كو. (أ ف ب)
تعهد رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى (وورلد أثلتيكس) البريطاني سيباستيان كو بحماية الرياضة النسائية، في حال فوزه برئاسة اللجنة الأولمبية الدولية، بعد الجدل الذي حصل خلال أولمبياد باريس الصيف الماضي.
وقال كو في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" إن ضمان مجموعة واضحة من السياسات حول مشاركة المرأة سيكون على رأس أولوياته إذا تم انتخابه في آذار (مارس) المقبل لخلافة الألماني توماس باخ في رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية.
كما تعهد البريطاني البالغ 68 عاما بتوسيع عملية صنع القرار المحيطة بإعادة روسيا إلى الألعاب الأولمبية.
وأبدى كو "انزعاجا" من الضجة التي أحاطت بالملاكمتين الجزائرية إيمان خليف والتايوانية لين يو-تينغ اللتين توجتا بالذهب في أولمبياد باريس بعد تجاوزهما الجدل حول هويتهما الجنسية والناجم عن إيقافهما من قبل الاتحاد الدولي للملاكمة العام الماضي في بطولة العالم بسبب هذا الأمر.
وقال إن الملاكمة رياضة "محفوفة بالمخاطر" وتتطلب إرشادات واضحة جدا من أعلى السلطات الأولمبية، مضيفاً: "لا أعتقد أنه يمكنك التسرع والاستخفاف في رياضة مثل الملاكمة. يجب أن يكون لديك سياسات واضحة كما هو الحال في جميع الرياضات".
وتابع من بودابست خلال إطلاق حدث خاص بالاتحاد الدولي لألعاب القوى "تتوقع الاتحادات الدولية أن يتحدد هذا المشهد من قبل الحركة الأولمبية. يمكنكم القول إنه تنسيق مشترك، لكن القيادة الفكرية والمبادرة التي يجب القيام بها، يجب أن تأتيا من خلال الحركة الأولمبية. إذا لم نقم بحماية الرياضة النسائية ولم تكن لدينا مجموعة واضحة لا لبس فيها من السياسات للقيام بذلك، فإننا نخاطر بخسارة الرياضة النسائية".
وأردف: "من منظور شخصي، وبصفتي رئيسا لرياضة أولمبية، فأنا لست مستعدا لحدوث ذلك".
"مجهز جيدا لهذا الدور"
بعد أربعة عقود من فوزه بميداليته الذهبية الأولمبية الثانية في سباق 1500 متر خلال دورة لوس أنجليس 1984، يبقى كو أحد أشهر الرياضيين في العالم، وبالتالي لماذا يريد أن يستبدل دوره القيادي في الرياضة التي يحبها من أجل رئاسة هيئة تطغى عليها التوترات السياسية؟
أجاب البريطاني "أميل إلى الاعتقاد بأني كنت أتدرب من أجل هذا الدور طوال حياتي. في الواقع منذ سن الحادية عشرة تقريبا عندما ارتديت حذاء الجري لأول مرة. لدي رؤية. والأهم من ذلك، لدي بالفعل خطة لما يبدو عليه الجيل القادم من الحركة الأولمبية. بالتالي، نعم، أشعر أني مجهز جيدا لهذا الدور".
يواجه مهمة شاقة للفوز ويعتقد بعض المراقبين أنه حان الوقت لتولي امرأة مهمة قيادة الحركة الأولمبية لأول مرة، ما يعطي دفعا للسباحة الزيمبابوية السابقة كيرستي كوفنتري التي هي من بين المرشحين السبعة.
وكوفنتري هي عضو في المجلس التنفيذي القوي للجنة الأولمبية الدولية، لكن كو، عضو اللجنة الأولمبية الدولية منذ عام 2020، يعتقد أن الحركة الأولمبية يمكن ويجب أن تدار بشكل أفضل، موضحا "علينا حقا أن ننظر إلى أنفسنا كحركة ونقول، هل نستغل مهارات وخبرات زملائي الذين أجلس معهم في الجلسات والمؤتمرات بأفضل شكل ممكن؟ لست متأكدا من أننا نفعل ذلك، ولا أعتقد أن لدينا الهياكل الصحيحة التي تسمح لنا بالقيام بذلك على النحو الأمثل".
وكَوَّن كو بعض الأعداء بقرار منع الروس من المشاركة في ألعاب القوى بسبب فضيحة التنشط الممنهج ثم بعد غزو موسكو لأوكرانيا.
في عهد باخ، أعادت اللجنة الأولمبية الدولية الروس تحت راية الرياضيين المحايدين، لكن رغم ذلك تم منعهم من المشاركة في مسابقات ألعاب القوى خلال أولمبياد باريس.
وبهذا الخصوص، قال كو إنه سيتشاور على نطاق أوسع و"سأحرص، إذا أصبحت رئيسا، على انشاء هياكل تسمح لأعضاء اللجنة ليس فقط بأن يُسمع صوتهم، بل وأن يتم التصرف بناء عليه".
وسيشمل ذلك "مجلسا تنفيذيا يستجيب للأعضاء، ومكتب رئيس متصلا بكل أصحاب المصلحة هؤلاء".
وتشعر الرياضة العالمية بجاذبية منطقة الخليج العربي الغنية، ورغم أن استضافة الألعاب الأولمبية الصيفية محسومة حتى دورة بريزيبن عام 2032، يعتقد بعض المراقبين أن السعودية ستُلحِق استضافتها لكأس العالم لكرة القدم عام 2034 (هي المرشحة الوحيدة) بتقدمها بطلب استضافة الألعاب الأولمبية.
وتتطلع الهند أيضا إلى استضافة نسخة 2036، وكلما زاد عدد المرشحين كان ذلك أفضل بالنسبة لكو الذي أضاف "نحن بحاجة إلى نقل رياضتنا إلى مناطق وأراض جديدة من شأنها أن تشجع بشكل أساسي المزيد من الشباب على ممارسة الرياضة".
وتابع: "لا أتغاضى عن أي دولة في أي قارة تريد استضافة أحداثنا. سأشجع بنشاط هذه المنافسة بين المدن التي لديها الطموح للقيام بذلك والتي تتوافق مصالحها مع مصالحنا ... سواء كانت السعودية، أو الهند، أو أي مكان في العالم".