النهار

العبقري سلوت يعيد اكتشاف ليفربول
المصدر: النهار
لا يعتمد سلوت على إكمال ما بدأه كلوب، بل أظهر قدرة واضحة على تطوير مستوى اللاعبين فردياً وخلقِ حلولٍ جديدة، والأهم هو خلق دفاع متين يصعب تجاوزه.
العبقري سلوت يعيد اكتشاف ليفربول
أرني سلوت مدرب ليفربول (أ ف ب)
A+   A-

هاني سكر 



كسر أرني سلوت كل حدود التحديات التي وُضعت أمامه منذ بداية الموسم حتى الآن، ليثبت أن قدومه إلى ليفربول ليس لاستكمال ما بدأه كلوب، بل لإضافة لمسة ذهبية على المشروع والقضاء على العديد من العيوب التي كان أسلوب كلوب فرضها بطريقة أو أخرى، ليفرض مبدأ "الانتصارات الذكية" في المراحل الأولى من عمر الموسم. 

أصبح ليفربول حالياً يجيد ضرب الخصوم في المرتدات أكثر مما كان عليه خلال فترة كلوب، ويبدأ هذا من النقطة الأولى المرتبطة في أن الهدوء بات سمة أساسية تميز أداء الفريق عكس السرعة المستمرة التي كان يبحث عنها المدرب الألماني، فلم يعد من الغريب رؤية الفريق يدافع لوقت أطول، ثم يُجهز على خصمه بمرتدة تشعر أن إضاعتها أمر أشبه بالمستحيل، ولهذا نرى أن شباك ليفربول اهتزت فقط 6 مرات في 11 مباراة بالدوري، ومرة وحيدة في 4 مباريات في دوري أبطال أوروبا. 


ضد ليفركوزن انطلق ليفربول بمرتدة واجه فيها 4 مهاجمين مدافعَين، وضد أستون فيلا، في لقطة الهدف الأول، كان هناك 3 لاعبين من ليفربول ضد 2 من أستون فيلا، وهو ما سمح لنونيز متابعة الكرة بعد محاولة المدافع إسقاط صلاح لإيقاف الهجمة، دون نسيان هدف الفوز على برايتون الذي جاء من مهارة ممتازة لصلاح الذي يعرف كيفية التصرف في مواقف "1 على 1" بالمرتدات دائماً، لذا يمكن القول إن سلوت حول طريقة استخدام سرعة ليفربول من سلاح للضغط العالي إلى سلاح للارتداد بعد الانتظار في الخلف. 


أول الأشياء التي طورها سلوت كانت الإنهاء، لأن لويس دياز كان نموذجاً للاعب كرة قدم الشوارع، المهاري والسريع الذي يريد الجري دائماً وإظهار مهاراته، لكنه كان سيىئ التصرف داخل منطقة الجزاء، وهو ما تغير هذا الموسم إلى حد دفع المدرب لوضعه كرأس حربة ضد باير ليفركوزن معتبراً أن فكرة وضع مهاجم صريح ضد قلب دفاع قوي مثل تاه لم تكن لتنجح، لذا اختار دياز ليعطيه الفرصة لاستغلال سرعته في العمق وضرب الخصم، ولأن طبيعة لقاء أستون فيلا اختلفت، عاد المدرب لوضع نونيز كرأس حربة في اللقاء التالي وأشرك دياز كجناح بعد أيام من تسجيله هاتريك في الأبطال، علماً أن دياز سجل 5 أهداف في الدوري حتى الآن مع زيادة قدرها "1.42" على إجمالي الأهداف المتوقعة له. 


كما شاهدنا خاكبو يؤدي أيضاً بشكل ناجح تهديفياً رغم أنه ليس اللاعب الذي يرى فيه سلوت خياراً ثابتاً، لكن الأغراض التكتيكية جعلته يستخدمه في بعض الأوقات لنرى أنه قام بالتنويع بين 5 لاعبين في الأمام، مع تغيير بالمراكز مثل وضع دياز رأس حربة وحديث المدرب عن سعيه لإيجاد مركز مختلف لنونيز. 


لا يضرب ليفربول خصومه بنتائج كبيرة لكنه يعرف دائماً كيف يتقدم، وبعد أن تصبح النتيجة لصالحه يصبح من الصعب جداً إيقاف طموحاته في إنهاء المباراة، وهو ما يفسر فوزه في 15 من أصل 17 مباراة رسمية خاضها هذا الموسم مقابل خسارة وحيدة، من نوتينغهام، وتعادل وحيد في معقل أرسنال والأهم هو خلق فارق 5 نقاط مع مانشستر سيتي في صدارة ترتيب الدوري. 

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium