النهار

المهارة والدراسة إرث لاعب كرة القدم الحقيقي
المصدر: النهار
أصبح مروان حمدي لاعب فريق الإسماعيلي، بمثابة الطفرة الحقيقية في تاريخ الكرة المصرية، بعد أن صرّح في وقت سابق خلال أحد البرامج التلفزيونية أنّه نجح في الجمع بين مهارة كرة القدم والتعليم، وأنه الآن يدرس في كلية الطب "قسم العلاج الطبيعي".
المهارة والدراسة إرث لاعب كرة القدم الحقيقي
مروان حمدي بقميص منتخب مصر (إكس)
A+   A-
القاهرة - آية جبر 

فيلم "الورثة" هو أحد الأفلام المصرية الشهيرة عن قصة "عمر الدكروري"، وعُرض عام 1986، وكان الممثل حسين فهمي أحد أبطاله، ومن المقولات الشهيرة له خلاله "العلم في الراس مش في الكراس"، إشارة منه إلى عدم أهمية العلم في حياة الإنسان طالما يتمتع بالموهبة الكافية في مجال عمله. ولكن يبدو أن تلك المقولة لم تكن خيالية في أحد الأعمال التلفزيونية، بل هي عبارة يحاكي فيها الواقع، وتطبّق في الحياة العملية، خصوصاً مع لاعبي كرة القدم داخل الوطن العربي، والذين يتخلون غالباً عن الحصول على الشهادة التعليمية فور امتهانهم اللعبة، مكتفين بالحصول على قدر كافٍ من التعليم، يعينهم على القراءة والكتابة، لهذا يُعدّ مروان حمدي لاعب الإسماعيلي استثناءً  داخل كرة مصر ، عن لاعب يمتلك مهارات وإمكانيات عالية، وطالب ماهر في دراسته، تمكّن من إكمال تعليمه والوصول إلى المرحلة الجامعية، بل والدراسة في واحدة من أصعب الكليات العملية التي تحتاج إلى الحضور الدائم والمذاكرة الجيدة. 

وقد يكون مروان حمدي لاعب الإسماعيلي عملة نادرة داخل مصر، إلّا أن تواجد مثل هذه النماذج كثير، خصوصاً في الدوريات الأوروبية، وخير مثال على ذلك اللاعب الشاب لامين يامال لاعب فريق برشلونة ومنتخب إسبانيا، الذي سبق وأكّد اهتمامه الدائم بمذاكراته، خصوصاً أنه لا يزال في المرحلة الثانوية، وأنه يوفق بين لعب كرة القدم والدراسة من دون أن يقصّر في إحداهما. وكذلك زميله في الفريق "باو كوبارسي" صاحب الـ17 عاماً، والذي بات عنصراً أساسياً في كتيبة فليك الدفاعية رغم صغر سنه، والذي أكّد أنه لم يترك التعليم في سبيل كرة القدم، بل إنه يسعى إلى التفوق في كلا الجانبين، مصرّحاً أنه في عامه الثاني بالمرحلة الثانوية، ويرغب في أن يكمل مشواره حتى المرحلة الجامعية. 

ومن الشباب إلى الشيب، نجد الرسام أندريس إنييستا "الأفضل في تاريخ خط الوسط"، الذي نجح في كتابة اسمه بأحرف من ذهب في كرة القدم، كما استطاع الحصول على شهادتين جامعيتين، إحداهما في الرياضة والأخرى في  البيولوجيا. وكذلك الدبابة البلجيكية لوكاكو الذي يتحدث 5 لغات، بجانب حصوله على شهادة في السياحة والعلاقات العامة. وغيرهم من الأمثلة داخل أوروبا، مثل جيورجيو كيلليني وفينسنت كومباني. 

ونجد نماذج عربية مشرفة نجحت بالجمع بين الشهرة والأضواء في عالم الساحرة المستديرة، والدراسة والحصول على الشهادات العليا، أبرزها عبدالرزاق أبو داوود لاعب الأهلي السعودي والمنتخب الأخضر السابق الذي حصل على بكالوريوس الجغرافيا من جامعة الملك عبد العزيز في جدة، ثم استكمل دراسته للحصول على درجة الماجستير من جامعة كاليفورنيا، وبعدها الدكتوراه من ولاية كنتاكي في الولايات المتحدة الأميركية. ويوجد كثيرون غيره الذين يؤكّدون على أن العلم هو الوجه الأول لعملة النجاح في مختلف أوجه الحياة العملية، والتي من بينها لعبة كرة القدم.

اقرأ في النهار Premium