأجانب خصوصاً في ظل توافر الإمكانيات المادية".