انطلقت فعاليات الدورة الـ45 للمجلس الأعلى لدول الخليج العربية التي تستضيفها الكويت بحضور قادة دول مجلس التعاون وممثليهم لمناقشة عدد من القضايا الاستراتيجية وفي مقدمتها الأمن الاقليمي وتعزيز التكامل الاقتصادي الخليجي ومواجهة التحديات الاقليمية والعالمية، وفق ما أوردت وكالة الانباء الكويتية "كونا".
وفي كلمة له عند بدء أعمال القمة الخليجية، دان أمير الكويت الشيخ مشعل الجابر الأحمد الصباح الاعتداءات الإسرائيلية على كل من لبنان وسوريا وإيران.
ودعا أمير الكويت، خلال افتتاح أعمال القمة الخليجية الخامسة والأربعين في العاصمة الكويتية، اليوم الأحد إلى "الوقف الفوري لإطلاق النار" في غزة.
وقال الشيخ مشعل "نجدد إدانتنا للاحتلال الإسرائيلي الغاشم على أرض فلسطين المحتلة، وللإبادات الجماعية المتعاقبة بحق الشعب الفلسطيني الشقيق".
ودعا المجتمع الدولي إلى ضمان "الوقف الفوري لإطلاق النار، وتوفير الحماية الدولية للمدنيين الأبرياء، وضمان فتح الممرات الآمنة ووصول المساعدات الإنسانية العاجلة".
يأتي هذا الاجتماع في وقت يعيش فيه الشرق الأوسط حالة من انعدام الاستقرار منذ هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) غير المسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023 والذي أعقبته حرب متواصلة منذ ذلك الحين في غزة كادت أن تمتد إلى حرب إقليمية واسعة.
وندد الشيخ مشعل بـ"ازدواجية المعايير في تطبيق القوانين والمواثيق والقرارات الدولية ذات الصلة" والتي أدت إلى "استشراء الاحتلال الإسرائيلي وزعزعة أمن المنطقة واستقرارها".
وتابع أن الكويت "تستبشر خيرا بوقف إطلاق النار على الأراضي اللبنانية؛ ما يساهم في تخفيض التصعيد في المنطقة".
ورحبت دول الخليج، بما في ذلك السعودية والإمارات وقطر بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.
ومضى قائلا: "ندعم جهود قطر ومصر والولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. كما ندعم الجهود السعودية للدفع بحل الدولتين".
الى ذلك، رحّب أمير الكويت بـ"مواقف إيران الإيجابية تجاه دول المجلس ونتطلع لأن تنعكس على الملفات العالقة".
في سياق آخر، قال أمير الكويت "نجدد دعوتنا للعراق لتنظيم الوضع القانوني للملاحة البحرية".
البديوي
من جانبه، أوضح الأمين العام لمجلس التعاون الخليجى جاسم البديوي، أن القضية الفلسطينية وقطاع غزة من أول الملفات التي سيتم بحثها خلال القمة الخليجية، داعيا المجتمع الدولي الى "تحمل مسؤولياته لتبني القرارات الخاصة بإنهاء معاناه الشعب الفلسطيني".
منصور بن زايد
وترأس الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الإمارات، نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة وفد دولة الإمارات، نيابة عن الرئيس الاماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في القمة الـ 45 لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
تعزيز العمل الخليجي
وأعرب الشيخ منصور بن زايد آل نهيان عن شكره إلى الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ودولة الكويت لحفاوة الاستقبال وحسن التنظيم.
كما توجه بالشكر إلى الأمانة العامة لمجلس التعاون لجهودها في تنظيم هذه القمة، متمنياً أن تكلل أعمالها بالنجاح والتوفيق في الخروج بمقررات تدعم العمل الخليجي المشترك وتصب في مصلحة شعوب دول المجلس وتستجيب إلى تطلعاتها.
كما أعرب عن تقديره للجهود التي بذلتها دولة قطر الشقيقة خلال رئاستها للدورة الرابعة والأربعين للمجلس.
وأكد أن تعزيز العمل الخليجي المشترك يعد ضمانة أساسية لتحقيق مصالح دول مجلس التعاون الخليجي وتطلعات شعوبها نحو التنمية والازدهار، إضافة إلى دعم الاستقرار والتنمية في المنطقة.
وأشار الشيخ منصور بن زايد آل نهيان إلى أهمية البناء على التقدم الذي شهدته مسيرة العمل الخليجي وما حققته من إنجازات مهمة خلال العقود الماضية والانطلاق منها إلى مزيد من التكامل لمصلحة شعوب دول المجلس وتقدمها وازدهارها.
مسيرة التكامل
وشدد على أن دولة الإمارات العربية المتحدة ستظل داعماً أساسياً لمسيرة التكامل بين دولنا وشعوبنا انطلاقاً من إيمانها الراسخ بالروابط الأخوية المتينة التي تجمعنا وما يتوفر من إمكانات للتعاون وتحقيق المصالح المشتركة.
ورحّب الشيخ منصور بن زايد آل نهيان بإخوانه أصحاب الجلالة والسمو في بلدهم دولة الإمارات العربية المتحدة لحضور الدورة السادسة والأربعين القادمة للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تعقد في العاصمة أبوظبي، بحسب "وام".
وفي وقت سابق، وصل الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية لترؤس وفد بلاده في الدورة الـ45 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون.
ومن المقرر أن تناقش القمة عدداً من القضايا الاستراتيجية ذات الأولوية منها قضايا الأمن الإقليمي وتعزيز التكامل الاقتصادي الخليجي ومواجهة التحديات الإقليمية والعالمية.
هذا، ويتطلع القادة المشاركون في القمة إلى العمل بنتائجها لتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك، وترسيخ مسارات التنمية المستدامة، والأمن والاستقرار في خضم ما يحيط بالمنطقة والعالم.
كما يسعون إلى التأكيد على تعزيز الشراكات الاقتصادية، وتوسيع دائرة التحالفات، وتمتين أواصر الشراكة مع التكتلات العالمية، بما يعود بالنفع على دول المجلس.