افتتح وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، اليوم الأحد، اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية والإسلامية غير العادية التي تُعقد في الرياض، غداً الاثنين، بدعوة من السعودية، لبحث استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ولبنان، وتطوّرات الأوضاع في المنطقة.
وتستضيف الرياض الاجتماع من أجل مراجعة كافة البنود المدرَجة على جدول أعمال قمة المتابعة العربية الإسلامية المشتركة، ومناقشة الأبعاد السياسية والإنسانية للأزمة الراهنة في غزة، تمهيداً لإقرار توصيات من المتوقّع أن تدعم موقفاً عربياً إسلاميّاً موحداً في مواجهة التداعيات المستمرة للتصعيد الإسرائيلي.
وفي كلمة له خلال اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية والإسلامية غير العادية، أكد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب أنّ "لبنان عبّر بوضوحٍ عن موقفِه ورؤيتِه لحلٍ مستدامٍ عبرَ المطالبةِ أولاً بوقفٍ فوري ٍلإطلاقِ النار، وإعادةِ الهدوءِ والاستقرارِ إلى الحدود، وعودةِ كافةِ النازحينِ من جانبي الحدودِ إلى مدنِهم وبلداتهِم وقراهُم، من خلالِ التطبيقِ الشاملِ والمتوازي لقرارِ مجلس الأمن 1701، حيثُ تكونُ السلطةُ الشرعيةُ الوحيدةُ جنوبَ نهر الليطاني هي سلطةُ حكومةِ لبنان، ولا يكونُ هناك سلاحٌ دونَ موافقةِ حكومةِ لبنان وفقاً لما نصَّ عليه القرارُ المذكورُ أعلاه".
وأعلن أنّ "لبنان عازمٌ على تعزيزِ إنتشارِ قواتِه المسلحة في الجنوب اللبناني، وقد قررتْ الحكومةُ اللبنانيةُ تطويعَ وتدريبَ حوالي 1500 عسكري تمهيداً لإرسالِ 5000 جنديٍ إضافيٍ لينضموا إلى حوالي 4500 متواجدين أصلاً في هذه المنطقة. ونأملُ أيضاً دعمَكُم ومساندَتكم لتوفيرِ متطلباتِ هذا الإنتشار"، مؤكداً أنّ بعضنا في لبنان اعتقد بعد الاستقلال بأنّ قوتَنا في ضعفِنا، حتى تسارعت الأحداثُ وتبعاتُ القضيةِ الفلسطينيةِ في منتصفِ الستينات، وأفقدَتْنا القدرةَ على النهوضِ بقوانا الذاتيةِ الداخلية. لذلك، نطمحُ اليومَ إلى تصحيح ِهذا الخطأِ، ومؤازرَتِكم ودعمِكم كي نعزّزَ قدراتِنا الدفاعية للحفاظِ على سيادتِنا واستقلالِنا في وجهِ الأطماع ِالخارجيةِ التي تهدّدُ ترابَنا الوطني والمنطقة برمّتِها".
كما وصل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى الرياض لترؤس وفد لبنان الى القمة العربية - الاسلامية التي تستضيفها المملكة العربية السعودية غداً.
وكان في استقبال ميقاتي في مطار الملك خالد الدولي، نائب أمير الرياض محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز وأمين الرياض فيصل بن عبد العزيز بن محمد بن عياد، وسفير السعودية في لبنان وليد البخاري وسفير لبنان في السعودية فوزي كبارة.
إلى ذلك، بدأ قادة الدول العربية والإسلامية بالوصول إلى السعودية استعداداً للقمّة غداً، لمناقشة الحرب في غزة ولبنان والمستجدات في المنطقة، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السعودية "واس".
في أواخر تشرين الأول (أكتوبر)، أعلنت وزارة الخارجية السعودية عن القمّة خلال الاجتماع الأوّل لتحالف دولي أنشئ بغرض الدفع قدما بحلّ الدولتين لإنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
وتأتي "امتدادا للقمة العربية - الإسلامية المشتركة التي عقدت في الرياض في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023" بمبادرة من الجامعة العربية (القاهرة) ومنظمة التعاون الإسلامي (جدّة).
وبثّت قناة "الإخبارية" السعودية مشاهد لوصول الرئيس النيجيري بولا تينوبو ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي.
ومن المرتقب أن يشارك في القّمة أيضاً رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، بحسب ما أعلنت الخارجية الباكستانية الأسبوع الماضي مشيرة إلى أنه ينوي الدعوة إلى "إنهاء فوري للإبادة الجماعية في غزة والوقف الفوري للتهوّر الإسرائيلي في المنطقة".
وبين أعضاء منظمة التعاون الإسلامي الـ57 والجامعة العربية الـ22، دول تعترف بإسرائيل وأخرى تعارض اندماجها الإقليمي.
وشهدت القّمة التي عقدت العام الماضي في الرياض تباينا في المواقف بشأن قطع العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع إسرائيل وزعزعة إمداداتها النفطية.