توجّهت الأنظار بعد اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله إلى مرجعيات دينية وسياسية من الطائفة الشيعية، في إيران والعراق، وُضِعَت على لائحة الاستهداف الإسرائيلي، ومن بينها المرشد الإيراني الأعلى السيد علي خامنئي والمرجع الشيعي في النجف الأشرف السيد علي السيستاني.
وتعليقاً على هذا الأمر، اعتبر العلّامة السيد جعفر فضل الله أنّ "ما يجري حاليّاً يُمثّل حرباً شاملة على كلّ مَن يُمكن أن يكون حجر عثرة أمام آلة تغيير الشرق الأوسط الإسرائيلية".
ورأى فضل الله، وهو نجل المرجع الشيعي الراحل السيد محمد حسين فضل الله، أنّ "أيّ صوت أمام هذا الجنون الإسرائيلي والعلوّ والاستكبار والعدوان من الممكن أن يكون مستهدفاً، وهو أمر مُدان ومُعيب بحقّ شعوب المنطقة ودولها"، مؤكداً أنّ "هذا الاستهداف لعناصر أساسية بتاريخها، يوحي بأنّه لم تعُد هناك أيّ حرمة لأيّ موقع من حركات المقاومة".
وفي حديث مع "النهار"، قال فضل الله إنّ "العالم اليوم بات أمام خيارَين: إمّا القوّة بوجه الحقّ والعدل والخير، وإمّا أن تحكم القوّة، ويبدو أنّ العالم مسترسل بأن يُشيطن من يريد، فيتمّ استهدافه بآلة القتل الإسرائيلية والأميركية".
وأضاف: "نحن في حالة حرب حارّة، وجبهة الشرّ العالمية اليوم، بكل ترسانتها العسكرية والتغطية السياسية والدبلوماسية المعسولة، تقف أمام مجموعة من الناس فتستهدفها بمستقبلها ومستقبل المنطقة".
ولدى سؤاله عن إمكان أن تتّحد المرجعيات الشيعية والسنية في العالم حول موقف موحّد، قال فضل الله: "ينبغي أن نضع حدّاً للجنون ولاستهداف المرجعيات، فهذا الأمر مستنكر وجزء من الجنون العالمي الذي تقوده الدول الكبرى".
ووصف فضل الله التهديد الإسرائيلي للمرجعات الدينية بـ"الغباء الفاحش"، وقال: "إذا ما استرسل العدوّ الصهيوني باستهداف قيادات بمستويات تاريخية، فهذا سيُمثّل نوعاً من التحوّل الإضافي لما حصل في المنطقة".
اغتيال نصرالله
وتطرّق فضل الله الى اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، معتبراً أنّه "رمز من رموز المقاومة للعدوّ، وساهم بإنجازاته في بناء مستقبل لبنان، وفي خلق موقع وحضور له على المستوَيين السياسي والاقتصادي عبر قوّة المقاومة التي فرضت على الاحتلال تفاهماً في موضوع النفط والغاز".
ورأى فضل الله أنّ "العدوّ أخطأ كثيراً باستهداف هذه الشخصية، وباعتقاده أنّه سيرجعنا إلى الوراء"، معتبراً أن "استهداف شخصية من هذا النوع ليس استهدافاً لشخص واحد من نسيج لبنان، إنّما استهداف للبلد بأكمله، ورأينا أنّه من خلال هذا الاغتيال أُعلنت الحرب على المنطقة بأكملها".