في دراسة حديثة أجراها الطبيب الإسباني رامون كوجات، تم تسليط الضوء على تزايد حالات إصابات الرباط الصليبي لدى اللاعبين المتدربين والشباب بين 15 و 19 عاماً، وتعتبر هذه الإصابات من الأكثر شيوعاً في كرة القدم الحديثة، حيث أشار كوجات إلى أن معدل هذه الإصابات قد ارتفع بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، سواء بين البالغين أو القاصرين.
وأوضح الطبيب في تصريحات لصحيفة "ريليفو" الإسبانية، أن السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع هو "الإجهاد الزائد"، مشيراً إلى أن "كلما زاد الإجهاد، زادت المخاطر"، وتظهر الدراسات أن لاعبي كرة القدم في المراحل العمرية المبكرة، مع اقترابهم من نهاية مرحلة التكوين، يصبحون أكثر عرضة للإصابة بالرباط الصليبي نتيجة لزيادة ساعات اللعب وكثافة المباريات.
وعلى مدار ست سنوات من الدراسة، شملت 3800 إصابة، توصل كوجات وفريقه، إلى أن ساعات اللعب المكثفة هي العامل الرئيسي الذي يزيد من احتمالية الإصابة، وأضاف كوجات أن "حجم المباريات وشدتها يلعبان دوراً حاسماً"، مشيراً إلى أن وتيرة اللعب وكثافة المنافسة لدى الناشئين تختلف تماماً عن تلك الخاصة بالشباب أو المحترفين.
وتبين الدراسات أن المعدل العام لإصابات الرباط الصليبي بين الطلاب هو 0.38% من بين كل 100 لاعب، بينما يرتفع هذا الرقم إلى 0.86% بين الشباب، أما الفتيات، فتتأثرن بشكل أكبر، حيث تصل الإصابة إلى 1.14% بين الطالبات العسكريين و2.38% بين الفتيات في سن الشباب.
وتعد العوامل الأخرى مثل نوع السطح الذي يتم اللعب عليه، سواء كان طبيعياً أو صناعياً، وكذلك نقص وسائل الوقاية في الأحذية والمعدات، من الأسباب التي تساهم في زيادة الإصابات، وقال كوجات: "الاحتكاك على العشب الصناعي أكبر من العشب الطبيعي، ما يؤثر على عمق المسامير في الأحذية، ويزيد من مخاطر الإصابة أثناء التدوير".
في السياق نفسه، أكد أخصائي العلاج الطبيعي في فريق كوجات، أن الحل يكمن في تنفيذ تمارين وقائية، وأشار إلى برنامج "فيفا 11+"، الذي طورته الفيفا كإجراء وقائي فعال، إذ يمكن لهذا البرنامج أن يقلل من إصابات الرباط الصليبي بنسبة تصل إلى 50%.
ويستهدف برنامج "فيفا 11+" اللاعبين الهواة الذين تزيد أعمارهم عن 14 عاماً، ويشمل 15 تمريناً يجب إجراؤها قبل كل مباراة أو تدريب، وهو يتضمن تمارين لتحسين القوة والرشاقة والتوازن، ووفقاً لبيانات فيفا، فقد أظهرت الدراسات أن الإصابات الخطيرة تنخفض بنسبة 47.7% عند استخدام هذا البرنامج بانتظام.
ويشدد فيفا على أهمية التوعية لدى المدربين وأندية كرة القدم حول فاعلية برامج الوقاية من الإصابات، مشيرة إلى أن التمارين الوقائية لا تساهم فقط في تقليل إصابات الرباط الصليبي، بل أيضاً في تقليل إصابات الركبة والتواءات الكاحل ومشاكل الإفراط في الاستخدام.
ومع تزايد الإصابات في صفوف الشباب، يظل برنامج "فيفا 11+" أداة حاسمة في تقليل المخاطر وضمان سلامة اللاعبين.