"الآن أقول لشعب دولة الإمارات، وللأمة العربية، وللعالم كله، مبارك قيام دولة الإمارات العربية المتحدة". بهذه الكلمات، أعلن الإعلامي والشاعر الإماراتي المخضرم خليل عيلبوني في 2 كانون الثاني (ديسمبر) 1971 عن قيام الاتحاد، عبر أثير إذاعة أبوظبي الرسمية، مباركاً للشعب هذا اليوم التاريخي العظيم.
من حسن حظه أنه عاش تلك اللحظات وصورها ودوّنها بصوته، ليتحول الخبر إلى ذكرى يعاد بثها في كل عام. يقول عيلبوني، اليوم بلغ منتصف ثمانينياته، لـ"النهار": "يومها، صافحنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والحكام مباركين لهم قيام الاتحاد، وكانت لحظات تاريخية عشناها معهم، وترصد صورنا معهم الفرح الحقيقي الذي عشناه".
وقع الاختيار عليه لإذاعة الخبر بسبب صوته الرخيم وبلاغته العربية، فضلاً عن كونه أحد الصحفيين الإماراتيين المعروفين. يروي: "في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) 1971، أصدر راشد عبد الله، وزير الإعلام في حكومة أبوظبي، قراراً كلفني فيه مع مجموعة من الزملاء في وسائل إعلامية أخرى، ومعنا عدد من المصورين، السفر إلى دبي اعتباراً من 30 نوفمبر ولمدة خمسة أيام".
في هذا التاريخ، لم يكن الصحفي الشاب قد تجاوز 30 عاماً، حين حمل مسجلته الكبيرة لتدوين الخطابات الرسمية. يروي لـ"النهار": "كنا مجموعة من الصحفيين، دخلنا إلى قصر الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وبطريقة الصحفي المتحمّس حصلت على جدول أعمال الجلسات، وبينها جلسة مغلقة لإقرار جدول الأعمال والإعلان عن العمل بأحكام الدستور المؤقت".
يضيف: "بعده، عقد الاجتماع التاريخي المغلق الأول للمجلس الأعلى للإمارات العربية حيث انتخب رئيس الاتحاد ونائبه، ثم جرى أداء القسم الدستوري وتعيين رئيس مجلس وزراء الاتحاد، وإقرار علم دولة الإمارات العربية المتحدة، فإقرار البيان بالإعلان عن العمل بالدستور المؤقت، وبقيام دولة الإمارات العربية المتحدة. وانتهى بالاحتفال برفع العلم الاتحادي، وتوقيع معاهدة الصداقة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة".