النهار

لم تعد الرياضة مجرّد هواية أو مهنة عادية يمارسها اللاعبون بل أصبحت "تجارة كبرى" يحصد بفضلها نجومٌ أموالاً طائلة: رواتب، عقود رعاية، إعلانات وأنشطة أخرى، وصولاً إلى حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وقنواتهم على "يوتيوب".

نتساءل: هل يمكن للاعب أن يصبح غنياً من ممارسته الرياضة فقط؟

بين الشهرة والرياضة
من الطبيعي أن تكون رواتب اللاعبين المحترفين حول العالم، وتحديداً في البطولات والرياضات المهمة، عالية، بغض النظر عن الضرائب في معظم الدول، إلى المرحلة التي أصبحت فيها أسعار هؤلاء خيالية؛ وصفقات الانتقال لم تعد كما كانت سابقاً، وهو أمر لاقى علامات استفهام بالنسبة إلى بعض الرياضيين.

لكن الظاهر أن مواقع التواصل الاجتماعي والصحف العالمية ساهمت كثيراً في زيادة شهرة "نجوم"، مما فتح الباب أمامهم من أجل الحصول على رواتب عالية، سواء مع ناديهم الحالي أم مع الجديد.

هذه العلاقة بين الشهرة والأرباح (من الرياضة التي يمارسونها) تعدّ متكاملة ومترابطة في الزمن الحالي، حتى وصل الأمر إلى أن بعض النجوم الذين اشتهروا خلال فترة معيّنة لا يزالون حتى اليوم يحصدون أموالاً، على الرغم من تراجعهم فنياً.

لا رياضيات!
بدا واضحاً غياب الرياضيات في قائمة هذا العام، علماً بأن نجمة كرة المضرب الأميركية سيرينا ويليامز كانت المرأة الوحيدة الممثلة في قائمة العام الماضي، في ظهورها السادس.

وودّعت سيرينا الملاعب بعد مسيرة رائعة مليئة بالإنجازات والألقاب، لكنها لم تعد اليوم حاضرة على القائمة التي تضم 50 رياضياً.

ولم تدخل سوى ثلاث سيدات، إلى جانب سيرينا، قائمة أفضل 50 رياضية منذ عام 2012، وهن نجمات كرة المضرب ماريا شارابوفا، ولي نا، وناومي أوساكا.

من أين يحقق الرياضيون أرباحهم؟
قد لا يعتمد الرياضيون بشكل أساسي على رواتبهم، بل على تفكيرهم الذي ينصبّ على جذب الشركات الإعلانية نحوهم، لتتخطى عقود الرعاية بقيمتها رواتبهم السنوية.

لكن الأكيد أيضاً أن كل لاعب يطمح إلى الحصول على راتب مقنع بالنسبة إلى اسمه، ومهاراته، ومدى شهرته حول العالم، بالإضافة إلى الحوافز والجوائز والمكافآت التي ينصّ عليها العقد الموقع مع ناديه أو مع الشركات الراعية أحياناً.

ثمة أنشطة أخرى يعتمد عليها الرياضيون لزيادة مداخيلهم، أبرزها مواقع التواصل الاجتماعي، ليكون، كثيراً، ما يناله الرياضي خارج الملعب أكثر مما يحصل عليه في داخله.

3.88 مليارات دولار
على صعيد الأرقام، حصل أعلى 50 رياضياً أجراً في العالم على ما يقدر بنحو 3.88 مليارات دولار على مدار 12 شهراً (بين أيار/مايو 2023 والشهر ذاته من عام 2024)، قبل الضرائب والرسوم الأخرى، وبزيادة 13 في المئة عن الرقم القياسي للعام الماضي البالغ 3.44 مليارات دولار. 

وجاء ما يقرب من 76 في المئة أو 2.94 مليار دولار من المكاسب على أرض الملعب (رواتب ومكافآت وجوائز). أما النسبة الأخرى (24 في المئة) أو 936 مليون دولار، فمن خلال تأييدهم وظهورهم ومداخيلهم من التذكارات، وغيرها من المساعي التجارية، والتي انخفضت بنسبة 13 في المئة عن العام الماضي.

ويضم الدوري الأميركي للمحترفين أكبر عدد من اللاعبين في القائمة بواقع 19 لاعباً، بينما يضم دوري كرة القدم الأميركية 11 لاعباً. وتأتي كرة القدم العالمية في المرتبة الثالثة بـ8 لاعبين، في حين لا يزال حضور الغولف خجولاً من خلال لاعبين فقط.

رونالدو يغرّد
في السنوات الثماني التي مرّت منذ أصبح الرياضي الأعلى أجراً في العالم لأول مرة، تغير الكثير بالنسبة إلى كريستيانو رونالدو.

انتقل ابن الـ39 عاماً من إضاءة ملعب "سانتياغو برنابيو" مع ريال مدريد إلى فترات "سريعة" مع جوفنتوس ومانشستر يونايتد، حتى وصل أخيراً إلى النصر السعودي. وبغض النظر عن المكان، بقي شيء واحد ثابتاً: رونالدو يجني رواتب ضخمة.

كسب البرتغالي نحو 260 مليون دولار على مدار 12 شهراً، مما جعله الرياضي الأعلى أجراً في العالم للمرة الرابعة في مسيرته. 

وتقدر مجلة "فوربس" أن عقد رونالدو مع النصر أكسبه 200 مليون دولار؛ وباعتباره أحد أنجح لاعبي كرة القدم في العالم الرياضي، فقد كسب 60 مليون دولار أخرى خارج الملعب.

وفي المركز الثاني، حل لاعب الغولف الإسباني جون رام بأرباح وصلت إلى 218 مليون دولار (198 في داخل الملعب و20 خارجه)، فيما جاء النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ثالثاً بـ135 مليون دولار (60 في داخل الملعب و75 خارجه).

أما المركز الرابع، فكان من نصيب النجم الأميركي في كرة السلة ليبرون جيمس بـ128.2 مليون دولار (48.2 و80)، في حين جاء اليوناني يانيس أنتيتوكونمبو خامساً بـ111 مليون دولار (46 و65).

يفكّر النجوم عادة في كيفية كسبهم للأرباح من خارج الملعب، خصوصاً أنه سيأتي يوم ويقرّر فيه الرياضي اعتزال اللعبة، وبالتالي لن يبقى أمامه إلا مواقع التواصل الاجتماعي والإعلانات لكسب المال.