النهار

يطمح منتخب لبنان بكرة السلة للرجال مواصلة تصدره للمجموعة الآسيوية السادسة من تصفيات كأس الأمم الآسيوية التي تستضيفها المملكة العربية السعودية صيف 2025 عندما يلتقي الإمارات العربية المتحدة اليوم الجمعة، في قاعة نادي الشباب الأهلي، الساعة 19:30 بتوقيت دبي (الساعة 17:30 بتوقيت بيروت) في أولى مباريات "النافذة الثانية" ويتزامن اللقاء مع عيد الاستقلال الوطني حيث يتطلع اللاعبون إلى تقديم هدية إلى الشعب اللبناني الذي يرزح تحت حرب غير مسبوقة تسببت بقتل أكثر من 3 آلاف لبناني ودمار هائل وتهجير أكثر من مليون ونصف مليون من مختلف المناطق. على أن يلتقي في المباراة الثانية منتخب سوريا الاثنين المقبل في القاعة نفسها، الساعة 18:00 بتوقيت دبي (الساعة 16:00 بتوقيت بيروت).

ويتصدّر لبنان ترتيب المجموعة السادسة برصيد 4 نقاط بعد فوزين على سوريا في دمشق وعلى البحرين في قاعة "نهاد نوفل للرياضة والمسرح" في ذوق مكايل. ويحتل المنتخبان السوري والإماراتي المركز الثاني برصيد 3 نقاط، في حين يحتل المنتخب البحريني المركز الرابع والأخير برصيد نقطتين من خسارتين.
حسابياً، حظوظ منتخب لبنان أكبر وأوفر على الورق، استناداً إلى خبرة لاعبيه الذين يملكون مهارات فردية عالية ويقدمون أداءً جماعياً لافتاً. ووفقاً لسجل كرة السلة اللبنانية التي تحتل مكانة متقدمة على الصعيدين العربي والآسيوي، وهي محط اهتمام عند شريحة كبيرة من العائلة الرياضة في شكل عام وكرة السلة في شكل خاص.

عملياً، تسقط كل الحسابات عندما تكون المواجهة على أرض الملعب 5 أمام 5 وتصبح كل الفرص متكافئة من دون إغفال عنصر المفاجأة الذي يمكن أن يقلب كل الموازين.

فنياً، يحتل لبنان المركز 28 عالمياً و5 آسيوياُ (بعد أوستراليا ونيوزيلندا واليابان وإيران) وشارك 8 مرات في نهائيات بطولة آسيا وصعد إلى منصة التتويج أربع مرات أعوام 2001، 2005، 2007 و2022. بينما يحتل منتخب الإمارات المركز 113 عالمياً و25 قارياُ، وشارك 7 مرات في نهائيات كأس آسيا ولم يصعد في أيٍّ منها إلى منصة التتويج. ورغم أن الفارق شاسع في الترتيب بين المنتخبين، تبقى كل الاحتمالات واردة.

في المقابل يحتل المنتخب السوري المركز 71 عالمياً والمركز 13 قارياً، وسبق أن شارك خمس مرات في نهائيات كأس آسيا من دون أن يصعد في أي من هذه المرات إلى منصة التتويج.

وكان النائب الأول لرئيس الاتحاد الآسيوي ورئيس الاتحاد اللبناني أكرم الحلبي زار الخميس اللاعبين في مقر إقامتهم والتقى مدير المنتخبات الوطنية عضو الاتحاد مارون جبرايل ومدير المنتخب إدوار بو زخم والجهازين الفني والإداري واطمأن إلى سير الأمور قبل المباراة أمام منتخب الإمارات العربية المتحدة، وشكر اللاعبين والمدربين على تضحياتهم والتزامهم والتفافهم على بعضهم البعض من أجل رفع اسم لبنان عالياً رغم الصعوبات والتحديات التي يمر بها البلد. وأكد حرص الاتحاد وإصراره على حماية اللعبة وإبقائها رغم كل الظروف محط وبصيص نور لكل اللبنانيين الذين يتوقون إلى عودة الحياة إلى طبيعتها في بلدهم. 

وكان المنتخب اللبناني اختتم مساء الخميس تحضيراته بحصة تدريبية أخيرة على ملعب نادي الشباب الأهلي الإماراتي بإشراف المدير الفني المدرب الصربي ميودراغ بيريسيتش ومساعديه مواطنه ماركو فيليبوفيتش ورالف عقل، ومشاركة جميع اللاعبين الكابتن أمير سعود، علي مزهر، جيرار حديديان، جان لوك مخلوف، جاد خليل، كريم زينون، مارك خويري، سيرجيو درويش، علي منصور، هايك كوكجيان، وائل عرقجي، كريم عز الدين، علي حيدر وأومري سبيلمان.

وكانت تحضيرات منتخب لبنان انطلقت منذ زهاء شهر من خلال تدريبات يومية على ملعب نادي إنترانيك في سنتر دميرجيان في النقاش واستمرت لمدة أسبوعين، قبل أن يغادر المنتخب الى دبي للانخراط في معسكر تدريبي استمر عشرة أيام التحق فيه اللاعبون الذين كانوا خارج لبنان تباعاً وآخرهم أومري سبيلمان الذي انضم الاثنين الفائت إلى التشكيلة.

مباراتان هامتان لمنتخب لبنان لكرة السلة وصيف النسخة الأخيرة من نهائيات بطولة آسيا التي جرت في إندونيسيا، ونال لاعبه وائل عرقجي جائزة أفضل لاعب في آسيا، يخوضهما في "النافذة الثانية" من تصفيات نهائيات كأس آسيا 2025 على وقع هدير الطائرة وصوت الصواريخ التي تضرب أكثر من منطقة في لبنان، ووسط إصرار على رفض الموت وعدم الاستسلام وأمل بعودة عجلة الرياضة إلى الدوران وعودة بطولة الدوري التي ينتظرها كل اللبنانيين مقيمين ومغتربين.