النهار

5 أهداف في خمس سنوات... لماذا لا يتألق فينيسيوس مع البرازيل؟
المصدر: النهار
بعد أسبوعين من مقاطعة ريال مدريد لحفل توزيع جوائز الكرة الذهبية، إثر اكتشاف أنّ فينيسيوس جونيور لم يفز بالجائزة رغم كونه المرشح الأبرز، جرى الكشف عن تفاصيل مثيرة حول مدى قرب المنافسة على الجائزة، فقد فاز لاعب مانشستر سيتي، رودري، بالكرة الذهبية بفارق ضئيل بلغ 41 نقطة فقط، مما يجعل قرار الـ"لوس بلانكوس" بعدم حضور الحفل بسبب هذا الفارق الطفيف ليس في محله؛ وذلك بالنظر إلى طبيعة نظام التصويت الذي اعتمدته مجلة "فرانس فوتبول".
5 أهداف في خمس سنوات... لماذا لا يتألق فينيسيوس مع البرازيل؟
فينيسيوس. (إكس)
A+   A-
وربما يكون هذا الموقف فرصة تأمل في مسيرة فينيسيوس جونيور ودوره في سباق الكرة الذهبية، فمع احتلاله المركز الثاني، تظل الأسباب التي دفعت الناخبين لاختيار رودري بدلاً من فينيسيوس غامضة، لكن يمكن التكهّن بأنّ فوز منتخب إسبانيا ببطولة كأس أمم أوروبا 2024 كان له دور كبير في هذا الاختيار، حيث اختير متوسط ميدان مانشستر سيتي كأفضل لاعب في البطولة بعد فوز منتخب بلاده في ألمانيا، ليعزز مكانته بين أفضل لاعبي العالم.

في المقابل، كان صيف فينيسيوس مليئاً بالتحديات، حيث عانى من أداء غير مرضٍ مع منتخب بلاده البرازيل، مما أثر على فرصه في الفوز بالجائزة، ورغم تألقه مع ريال مدريد في الأشهر الأخيرة، إلا أنّ مستواه مع السيليساو لم يكن بمستوى التوقعات، خصوصاً بعد الخروج المبكر من كوبا أميركا 2024.

فينيسيوس مسيرة غير مستقرّة دولياً
لم تكن مسيرة فينيسيوس مع منتخب البرازيل مشجعة في البداية، فمنذ انضمامه إلى السيليساو في 2019، شارك في 35 مباراة دولية، لكنه سجل فقط خمسة أهداف، وهو معدل ضعيف مقارنة بمستوى اللاعب، ورغم أنه تألق مع ريال مدريد في السنوات الأخيرة، إلا أنّ تأثيره مع منتخب بلاده ظل محدوداً.

لم يكن فينيسيوس، في ظل وجود نيمار، في حاجة لتولي دور النجم الأوّل في البرازيل خلال السنوات الأولى من مسيرته الدولية، فنيمار، الذي سجل 79 هدفاً وصنع 59 آخرين في 128 مباراة مع المنتخب، كان دائماً في مركز الأضواء، ما خفف الضغط على فينيسيوس وزملائه، ولكن بعد إصابة لاعب الهلال السعودي في تشرين الأوّل (أكتوبر) 2023، أصبح فينيسيوس مطالباً بتولي قيادة المنتخب البرازيلي، وهو ما لم ينجح فيه بشكل كامل حتى الآن.

فينيسيوس في صراع مستمر مع نفسه
منذ إصابة نيمار، وجد فينيسيوس نفسه في موقف صعب، حيث بدأ يلعب دور المهاجم الصريح في خط الهجوم البرازيلي، وهو ما لم يكن يناسبه، ورغم بعض المباريات التي أظهر فيها لمحات من تألقه، إلا أنّ الإحصائيات التي رافقته كانت مخيبة للآمال، ففي كوبا أميركا 2024، خرجت البرازيل من البطولة بشكل مخيب، ولم يقدم فينيسيوس الأداء المنتظر منه، إذ أوقف عن المشاركة في ربع النهائي بسبب إصابة.

التحدي الأكبر ينتظر فينيسيوس
الآن، أمام فينيسيوس أقل من 18 شهراً للتحضير لمشاركة المنتخب البرازيلي في كأس العالم 2026، حيث تعتبر البرازيل من أبرز المرشحين لنيل اللقب، لكن من دون الأداء القوي من فينيسيوس، فقد تجد نفسها في موقف محرج، وبالنظر إلى تطوّر اللاعبين الشباب مثل إندريك، وكذلك العائدين للتألق مثل رافينيا، سيكون الضغط على فينيسيوس كبيراً ليقود الفريق نحو النجاح.

إنّ مسيرة فينيسيوس جونيور، رغم النجاحات التي حققها مع ريال مدريد، تظل غير مكتملة على الساحة الدولية، وعلى اللاعب أن يعمل على تطوير أدائه مع منتخب بلاده إذا كان يرغب في إظهار إمكاناته الكبيرة، من أجل التنافس بقوّة على الكرة الذهبية.

ومن الواضح أنّ فينيسيوس جونيور أمامه تحديات كبيرة على الصعيدين الشخصي والدولي، وإذا أراد أن يحقق مكانته بين الأفضل في عالم كرة القدم، يجب عليه أن يحقق المزيد من الاستقرار مع منتخب بلاده في الفترة المقبلة، خصوصاً في تصفيات كأس العالم 2026، وأن يظهر للعالم أنّ قدراته لا تقتصر فقط على التألق مع ريال مدريد، بل تمتد لتكون عاملاً حاسماً في نجاح السيليساو.
إعلان

الأكثر قراءة

كتاب النهار 11/11/2024 7:37:00 PM
لن يجد "حزب الله" بعد ما جرى، وحتى لو تمكن من الإفلات من التدمير التام لقوته العسكرية، أي جهة لبنانية وازنة تقبل بأن تمنحه أي شرعية لسلاحه

اقرأ في النهار Premium