منذ حوالي 4 سنوات بدأت موهبة جمال موسيالا بالظهور في بايرن ميونيخ، تاركاً انطباعاً إيجابياً بسبب مهارته العالية وجودة تسديداته، ليستخدمه النادي في مراكز متنوّعة بعدها منها محور الوسط، مع فليك، والجناح وخلف المهاجم، لكن يبدو أنّ حكاية موسيالا حالياً بدأت تدخل فصلاً جديداً لأن كومباني لديه نظرة جديدة لدور اللاعب.
صحيح أن موسيالا استقرّ على المركز رقم 10، خلف رأس الحربة، لكنّ المطلوب منه في هذا المكان لم يعُد مرتبطاً بصناعة الكرات للمهاجم بل تدريجياً باتت العملية معكوسة، وأصبح من الممكن رؤية صعود موسيالا للأمام أكثر من رأس الحربة هاري كين الذي ينزل أكثر للخلف مانحاً زميله بعض المساحة ليشكّلا سوياً ثنائياً قوياً يذكّرنا بفترات قوة بايرن حين كان الثنائي ليفاندوفسكي ومولر يتألّقان معاً.
وليتناسب أكثر مع هذا الدور الجديد كان لا بدّ لنجم بايرن الشاب أن يجيد المزيد من المهارات داخل جزاء الخصم، ومنها التسجيل بالرأس، وهو الأمر الذي حقّق فيه موسيالا تقدّماً رهيباً هذا الموسم منها هدف التعادل في مرمى دورتموند الذي أنقذ بايرن من الهزيمة.
سجل موسيالا 5 أهداف بالرأس خلال 20 مباراة هذا الموسم، وفعلياً تركّزت هذه الأهداف تقريباً في الشهر الأخير مع هدف في كأس ألمانيا، و2 في الدوري، وهدف في كلّ من دوري أبطال أوروبا، الهدف الوحيد له بالبطولة، وهدف مع المنتخب في دوري الأمم الأوروبية.
يبدو هذا الرقم مرتفعاً جداً، فحتّى هالاند مثلاً سجّل هدفاً رأسياً واحداً هذا الموسم حتّى الآن، ومن بين الأكثر تسجيلاً في أوروبا يظهر كلايندينست رأس حربة منتخب ألمانيا الذي سجل 4 أهداف، ذات عدد أهداف مهاجم أتالانتا ريتيغي، لذا يظهر مدى كبر رقم موسيالا الذي بات ينفّذ الضربات الرأسية بشكل ممتاز.
يخطط كومباني ربما لجعل موسيالا لاعباً يسجّل عدداً أكبر من الأهداف، فحين يستعمل مهارته داخل منطقة الجزاء سيصبح في غاية الخطورة، خاصّة وأنّ بداياته كانت تشهد دقّة عالية بالتسجيل، لذا لو جمع هذه المهارة مع الدقّة لأمكننا أن نرى مهاجماً في غاية الخطورة.
ما ينقص موسيالا في هذا الدور هو عدم أخذه المبادرة لاستلام الكرات الطويلة حتى الآن حيث يترك هذا الأمر للأجنحة في الوقت الذي يمكن أن نراه فيه أكثر خطورة إن استلم كرة من مرتدة وذهب لمواجهة مدافع بوضعية واحد على واحد بمهارته وحينها سنرى عدد أهداف أكبر لجمال.
سجل موسيالا 12 هدفاً حتى الآن، 7 بالقدم اليمنى و5 بالرأس، وواحد فقط من هذه الأهداف كان من خارج منطقة الجزاء رغم جودة التسديد التي يمتلكها، لذا يمكن القول أنه ما زالت هناك المزيد من المساحة للتطوير قياساً للقدرات التي يمتلكها.
سيكون هذا الموسم مهماً لمعرفة كم من الممكن لموسيالا أن يتطوّر كهداف، خاصّة إن طال غياب كاين عن الملاعب، وحينها سيكون لدى كومباني مخطّط واضح هو كيفية مساعدة موسيالا لصناعة الفارق.