النهار

عذاب وإهمال وغموض واتهامات... ذكرى وفاة مارادونا الرابعة
عبد الناصر حرب
المصدر: النهار
عذاب وإهمال وغموض واتهامات... ذكرى وفاة مارادونا الرابعة
مارادونا. (أ ف ب)
A+   A-

4 سنوات مرّت على رحيل أسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييغو أرماندو مارادونا عن 60 عاماً، وسط غموض يكتنف أسباب الوفاة، في وقت أعلن قاضٍ أنّ ثمانية أفراد من الطاقم الطبي سيُحاكمون في الأرجنتين بتهمة "القتل غير العمد" مع ظروف مشدَّدة في نهاية التحقيق.

في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2020، فُجع الوسط الرياضي بخبر وفاة الأسطورة مارادونا على سريره الطبي في مقرّ إقامته شمال العاصمة بوينس أيرس، بسبب أزمة في القلب والجهاز التنفسي، حيث كان يتعافى من جراحة في الرأس.

وكان دييغو يعاني من مشاكل في الكلى والكبد، وقصور في القلب، وتدهور عصبي، وإدمان الكحول والكوكايين.

وداع مؤثر
بعد مرور 24 ساعة على وفاته، احتشدت جماهير غفيرة في العاصمة الأرجنتينية لتشييع جنازة أسطورة كرة القدم، في أجواء مؤثرة مليئة بالحزن والأسى.

سار الآلاف خلف نعش مارادونا قبل أن يوارى الثرى في مراسم خاصة، حتى أن الشرطة اضطرت إلى التدخّل لضبط أمواج البشر الذين جاءوا لحضور الجنازة.

واشتبكت الشرطة مع الكثير منهم، عندما حاولت إغلاق محيط القصر الرئاسي، واستعملت الغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية لتفريق الحشود الراغبة في إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان مارادونا.

ووُضع على تابوت مارادونا القميص رقم 10، الذي عُرف به اللاعب خلال مشواره الكروي، مع منتخب بلاده.

وقال جياني أوتيور أحد مناصري نابولي، الفريق الذي دافع مارادونا عن ألوانه وأحرز معه إنجازات: "كان استثنائياً، وكان يمثل كل شيء بالنسبة لنا في نابولي".

نقل رفاته
طلب أبناء مارادونا من المحاكم نقل رفاته من مقبرة خاصة إلى ضريح في العاصمة الأرجنتينية، وفقاً لما أفاد مصدر قضائي.

ويهدف الطلب، الذي تنظر فيه محكمة في بوينس آيرس إلى "السماح باستخراج الرفات ونقلها في ظروف أمنية وسرّية"، وفقاً لما جاء في الوثيقة التي كشفت عنها الصحافة المحلية.

وينصّ الطلب حسبما جاء في الوثيقة أيضاً، على وضع الضريح في منطقة بويرتو ماديرو على مقربة من العاصمة الأرجنتينية، وذلك "حتى يتمكن عموم الشعب الأرجنتيني وجميع مشجّعي كرة القدم حول العالم من تكريم الشخص، الذي كان معبود الجماهير الأرجنتينية".

ووقّعت على الوثيقة بنات مارادونا، دالما وجيانينا وجانا، بالإضافة إلى شريكته السابقة فيرونيكا أوخيدا، والدة ابنه الأصغر دييغو جونيور. 

ولدى مارادونا أربعة اولاد آخرين من علاقات خارج نطاق الزواج.

وتتواجد رفات مارادونا، الذي قاد الأرجنتين للفوز بلقب مونديال 1986 ودافع عن ألوان أندية عدة أبرزها بوكا جونيورز وبرشلونة الإسباني ونابولي الإيطالي، في مقبرة بيلا فيستا الخاصة، في ضواحي العاصمة الأرجنتينية.

آخر التطورات
في منتصف حزيران (يونيو) 2022، أعلن قاضٍ أنّ ثمانية أفراد من الطاقم الطبي سيُحاكمون في الأرجنتين، بتهمة "القتل غير العمد" مع ظروف مشدَّدة في نهاية التحقيق، في وفاة أسطورة كرة القدم.

وأكّد قاضٍ في سان إيسيدرو محاكمة هؤلاء الثمانية، وهم طبيب الأعصاب والعائلة ليوبولدو لوكي، والطبيبة النفسية أغوستينا كوساتشوف، بصفتهما المسؤولين الرئيسيين عن صحة النجم الأول في مونديال 1986 عندما قاد الأرجنتين للقبها العالمي الثاني والأخير، والمعالج النفسي كارلوس دياس، المنسقة الطبية نانسي فورليني، منسق التمريض ماريانو بيرّوني، الممرضان ريكاردو ألميرون ودايانا مدريد والطبيب السريري بيدرو بابلو دي سبانيا.

وكانت النيابة طالبت بهذه المحاكمة في نيسان (أبريل) من العام ذاته، مشيرة إلى أوجه قصور وإهمال في رعاية النجم السابق.

ويقول المدّعون إن الوفاة كانت بسبب "الإغفال" وسوء المعاملة من قبل مقدّمي الرعاية للنجم الأرجنتيني، وضعوه في "حالة من العجز"، ليُترَك "لمصيره" خلال عملية استشفائه "الفاضح" في منزله.

وتتهم النيابة العامة الأشخاص الثمانية بالقتل بسبب الإهمال، ويواجهون خطر السجن بين 8 و25 عاماً، موضحة أنهم كانوا "أبطال استشفاء منزلي غير مسبوق، ناقص ومتهوّر" وارتكبوا "سلسلة ارتجالات، أخطاء إدارة وقصور".

وكان تقرير مؤلف من 70 صفحة أشار في أيار (مايو) 2021، إلى أنّ اللجنة الطبية المكلّفة بالتحقيق بناءً على طلب القضاء حيال الساعات الأخيرة للنجم الأرجنتيني، حدّدت أن مارادونا "بدأ يموت قبل 12 ساعة على الأقل" قبل وفاته، وتحمّل "فترة من العذاب الطويل"، بعد خضوعه لجراحة في الدماغ إثر جلطة دموية.

وحصل الادّعاء على سلسلة من الرسائل الصوتية التي تُظهر أن الفريق الطبي كان على علم بأن مارادونا كان يستخدم الكحول والأدوية النفسية والماريجوانا في الأشهر الأخيرة من حياته.

ومن بين استنتاجات التقرير، قال المجلس الطبي إنّ "علامات الخطر على الحياة" التي أظهرها نجم نابولي الإيطالي وبرشلونة الإسباني السابق تمّ تجاهلها، وأن رعايته في أسابيعه الأخيرة "شابتها نواقص ومخالفات".

لماذا يرتدي ساعتين؟

أبدى عشاق كرة القدم استغرابهم من ارتداء مارادونا ساعتين (واحدة في كل يد)، لكن وسائل إعلام بريطانية كشفت السبب وراء ذلك.

وبدأ دييغو بارتداء ساعتين منذ عام 2004، الأولى مضبوطة على توقيت الأرجنتين والأخرى حسب توقيت البلد المحلي الذي كان يتواجد فيه.

وكان مارادونا يعتمد على الساعات لمعرفة الوقت بدلاً من التطبيقات الجديدة والإنترنت، خصوصاً أنه يفضّل دائماً معرفة التوقيت في منزله بالأرجنتين بشكل دائم.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium