دبي - هاني سكر
انتهى لقاء العراق والأردن ضمن الجولة الخامسة من تصفيات كأس العالم 2010 بالتعادل السلبي دون أهداف ليستمر التساوي بينهما في النقاط ويبقى صراع المركز الثاني، المؤهل مباشرة لكأس العالم، نارياً قبل بدء مرحلة الإياب التي تنطلق غداً الثلثاء.
التعادل في هذا اللقاء كان استمراراً لسلسلة من التعادلات التي تشهدها القمم العربية عادة في تصفيات كأس العالم، ولو عدنا بالذاكرة إلى أهم مباريات عرب آسيا في الرحلة المونديالية فسنرى أن سيناريو التعادل حضر كثيراً ولو أنه لم يكُن يعني بالضرورة عدم حسم صراع التأهل.
منذ عام 1982 بدأ عرب آسيا في تسجيل اسمهم ضمن المتأهلين للمونديال، وكان منتخب الكويت أول المتأهلين، وفي الدورة التالية مباشرة شهدنا صراعاً عربياً بين العراق وسوريا على بطاقة التأهل لينتهي لقاء الذهاب بالتعادل قبل أن يحسم العراق مباراة الإياب بثلاثة أهداف لهدف ويصعد لمونديال المكسيك.
في تصفيات مونديال 1990خاض منتخبا الإمارات وقطر لقاءً حساساً ضمن الجولة قبل الأخيرة من التصفيات حيث دخلا اللقاء والفارق بينهما نقطة واحدة، في تلك النسخة كان الفائز يحصل على نقطتين، وانتهت المباراة حينها على التعادل بهدف لمثله، ليضمن الإماراتيون التأهل في الجولة الأخيرة بفضل التعادل مع كوريا رغم فوز قطر على الصين، علماً أن الدور النهائي حينها شهد حضور 3 منتخبات عربية، السعودية وقطر والإمارات، وجميع المواجهات العربية الثلاث انتهت بالتعادل.
ثم جاءت المباراة النارية بين السعودية والعراق في تصفيات مونديال 1994، حين دخل المنتخبان الجولة قبل الأخيرة مع تقدم السعوديين بفارق نقطة، ورغم تقدم العراق أولاً عبر أحمد راضي في الدقيقة الأولى، نجح سعيد عويران بتسجيل التعادل ليتشارك المنتخبان نقاط اللقاء، وفي الجولة الأخيرة حقق السعوديون الفوز على إيران ليضمنوا تسجيل حضورهم الأول في المونديال.
وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 1997 حل السعوديون ضيوفاً على القطريين في الجولة الأخيرة، وكان أصحاب الأرض بحاجة للفوز في اللقاء ليتقدموا على أشقائهم ويتأهلوا للمونديال، لكن هدف الشهراني "دقيقة 61" كان كفيلاً لضمان تأهل السعوديين إلى كأس العالم للنسخة الثانية على التوالي، لتكون واحدة من القمم العربية النادرة التي لا يحسمها التعادل.
وفي 2010 عادت القمم العربية لتظهر في الموعد الحاسم من جديد، ومرة أخرى كان المنتخب السعودي طرفاً في القمة، لكن التعادل لم يحضر مرة واحدة بل مرتين.
تعود الحكاية إلى الملحق المونديالي الذي جمع البحرين والسعودية، والذي شهد أحد أغرب سيناريوهات التصفيات على الإطلاق، فبعدما انتهى لقاء الذهاب بالتعادل السلبي في البحرين، منح ناصر الشمري هدف التقدم لأصحاب الأرض إياباً لكن جيسي جون أعاد البحرينيين بهدف التعادل "دقيقة 42" واستمر التعادل حتى الدقيقة "90+1" حين أشعل حمد المنتشري المدرجات مسجلاً هدف التقدم للسعودية، وفي الوقت الذي كان فيه الجميع ينتظر صافرة الحكم جاءت تسديدة إسماعيل عبد اللطيف المباغتة لتمنح البحرين هدف التعادل ويتأهل بفضل قاعدة الأهداف خارج الأرض، قبل أن يضيع حلم التأهل البحريني في الملحق بخسارة من نيوزيلاندا.
وفي تصفيات 2026، يبدو أننا سنشاهد العديد من الصراعات العربية المهمة في الجولات الأخيرة، خاصة مع تحسن نتائج الإمارات وقطر مؤخراً في أول مجموعة، إضافة للبطاقة العربية المضمونة في المجموعة الثانية دون نسيان أن العراق والأردن سيلتقيان من جديد في الجولة الأخيرة بمباراة قد تحسم هوية المتأهل إلى كأس العالم.