الاتحاد الجزائري لكرة القدم.
ينتظر أن يمثل رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم الأسبق خير الدين زطشي أمام قاضي التحقيق لدى محكمة الجزائر في الأيام المقبلة، بتهم فساد خلال فترة تسييره للاتحاد (2017-2021).
وفي وقت سابق أبقى مجلس قضاء الجزائر الرئيسين السابقين للهيئة الكروية ذاتها شرف الدين عمارة وجهيد زفيزف في حالة إفراج وتحت الرقابة القضائية توالياً.
وقالت تقارير إعلامية إن غرفة الاتهام لدى مجلس قضاء الجزائر، أيّدت نهاية الأسبوع الماضي قرار قاضي التحقيق بوضع زفيزف تحت إجراء الرقابة القضائية مع سحب جواز سفره ومنعه من مغادرة الجزائر، في حين أبقت على عمارة في حالة إفراج.
وتتعلق تفاصيل تهم فساد الرؤساء الثلاثة السابقين للاتحاد الجزائري لكرة القدم بإبرام عقود مخالفة للإجراء الداخلي لإبرام الصفقات بغرض منح امتيازات غير مبررة للغير نتج عنها تبديد للمال العام، وإبرام عقود مخالفة للأحكام التشريعية والتنظيمية بغرض منح امتيازات غير مبررة للغير، والاستفادة من امتيازات غير مبررة بمناسبة إبرام عقود مع الدولة أو إحدى الهيئات والمؤسسات التابعة لها.
ويتواجد مسؤولون سابقون للهيئة نفسها رهن الحبس الموقّت بتهم الاستفادة من علاوات ومنح مالية من دون وجه حقّ، وتقديم منح مباريات للاعبين دوليين محليين بالعملة الصعبة، إلى جانب تبديد المال العامّ من خلال تضخيم فواتير الإيواء والإطعام باللجوء لأحد الفنادق الخاصة لاستضافة أعضاء المكتب الفيدرالي وذلك خلال بطولتي كأس أمم أفريقيا للاعبين المحليين وكأس أفريقيا للاعبين تحت 17 سنة بدايات 2023.
وعرف الاتحاد الجزائري لكرة القدم بين 2017 و2023 عدم استقرار ما فتح المجال للتشكيك في طريقة تسيير الهيئة الأعلى كرويّاً في الجزائر، بخاصة بعد الأزمة المالية التي زعزعت أركانها وهي التي كانت توصف بالأغنى في أفريقيا.
وخلف شرف الدين عمارة سلفه خير الدين زطشي الذي قرّر في 2021 عدم الترشّح لولاية ثانية، لينتخب عمارة في 15 نيسان (أبريل) 2021 قبل أن يعلن عن استقالته في 31 آذار (مارس) 2022 إثر إقصاء منتخب الجزائر لكرة القدم من التأهل إلى مونديال قطر 2022.
ولم يعمر خليفته جهيد زفيزف الذي انتخب في 7 تموز (يوليو) 2022، كثيراً إذ أعلن استقالته بعد عام واحد على إثر إخفاقه في نيل منصب عضو في المكتب التنفيذي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم خلال الانتخابات التي جرت في 13 تموز (يوليو) 2023 بساحل العاج.
ولجأ وليد صادي الذي انتخب رئيساً في 21 أيلول (سبتمبر) 2023 لإتمام العهدة الأولمبية 2020-2024، إلى تدقيق حسابات الاتحاد الجزائري لكرة القدم ما أسفر عن ثغرات مالية دفعت إلى فتح تحقيقات قضائية شملت فترات التسيير بين 2017 و2023.
والمعروف أنّ صادي، الذي عُيّن وزيراً للرياضة في الحكومة الجزائرية الجديدة الأسبوع الماضي، كان عضواً في المكتب الفدرالي للـ"فاف" (التسمية المختصرة للاتحاد الجزائري لكرة القدم) خلال فترة الرئيس الأسبق محمّد روراوة المعروف بحسن تسييره وتدابيره المالية ما جعل الاتحاد الجزائري لكرة القدم يستغني تماماً عن التمويلات المالية التي تمنحها الحكومة للاتحادات الرياضية.