وشهد الحدث الذي أقيم كذلك بالشراكة مع الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، ونيسان، إقبالاً كبيراً من محبي بطولة الدرِفت التي تزداد شهرة سنة بعد سنة ويتّسع حضورها في المنطقة. وتفوّق زكريا سلوان على منافسيه في المحطة السعودية من "ريد بُل كار بارك درِفت" بعد منافسات محتدمة عكست المستوى الرفيع لهذه الرياضة على الصعيد الوطني. وهو تأهّل بالتالي لتمثيل المملكة في النهائيات العالمية للبطولة التي تستضيفها العاصمة العُمانية مسقط في 6 كانون الأول (ديسمبر) المقبل.
ورافقت المنافسات أجواء احتفالية وعروض جانبية فريدة، علّ أبرزها جولة الدرِفت التي قدّمها اللبناني عبدو فغالي على الحلبة، والتي جعلت الجمهور يطلب المزيد.
وكان النهائي الوطني انطلق بمشاركة 21 سائقاً يمثّلون نخبة الدرِفترز في السعودية، توالى كل منهم على إبراز مهاراته في التحكّم بالسيارة على حلبة صمّمها فغالي بشكل يرفع التحدي إلى أعلى مستوياته ويدفع المشاركين إلى تقديم أفضل أداء لهم. ومع منح لجنة تحكيمية النقاط للسائقين بناءً على معايير محددة، شملت فنون الدرِفت ومظهر السيارة والدخان المنبعث منها وتفاعل الجمهور، إضافةً إلى مناورات محدّدة في كل قسم من المسار، بدأت تتكشّف صورة المراحل التالية وصولاً إلى نصف النهائي الذي جمع كلاً من زكريا سلوان ، تركي الزير ، حسام بازيد و نيكولاس سولومون.
وكان على السائقين أن يتوخّوا الحذر تزامنًا مع إبراز جرأتهم في القيادة السريعة والاستعراضية، إذ إن أي خطأ كان يتسبب بتلقي عقوبات أدّت إلى حسم نقاط من رصيدهم، مثل الارتطام بالعوائق التي تحدّد المسار، أو السير في الاتجاه الخاطئ، أو فقدان السيطرة على السيارات بحيث تستدير في مكانها. وتلقّي ثلاث عقوبات في جولة واحدة كان يعني الاستبعاد مباشرةً عن المنافسات.
وقدّم سائقو المربّع الذهبي عروضاً لا تُنتَسى، وسط تقارب في المستوى وأداء مذهل وأجواء من الترقّب حبست الأنفاس إلى حين إعلان فوز زكريا سلوان باللقب، متقدماً على تركي الزير في المركز الثاني حسام بازيد في المركز الثالث. وقد أعرب "ملك الدرِفت" السعودي من على منصة التتويج، عن فرحته العارمة للفوز في البطولة الوطنية، وتطلّعه لتقديم أداء مشرّف والمنافسة بقوّة على لقب النهائيات في عُمان الشهر المقبل.
وكانت حلبة كورنيش جدة احتضنت نهائيات سلسلة موسم 2022 من بطولة "ريد بُل كار بارك درِفت"، والتي اختتمت في ديسمبر بعد 12 شهراً من المنافسات، بتتويج هشام الخطيب من مصر "ملكاً للدرِفت"، متفوقاً على كل من العُماني هيثم الحديدي، وأحمد دحام الذي مثّل العراق. وشهد النهائي العالمي عامذاك أوسع مشاركة في تاريخ البطولة الممتدّ على أكثر من 15 عاماً.
عن بطولة ريد بُل كار بارك درِفت
"ريد بُل كار بارك درِفت" هي مسابقة خاصة برياضة الدرِفت أو الانجراف بالسيارات، يتنافس فيها الهواة كما المحترفين على مسار مليء بالعقبات والتحديات. وتُجرى المسابقة وفق نظام الإقصاء أو خروج الخاسرين في كل جولة، إذ يسعى المتنافسون إلى الحصول على أعلى رصيد من النقاط للتأهل إلى الجولة التالية. ويتم الحكم على أداء المتسابقين على مجموع 400 نقطة من قبل حكام خبراء في رياضة المحركات، بناءً على معايير متنوّعة أبرزها مهارات الدرِفت ودخان السيارات ومظهرها.
وانطلقت بطولة "ريد بُل كار بارك درِفت" من لبنان في العام 2008، في موقف السيارات الداخلي التابع لأحد المراكز التجارية في بيروت. وهي شكلت فرصة مثالية لجميع هواة الدرِفت ليضعوا مهاراتهم قيد الإختبار، ضمن إطار رياضي وآمن يلتزم معايير السلامة. وشهد الحدث بروز بطل السباقات اللبناني عبدو فغالي الذي أصبح أسطورةً في هذا المجال، في حين أدى النجاح المنقطع النظير للبطولة إلى تحولها محطة إقليمية سنوية سرعان ما تحوّلت إلى سلسلة عالمية.