في المكان الذي أعلن منه عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى مساحة 25 ألف متر مربع، قام متحف الاتحاد، قريباً من دار الاتحاد الذي شهد التوقيع قرب سارية العلم على شارع شاطئ الجميرا.
يقول مدير المتحف عبد الله الفلاسي لـ"النهار": "يعرض هذا المتحف لحظات مهمة في تاريخ الاتحاد، بدءاً من الاجتماعات التمهيدية، ووصولاً إلى الإعلان عن الاتحاد، ويركز على الفترة بين عامي 1968 و1974، وفيه مقتنيات نادرة ووثائق وصور للآباء المؤسسين".
كانت فكرة تصميم المتحف مميزة، مستوحاة من وثيقة الاتحاد نفسها، "مثل الواجهة الإنسيابية المنحنية لبهو الاستقبال، وهي مكوّنة من سبعة أعمدة برونزية مدببة تمثّل الأقلام التي وقّعت بها هذه الوثيقة، وتعبر عن قيم الوحدة وروح الاتحاد"، كما يقول الفلاسي.
وفي المتحف أيضاً نسخات نادرة من دستور الدولة ووثائق تروي تاريخها. وفي 54 سنة، بإنجازات عالمية مشهودة، حفرت الإمارات بصمتها الممزوجة بأصالة العروبة والانفتاح على الغرب، لتتحول إلى نموذج للتعايش والسلام والأمن، ولتكون واحدة من أهم الدول العربية، فتضم اليوم نحو 8,5 ملايين مقيم من 200 جنسية ومن كافة الأديان الإبراهيمية وغير السماوية.
يقول الفلاسي: "هذا التعايش، ومراحل تاريخية أخرى لتطور الدولة، تخبر عنها وثائق نادرة داخل متحف الاتحاد، تبدأ من الوثائق الرسمية النادرة ومنها نسخة لدستور الإمارات، والاتفاقيات والمعاهدات التي مهدت لقيام الاتحاد، ومقتينات فريدة تخص الآباء المؤسسين، مثل الأدوات الشخصية والمراسلات والصور الفوتوغرافية التي توثق دورهم في بناء الدولة، إلى صور تسرد قصة نشأة الاتحاد وتقدم تسلسلاً زمنيًا للأحداث التي رافقت فكرة الاتحاد منذ بروزها وحتى الإعلان عن قيام الدولة في عام 1971".