النهار

أرتيتا يخلق استقراراً فنياً في أرسنال... فهل حان وقت الحصاد؟
المصدر: النهار العربي
منذ قدوم المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا إلى نادي أرسنال الإنكليزي، والفريق في تطوّر مستمر. رغم أنه عانى في بداية مشواره مع النادي اللندني، لكنه حل وصيفاً لبطل الدوري الإنكليزي الممتاز في الموسمين الأخيرين، وقدّم كرة قدم ممتعة.
أرتيتا يخلق استقراراً فنياً في أرسنال... فهل حان وقت الحصاد؟
أرتيتا يقدم كرة قدم ممتعة مع أرسنال. (أ ف ب)_173052.jpg
A+   A-
مابيل حبيب

مشكلة "الغانرز" في الموسمين الماضيين ليست فنية، فهو حقق 28 انتصاراً و5 تعادلات و5 هزائم الموسم الماضي، و26 انتصاراً و6 تعادلات و6 هزائم في الموسم ما قبل الماضي في الـ"بريميرليغ"، لكنّ مشكلة رجال المدرب ميكيل أرتيتا هي بوجود فريق متكامل ينافسه وهو مانشستر سيتي.

هيمن مانشستر سيتي على لقب الدوري في المواسم الأربعة الأخيرة، رغم أنّ المنافسة في غالبية المواسم كانت قوية، لكنّ فارق الإمكانيات بينه وبين البقية واضح جداً. يمتلك المدرب الإسباني بيب غوارديولا تشكيلة من الصعب مجاراتها، حتى أنّ دكة بدلائه غنية وقادرة على سدّ الثغرات وقت الحاجة، وهذا ما كان يعانيه أرسنال في السابق، إذ كان يصل إلى المراحل الأخيرة مرهقاً وليس لديه دكة بحجم تلك التي يمتلكها "سيتيزنز".

اليوم، تحسن وضع أرسنال وأصبح قريباً من حصد الألقاب، خصوصاً الدوري الإنكليزي الممتاز الغائب عن خزائنه منذ موسم 2003-2004.

استقرار فني في مختلف الخطوط
شكّل المدرب أرتيتا استقراراً فنياً في النادي اللندني، وعالج كل المشكلات بين الخطوط، حتى أصبح فريقه منظومة كاملة متكاملة، تقدّم أداءً مشرّفاً وكرة قدم هجومية ممتعة للمشاهدين.

لا يعتمد أرتيتا على أسلوب اللعب الهجومي فقط، بل ينوّع بخططه الفنية، حسب مجريات كل لقاء وحسب الفريق المنافس، فنجده يهاجم أحياناً ويدافع أحياناً أخرى... يستحوذ على الكرة أحياناً ويسلّمها للخصم في بعض المواقف أيضاً.

في اللقاء الأخير أمام باريس سان جيرمان مثلاً، حسم أرسنال الشوط الأوّل بهدفين نظيفين بعد سيطرة مطلقة على مجريات المباراة، ولجأ إلى الأسلوب الدفاعي في الشوط الثاني ونجح في تطبيق خطة أرتيتا على أكمل وجه، ليُبقي النتيجة على حالها.

ما يميّز أرسنال أنّ عناصره قوية في مختلف المراكز، فهو يمتلك دفاعاً صلباً بقيادة البرازيلي غابرييل الذي لا يكتفي بالأدوار الدفاعية فحسب، بل يساعد الخط الأمامي، خصوصاً في الكرات الثابتة التي يسجّل منها الأهداف، بالإضافة إلى الفرنسي ويليام صليبا الذي يشكّل ثنائية رائعة مع زميله البرازيلي، والوافد الجديد الإيطالي ريكاردو كالافيوري القادم من بولونيا بصفقة كلفت خزينة النادي 45 مليون يورو، والذي يجيد اللعب بمراكز عدة في الخط الخلفي. أما الخط الهجومي، فهو فتّاك بقيادة الألماني كاي هافيرتز والثنائي على الأطراف الإنكليزي بوكايو ساكا والبرازيلي غابرييل مارتينيلي، مع مساعدة وحضور فعّال لخط الوسط بقيادة ديكلان رايس ومارتن أودريغارد.

وما يعزّز حظوظ أرسنال هذا الموسم في حصد اللقب أكثر من أي وقت مضى، هو دكّة البدلاء الكبيرة بحضور الوافد الجديد من صفوف نادي ريال سوسييداد الإسباني ميكيل ميرينو بـ32 مليون يورو، والذي سجّل مشاركته الأولى مع "الغانرز" أمام النادي الباريسي في دوري الأبطال، بعدما غاب عن بداية الموسم بسبب إصابة في الكتف. ولا ننسى جورجينيو وغابرييل خيسوس ورحيم ستيرلينغ وغيرهم من الأسماء القادرة على تلبية تطلعات أرتيتا خلال الموسم الطويل والشاق في مختلف المسابقات.

رغم صغر سنه على الصعيد التدريبي، إذ يبلغ أرتيتا 42 عاماً، إلّا أنّ ما يقدّمه مع أرسنال يظهر وكأنه مدرب مخضرم، كيف لا وهو تلميذ أفضل المدربين في العالم بيب غوارديولا؟!

يمكن وصف شكل أرسنال الحالي بفريق بطل، حيث لم يخسر بعد في الدوري الإنكليزي الممتاز، إذ حقق حتى الآن 4 انتصارات وتعادلين، ويحتل المركز الثالث في جدول الترتيب برصيد 14 نقطة خلف مانشستر سيتي (14 نقطة أيضاً) وليفربول (15 نقطة). كما خرج بفوز مقنع أمام باريس سان جيرمان في الجولة الثانية من بطولة دوري أبطال أوروبا بنسختها الجديدة (2-0)، بعدما تعادل سلباً أمام أتالانتا الإيطالي في الجولة الأولى.

مهمّة أرسنال ليست سهلة إطلاقاً، لا في دوري أبطال أوروبا ولا في الـ"بريميرليغ"، بوجود منافسة قوية من سيتي وليفربول وتشيلسي العائد إلى السكة مع مدربه الجديد إنزو ماريسكا، لكن ما هو مؤكّد أنّ "المدفعجية" يمتلكون كل المقوّمات اللازمة لمعانقة الأمجاد، وهم على استعداد لقطف الحصاد مع أسطورة النادي، واللقب ليس بعيد المنال في حال واصلوا تقديم هذا المستوى حتى الأمتار الأخيرة.

اقرأ في النهار Premium