النهار

التوغّل الإسرائيلي في القنيطرة بين نفي النظام وتأكيد المعارضة
المصدر: دمشق - النهار
التوغّل الإسرائيلي في القنيطرة بين نفي النظام وتأكيد المعارضة
دبابة إسرائيلية قديمة في مرتفعات الجولان قبالة مدينة القنيطرة (ا ف ب)
A+   A-

على رغم النفي السوري الرسمي لأي توغل بري إسرائيلي في ريف القنيطرة المحاذي للجولان السوري المحتل، استمر توارد المعلومات عن تحركات جديدة للقوات الإسرائيلية ضمن الأراضي السورية، وسط مخاوف تبديها بعض  الجهات من وجود نية  لدى إسرائيل باقتحام أجزاء من محافظتي القنيطرة ودرعا، اتساقاً على ما يبدو، مع ما هدد به قبل أيام الوزير الإسرائيلي السابق المتطرف أفيغدور ليبرمان، وفق ما تناقلت عنه وسائل الإعلام في حينه.

ولليوم الثاني على التوالي نقلت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام عن مسؤولين في محافظة القنيطرة نفيهم وجود أي توغل إسرائيلي في المنطقة، وذلك بعد أيام عدة التزمت خلالها العاصمة السورية الصمت إزاء ما أشيع عن الموضوع. وقال محافظ القنيطرة معتز أبو النصر جمران للصحيفة إن كل ما نُشر منذ أيام حول تحركات لقوات الاحتلال الإسرائيلي في هذه المنطقة "يندرج في إطار الحرب النفسية التي يمارسها العدو ولا أساس له من الصحة".

وأكد جمران أن "لا صحة إطلاقاً لما يروّج له بعض الإعلام والصفحات المدسوسة عن توغل إسرائيلي لأمتار باتجاه قرية كودنة، وهو من محض خيال من ينشر ومن يروج لهذه الشائعات".

وكانت الصحيفة نقلت قبل يوم واحد تأكيداً مشابهاً عن أمين فرع حزب "البعث" في القنيطرة. 

 

سياج أمني

غير أن النفي السوري لم يقطع سيل المعلومات الذي واصل الحديث عن تحركات جديدة تقوم بها القوات الإسرائيلية في ريف القنيطرة، ففي الوقت الذي نقلت فيه وسائل إعلام سورية معارضة عن "القناة 14" العبرية خبراً مفاده وجود نية لدى الجيش الإسرائيلي بإنشاء سياج أمني على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مسلحين، ذكرت مصادر سورية معارضة أن الجيش الإسرائيلي وجه إنذاراً إلى أهالي قرية العشة في ريف القنيطرة الجنوبي بضرورة إخلاء منازلهم. وتحدثت مصادر أخرى عن مواصلة القوات ‏الإسرائيلية التوغل في الجنوب السوري وصولاً إلى قرية عين نورية داخل محافظة القنيطرة في الجزء الشمالي الغربي.

وأفادت مصادر ميدانية "النهار" بأن كل ما يشاع عن توجيه الجيش الإسرائيلي إنذاراً إلى أهالي العشة بإخلاء منازلهم غير صحيح ولا أساس له، غير أن المصادر تحدثت عن توغل قوة إسرائيلية غرب البلدة وإقامة سواتر ترابية لإنشاء نقطة تجمّع للآليات بين تل الفرس وتل الأحمر.

التهويل الإعلامي بشأن توغل القوت الإسرائيلية في الأراضي السورية عززه في الأيام السابقة ما صدر من تحذيرات من موسكو وأنقرة مرتبطة بخطورة توسع الحرب لتشمل سوريا إلى جانب لبنان. وكان المتحدث باسم قصر الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف قد حذّر، الخميس، من أن توسع العمليات العسكرية جغرافياً في الشرق الأوسط ستكون له عواقب كارثية على المنطقة، وذلك تعليقاً على تقارير رجحت احتمال أن تشن إسرائيل عملية عسكرية برية في سوريا.

وأكد بيسكوف، خلال مؤتمر صحافي، أنه "ليس من المناسب هنا التفكير في توسيع جغرافية الأعمال العدائية"، وأضاف: "يؤسفنا أن جغرافية الأعمال القتالية تتوسع بالفعل... كل هذا يؤدي بالطبع إلى تدمير البنية التحتية المدنية".

 

"إلى الحدود التركية"

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حذّر من غزو إسرائيل الأراضي السورية بعد لبنان واصفاً إياها بـ"أكبر تهديد ملموس للسلام الإقليمي والعالمي". وأوضح أردوغان أنه "بمجرد احتلال دمشق ستصل إسرائيل إلى الحدود التركية في شمال سوريا"، مؤكداً أن ذلك سيؤدي إلى "التفكك الكامل للخريطة السورية".

وشدد أردوغان على أن تركيا ستدافع عن السلام الدائم في سوريا وستقف إلى جانب جهود السلام، مشيراً إلى أن من واجب الإنسانية أن تعارض إضافة المزيد من المعاناة إلى الشعب السوري.

وتستمر إسرائيل بفتح ممرات باتجاه الداخل السوري، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أوضح أن القوات الإسرائيلية بدأت أعمال تمهيد لطريق جديد يمتد بعمق نحو كيلومتر واحد داخل الأراضي السورية. كما تجري عمليات حفر وبناء تحصينات جديدة بالقرب من الشريط الحدودي، وهي إجراءات بدأت في 22 أيلول (سبتمبر) الماضي بإزالة ألغام جنوب بلدة القحطانية في ريف القنيطرة. وبعدها بأيام قليلة، توغلت قوة عسكرية إسرائيلية مسافة تصل إلى 300 متر داخل الأراضي السورية، مدعومة بالدبابات والجرافات، وتمركزت في منطقة حرش الشحار قرب بلدة جباتا الخشب شمال القنيطرة. كما بدأت الآليات الإسرائيلية حفر خندق بعرض 4 أمتار يمتد من بلدة حضر إلى جباتا الخشب وصولاً إلى الخط الأزرق التابع للأمم المتحدة، إضافة إلى إنشاء نقاط مراقبة جديدة لتعزيز المراقبة في المنطقة.