النهار

صفقة "تاو" بقيمة 440 مليون دولار تُضاف إلى "ثاد"... السعودية تعزز رؤية 2030 دفاعياً
المصدر: النهار
صفقة "تاو" بقيمة 440 مليون دولار تُضاف إلى "ثاد"... السعودية تعزز رؤية 2030 دفاعياً
صواريخ “تاو” المتطورة
A+   A-

عبد القادر دمج

 

 

في خطوة تعكس التزامها بتعزيز قدراتها الدفاعية وتطوير منظومتها العسكرية، حصلت المملكة العربية السعودية على موافقة الولايات المتحدة لشراء صواريخ “تاو” المتطورة، بصفقة تقدر قيمتها بـ 440 مليون دولار، تشمل 507 صواريخ من طراز “TOW 2A” و507 من طراز “TOW 2B”، بالإضافة إلى 7 صواريخ من كل طراز لأغراض الاختبار. وستتولى شركة “آر تي أكس” (RTX)، التي يقع مقرها في مدينة توسان في ولاية أريزونا الأميركية، تنفيذ هذه الصفقة بصفتها المتعهد الرئيسي.

ما هو صاروخ "تاو"؟

صاروخ "تاو"، أو "Tow missile"، هو اختصار لعبارة "tube-launched, optically tracked, wire-guided” أي أنه صاروخ يُطلق من الأنبوب، يتم تتبعه بصريًا، ويُوجَّه سلكيًا.

تُعَدُّ شركة "رايثيون"، المعروفة أيضًا بـ "RTX"، الشركة الرائدة في تصنيع أنظمة الأسلحة TOW، حيث تتوافر هذه الأنظمة الدفاعية المتقدمة للجيش الأميركي وللقوات المسلحة في مختلف أنحاء العالم.

في حديث لـ"النهار"، تشير رئيسة مكتب موقع Breaking Defense في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أغنس الحلو، إلى مزايا صاروخ "تاو"، قائلة إنه "سلاح موجه بدقة ولديه قدرة اختراق عالية، مضاد للدروع، يستخدم بشكل أساسي في استهداف المدرعات والأهداف البرية الثابتة والمتحركة والبرمائية، يتم إطلاقه من قاعدة صواريخ ثابتة أو من مركبة مدرعة، بمدى يصل إلى 3500 متر كحد أقصى. تصل سرعته إلى 278 متراً في الثانية ويتراوح سعره بين 50,000 و100,000 دولار".

قوة متطورة واستراتيجية وتوطين صناعي بحلول 2030

ضمن جهود تعزيز قوة المنظومة الدفاعية السعودية، تُشير أغنس الحلو إلى أن "السعودية تعزز قدراتها الدفاعية بإضافة صواريخ "تاو" إلى منظومتها العسكرية، ما يعكس التعاون الدفاعي الوثيق مع الولايات المتحدة". 
وتعتبر الحلو أن رؤية 2030 تُعد استراتيجية محورية تهدف إلى تعزيز الإنتاج العسكري المحلي ليصل إلى 50% من إجمالي الإنتاج الدفاعي بحلول عام 2030، حيث تم توقيع اتفاقيات مع شركات كبرى مثل "لوكهيد مارتن"، لتصنيع مكونات القواعد الصاروخية داخل المملكة. وتؤكد أن المعارض الدفاعية التي تقام في المملكة تجذب كبرى الشركات العسكرية الأميركية والأوروبية، ما يعزز من دورها الريادي في المنطقة ويجعلها محوراً هاماً في الصناعات الدفاعية.

في سياق تطوير هذه القدرات، صرح الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات العسكرية (SAMI)، وليد عبدالمجيد أبو خالد، لـ"Breaking Defense" أن الشركة تسير في الاتجاه الصحيح لتصبح واحدة من أفضل 25 شركة دفاعية عالمياً بحلول عام 2030، مع هدف توطين 50% من الإنفاق الدفاعي في العام نفسه.

علاوة على ذلك، وفي إطار خطط التطوير الدفاعي، أعلنت وزارة الدفاع السعودية في 22 تشرين الأول (أكتوبر) 2024، عن إدخال ستة أنظمة دفاع جوي متطورة إلى القوات المسلحة، بما في ذلك منظومة "ثاد"، لتوفير حماية متكاملة ضد تهديدات مثل الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار والأسلحة الموجهة بدقة، ما يعزز من قوة الدفاعات الجوية في المملكة.
وفقاً لمنصة Global Firepower، تُعد منظومة الدفاع الجوي السعودية من الأكثر تطوراً في العالم، إذ تتصدر المملكة قائمة الدول في الإنفاق العسكري بميزانية قدرها نحو 71.7 مليار دولار في عام 2024. يدعم هذا التطور وجود شركات محلية تحت إشراف الهيئة العامة للصناعات العسكرية (GAMI)، التي تُعنى بتنسيق الاتفاقيات الدفاعية وتعزيز القدرات الإنتاجية مع الشركاء الدوليين.

شراكة استراتيجية متجددة لتعزيز الأمن الإقليمي

وفي ما يخص التعاون العسكري الأميركي-السعودي، تؤكد الحلو أن الولايات المتحدة تسعى إلى إقامة منظومة دفاع جوي متكاملة مع دول الخليج، تعتمد على أنظمة الإنذار المبكر عبر الرادارات وعلى التكامل في تبادل المعلومات لإطلاق الصواريخ الاعتراصية الأنسب من المكان الأنسب وفي الوقت الأنسب. هذه المنظومة تهدف إلى رصد التهديدات الخارجية ومراقبتها بشكل مباشر، ما يعزز الأمن الإقليمي ويضمن جاهزية القوات لمواجهة أي خطر محتمل".

 

اقرأ في النهار Premium