النهار

حصيلة هزيلة ووقائع مثيرة للجدل للرياضة المصرية في 2024
المصدر: رويترز
حصيلة هزيلة ووقائع مثيرة للجدل للرياضة المصرية في 2024
أحمد الجندي. (إكس)
A+   A-
خلال عام ندرت فيه الإنجارات الرياضية على مستوى كل الألعاب باستثناء كرة القدم، جاء أحمد الجندي لاعب الخماسي الحديث لينقذ ماء وجه الرياضة المصرية بفوزه بميدالية ذهبية في أولمبياد باريس 2024.

وأهدى الجندي مصر الذهبية الوحيدة لها في ألعاب باريس محققاً رقماً قياسياً عالمياً في آب (أغسطس) الماضي. 

وكانت هذه الميدالية الذهبية الأولى لرياضي من أفريقيا في هذه اللعبة، بعدما تسلمها من مواطنته آية مدني المتسابقة السابقة في الخماسي الحديث وعضو اللجنة الأولمبية الدولية. 

ولم يكن تفوق الجندي وليد الصدفة بل نتاج جهد شاق بدأه قبل أربع سنوات بعد أن توج بالميدالية الفضية للخماسي الحديث في ألعاب طوكيو.

وقال الجندي للصحافيين بعد الفوز بالذهبية في باريس: "لا أستطيع أن أصف مشاعري بتحقيق حلمي وسماع النشيد الوطني بعد التتويج بالميدالية الذهبية. بذلت مجهوداً كبيراً مع فريق العمل من أجل الوصول لهذه اللحظة".

وعن تحطيم الرقم العالمي في النهائي بعد تحطيم الرقم الأولمبي في التصفيات، قال الجندي: "خططنا بشكل جيد من أجل تحطيم الرقمين الأولمبي والعالمي... لكن بعد الرماية المتوسطة كنت أشك في كسر الرقم القياسي العالمي، ولكن بعد أن أنهيت السباق اكتشفت أنني حطمته".

وغطت هذه الذهبية على مشاكل كبيرة وحوادث مثيرة للجدل شهدتها البعثة المصرية خلال ألعاب باريس.

حصيلة هزيلة
وحققت البعثة المصرية حصيلة هزيلة من الميداليات في باريس قياساً على حجمها الذي زاد عن 164 فرداً إذ كانت أكبر بعثة أولمبية في تاريخ البلاد وأيضاً بين البعثات العربية.

وفازت مصر بميداليتين أخريين الأولى برونزية لمحمد السيد في المبارزة والثانية فضية لسارة سمير في رفع الأثقال.

وكانت مصر حققت في أولمبياد طوكيو ست ميداليات متنوعة.

و‬بكت الرباعة المصرية سارة سمير للحظات بعد أن حققت فضية وزن 81 كيلوغراماً في منافسات رفع الأثقال لكن سرعان ما ارتسمت الابتسامة على وجهها بعد أن عرفت أنها أصبحت أفضل رباعة في تاريخ القارة الأفريقية بحصولها على المركز الثاني في صالة جنوب باريس.

ورفعت سارة (26 عاماً) 268 كيلوغراماً في المجموع لتحقق الفضية في ثاني ميدالية أولمبية لها بعد برونزية أولمبياد ريو 2016 وهي أفضل نتيجة على الإطلاق لرباعة من أفريقيا في أي فئة لتتوج مسيرة دولية رائعة بدأتها قبل عشر سنوات بفوزها بلقب دورة الألعاب الأولمبية للشباب في الصين 2014.

وقالت سارة، التي حملت علم مصر في حفل افتتاح أولمبياد باريس مع زميلها أحمد الجندي، في مقابلة مع "رويترز" وهي تنظر لصاحبة المركز الأول النرويجية سولفريد كواندا التي حققت الذهبية برقم قياسي أولمبي جديد بعدما رفعت 275 كيلوغراماً في المجموع: "كان نفسي أجيب (أحصل على) الذهب. زعلت شوية، كان نفسي أفرحكم لكن الفضة كويسة برده. إن شاء الله أعمل إنجازات كتيرة وأخلي بلدي فخورة بي".

وأضافت أن منافستها النروجية من أفضل الرباعات في هذه الفئة وشعرت في بعض الأحيان بعدم القدرة على مجاراتها لكنها ستعمل على تحسين بعض الجوانب للفوز بالذهب في الألعاب المقبلة.

وأوضحت الرباعة المصرية التي بدأت ممارسة هذه الرياضة في سن 11 عاماً: "الذهبية كانت بعيدة عني شوية اليوم. مش محتاجة حاجات كتير للمنافسة عليها لكن بوعدكم حشتغل على نفسي أكثر لأصبح أفضل وأجيب الذهب في أولمبياد 2028".

ورفعت فضية سارة معنويات بعثة مصر التي واجهت انتقادات شديدة بداية من اختيار عناصر التشكيلة التي تضم 164 لاعباً ولاعبة في 22 رياضة مختلفة في أكبر مشاركة عربية وأفريقية بألعاب باريس، إلى حجم الإنفاق وغياب رياضيين عن مستواهم وتراجع الانضباط ونتائج مخيبة لأبطال كانوا مرشحين لميداليات.

وقائع مثيرة للجدل
وباستثناء الميداليات الثلاث، شهدت مشاركة البعثة المصرية الكثير من الوقائع المثيرة للجدل في باريس.

وودعت يمنى عياد، أول ملاكمة مصرية تتأهل إلى الأولمبياد، العاصمة الفرنسية دون توجيه أي لكمة لعدم اجتيازها الميزان لهذا الوزن في فئة 54 كيلوغراماً.

وكان من المقرر أن تتنافس يمنى مع الأوزبكية نيغينا أوكتاموفا، لكن وزنها كان أكبر من وزنها الطبيعي بكيلوغرام تقريباً، فاستبعدت من النزال.

وفتحت اللجنة الأولمبية المصرية تحقيقاً فورياً قالت بعده إن: "تغيرات فسيولوجية وهورمونية" كانت وراء سقوط يمنى عياد، في فحص الوزن.

وأضافت: "عانت يمنى عند وصولها إلى باريس من زيادة في الوزن ناتجة عن ظروف وملابسات يوم السفر والطيران ثم استطاعت تحقيق الوزن الخاص بعد اتباعها لبرنامج خاص في الأيام السابقة للمنافسة وبعد وصولها إلى باريس، ثم فوجئت بتغيرات فسيولوجية وهورمونية مفهومة لكل السيدات والأطباء نتحفظ على ذكر التفاصيل طبقا لأعرافنا وتقاليدنا المصرية وحفاظاً على حقوق ونفسية الملاكمة.

"هناك تقرير تفصيلي من اللجنة الطبية يؤكد على عدم توجيه أي مسؤولية للملاكمة والجهاز الفني والإداري".

وفي الفروسية، ثار جدل كبير حول بعثة مصر الأولمبية بسبب سفر الفارس نائل نصار صهر الملياردير الأميركي بيل غيتس مع عشرة مرافقين للمشاركة في مسابقة فروسية قفز الحواجز في ألعاب باريس إذ تعرض المسؤولون المصريون لوابل من الأسئلة بشأن "إهدار المال العام" قبل أن يرد الاتحاد المصري للفروسية قائلاً إن نصار سافر مع جميع أفراد الطاقم المعاون على نفقتهم الخاصة.

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولت خطاباً رسمياً يكشف سفر عشرة من أفراد الطاقم المعاون من بينهم زوجة نصار معه إلى باريس وهو ما أثار انتقادات كبيرة خاصة وأن مصر تنافس بفارس وحيد في الألعاب.

واختار الاتحاد المصري للفروسية نصار لتمثيل بلاده في الأولمبياد بصفته صاحب أعلى ترتيب عالمي لفارس مصري.

وقال الاتحاد المصري إن نصار المقيم في الولايات المتحدة وجميع أفراد الطاقم المعاون من طبيب بيطري ومساعدين وسياس سيسافرون مباشرة إلى باريس "بمعرفتهم الشخصية وعلى نفقتهم الخاصة".

لكن بعد كل هذه الضجة، انسحب نائل من منافسات قفز الحواجز بسبب إصابة جواده.

وقال الاتحاد المصري للفروسية إن الجواد أصيب في الساق اليمنى الأمامية و"عقب الكشف عليه بالموجات الصوتية تقرر عدم إمكانية مشاركته لينسحب نصار من الأولمبياد".

وأضاف الاتحاد: "الإصابة جاءت في توقيت صعب بعد اجتياز الجواد الاختبار الطبي الأول للخيول الذي أقيم في 31 تموز (يوليو) اللوائح تمنع استبدال الجواد أو الفارس بعد 31 تموز (يوليو)، وهو ما يعني نهاية مشاركة مصر في الفروسية في الأولمبياد".

كما أفرجت السلطات الفرنسية عن مصارع مصري ألقت الشرطة القبض عليه بشبهة الاعتداء الجنسي خارج أحد المقاهي في باريس.

وقالت اللجنة الأولمبية المصرية: "حصل محمد السيد كيشو على إفراج لعدم ثبوت تهمة التحرش بفتاة فرنسية كما أدعت عليه".

وأضافت: "تم حفظ التحقيقات بشكل نهائي ضد كيشو لعدم وجود أي أدلة تدين المصارع حيث تم تفريغ الكاميرات في مكان الواقعة ولم تجد جهات التحقيق الفرنسية أي فعل مشين من المصارع المصري تجاه الفتاة".

وسبق لكيشو التتويج بميدالية برونزية في ألعاب طوكيو 2021 لكنه خسر في باريس في مراحل مبكرة.

وكانت اللجنة الأولمبية المصرية أصدرت بيانا قالت فيه إن ياسر إدريس رئيس اللجنة قرر إحالة المصارع كيشو إلى لجنة الهيئات والأندية والقيم فيما نسب إليه من تصرفات "غير مسؤولة" وذلك بعد انتهاء مشاركته في منافسات دورة الألعاب الأولمبية، وقبل ساعات من رحلة عودته لمصر. 

كما كشفت المصرية ندى حافظ عن مشاركتها في منافسات السيف العربي في المبارزة في باريس وهي حامل في شهرها السابع.

وتغلبت حافظ (26 عاماً)، التي شاركت في الأولمبياد للمرة الثالثة، على المصنفة العاشرة عالمياً الأميركية إليزابيث تارتاكوفسكي 15-13 قبل أن تخسر 15-7 أمام الكورية الجنوبية جون هايونغ في دور الستة عشر في قاعة غراند باليه.

وفي وقت لاحق، قالت ندى إنها كانت فخورة ليس فقط بأدائها، بل لأنها شاركت في المنافسة وهي حامل.

وكتبت على حسابها على تطبيق "إنستاغرام: "كنا ثلاثة، أنا ومنافستي وطفلي الذي لم يأت بعد إلى عالمنا!.

أضافت: "الفخر يملأ كياني بعد أن ضمنت مكاني في دور الستة عشر... كانت هذه الألعاب الأولمبية مختلفة. شاركت ثلاث مرات في الألعاب الأولمبية ولكن هذه المرة كنت أحمل ميدالية أولمبية صغيرة!"

وقالت ندى، التي سبق أن شاركت في أولمبياد 2016 و2021، إنها كشفت الخبر: "لتسليط الضوء على قوة المرأة المصرية ومثابرتها.
لكن بعثة مصر البارالمبية عوضت بعض الإخفاق بفوزها بسبع ميداليات متنوعة في باريس (ذهبيتان وفضيتان وثلاث برونزيات).

الاسكواش يتألق 
وكالعادة فرض الاسكواش، الذي تعد مصر من القوى الكبرى فيه، نفسه في 2024 بعد سيطرة لاعبي ولاعبات مصر على البطولات الدولية.

ويعلق المصريون آمالاً عريضة على الاسكواش في حصد ميداليات أولمبية بعد قرار مشاركة لعبة الاسكواش لأول مرة في التاريخ في دورة الألعاب الأولمبية المقررة في لوس أنجلس 2028.

وشهد التصنيف العالمي سيطرة مصرية على مستوى الرجال حيث يوجد خمسة لاعبين في المراكز الأولى في التصنيف العالمي الذي يتصدره علي فرج بينما استقر البطل المصري مصطفى عسل في المركز الثاني.

ويحتل مازن هشام المركز الخامس عالمياً وحصل كريم عبد الجواد على المركز الثامن يليه طارق مؤمن المصنف التاسع عالمياً.

وفي تصنيف السيدات، تسيطر مصر على المراكز الثلاثة الأولى إذ تحتل نور الشربيني الصدارة وخلفها نوران جوهر بينما تأتي هانيا الحمامي في المركز الثالث.

كما تضم قائمة أول عشر لاعبات في التصنيف روان العربي وأمينة عرفي في المركزين الثامن والتاسع على الترتيب.

برونزية الأهلي في كرة اليد
وتوج الأهلي ببرونزية بطولة كأس العالم للأندية لكرة اليد التي استضافتها مصر في العاصمة الإدارية في أول تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.

وفاز الأهلي على برشلونة الإسباني بنتيجة 32-29 في مباراة تحديد المركز الثالث.

اقرأ في النهار Premium