النهار

لا كلام يمكن أن يعبّر عن مشهديّة اليومين الأولين من حملة "الإمارات معك يا لبنان" التي أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة في 7 تشرين الأول (أكتوبر).
وعلى أرض المعارض في "إكسبو دبي"، انطلقت السبت المرحلة الأولى من الحملة التي شارك فيها أكثر من 20 ألف شخص من 200 جنسية، وقفوا رجالاً ونساء وأطفالاً ومن أصحاب الهمم في الطوابير عند الساعة 8:30 صباحاً حتى دخولهم إلى قاعات توضيب الصناديق المقرّر إرسالها، مع المساعدات التي جرى جمعها في اليوم التالي، من محطة أبو ظبي للسفن السياحية (التابعة لمجموعة موانئ أبو ظبي)، على أن ترسل دفعة ثانية من المساعدات في 19 تشرين الأول بعد جمعها في معرض "إكسبو الشارقة".

"يستحق هذا الحب"
"عند الساعة التاسعة صباحاً امتلأت مواقف السيارات، هناك من حملوا أكياساً من المواد الغذائية وسلموها إلى المتطوعين خارجاً، وآخرون دخلوا كي يشاركوا في عمليات التوضيب، وبلغ عدد المتطوعين المسجلين رسمياً نحو 4 آلاف شخص، لكن عدد من شاركوا لاحقاً مع الذين وصلوا إلى مداخل  إكسبو دبي وصل إلى 20 ألف فرد، معظمهم لبنانيون"، تقول المحامية كريستين حداد، وهي متطوعة مشرفة على عمليات التوضيب، لـ"النهار".

وتجدر الإشارة إلى أن الشيخ منصور محمد بن راشد آل مكتوم تفقد السبت جمع المساعدات، كذلك فعل الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان في زيارته مركز المساعدات في أبو ظبي.
من الصعب حصر كل جنسيات المشاركين، لكن الأمر مذهل، فهناك عمال من أصحاب الدخل المحدود ساهموا بتبرعات عينية بسيطة لكنها تحمل الكثير من المعاني، عدا مشاركتهم في توضيب الصناديق وحملها إلى القاعات الأخرى تمهيداً لنقلها عبر الشاحنات إلى مطار آل مكتوم الدولي. وبرزت مشاركة لافتة وواضحة من الجاليات الهندية والباكستانية والفيليبينية والأفريقية.

ورصدت "النهار" مشاركة كبيرة لأطفال لبنانيين معظمهم ولدوا في الإمارات عبروا عن حبهم ودعمهم للبنان وأطفاله عبر رسائل عفوية وصادقة، كذلك كان لافتاً حضور أطفال إماراتيين مع ذويهم بعدما قرروا تمضية يوم عطلتهم في مساعدة لبنان. يقول المواطن الإماراتي محمد البلوشي الذي حضر مع زوجته وأولاده الثلاثة: "دولتنا تحب الخير والمساعدة ونحن كذلك لدينا هذا الحس الإنساني منذ طفولتنا، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بشعب لبنان الراقي الذي يستحق منا كل هذا الحب؟".

المشهد عينه تكرّر الأحد في أبو ظبي مع تسجيل حضور أكبر يصعب تحديد رقمه الرسمي، بحسب أمجد الحلبي، وهو مشرف على مجموعة من المتطوعين.

يشير الحلبي إلى أنّ "هناك ما لا يقل عن 25 ألف شخص وصلوا قبل نصف ساعة من بدء الحملة. وشارك عدد كبير من الإعلاميين اللبنانيين والعرب، وكذلك مؤثرون من لبنان وسوريا والأردن ومن جنسيات أجنبية من روس وفرنسيين وآسيويين. المشهد مهيب إذ ترى أهاليَ يصطحبون أطفالهم كي يعلّموهم معنى العطاء منذ الصغر".

80 مليون درهم حصيلة المرحلة الأولى 
ويؤكّد رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي الدكتور حمدان مسلم المزروعي لـ"النهار" أن التبرعات النقدية تجاوزت 80 مليون درهم في المرحلة الأولى من الحملة التي ستستمر حتى 21 تشرين الأول. ويلفت إلى أن "المساعدات ‏العينيّة تتوارد من جهات مختلفة لا يمكن حصرها حالياً وسنعمل لاحقاً على جردها. عدد الطرود التي وصلت إلى مستودعات الإغاثة في إكسبو دبي فقط فاقت المئة ألف ولم يتسن لنا الوقت كي نحصل على رقم رسمي نهائي لمجموع الصناديق التي وضبت في دبي وأبو ظبي".