النهار

ماكرون يلتقي ولي العهد السعودي وأمير قطر من أجل دعم لبنان
رندة تقي الدين
المصدر: النهار
ماكرون يلتقي ولي العهد السعودي وأمير قطر من أجل دعم لبنان
ماكرون
A+   A-

 


 يلتقي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في بروكسيل، مساء اليوم، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد،  وستكون الحرب الاسرائيلية على لبنان والوضع فيه في مقدمة مواضيع المحادثات. ويسعى ماكرون الى انخراط السعودية في مساعدة لبنان خلال مؤتمر الدعم الذي دعا اليه في 24 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، وكذلك بشكل أكبر في اتجاه التأثير  على الطبقة السياسية اللبنانية لانتخاب رئيس للجمهورية بسرعة.

يأتي ذلك في موازاة تصاعد حدة الخطاب بين الرئيس الفرنسي ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بسبب التصعيد الكبير الذي ينتهجه الأخير في الحرب على غزة وعلى لبنان، ورده المتغطرس على اتصالات الرئيس الفرنسي. 

فبعد ما تعرضت قوات "اليونيفيل" في الجنوب اللبناني الى القصف الإسرائيلي والى تهديدات نتنياهو ومطالبته بانسحابها بحجة انها تشكل درع حماية لـ"حزب الله" ذكّر ماكرون نتنياهو بأن إسرائيل  أنشئت أيضاً بقرار من الأمم المتحدة وان الوقت الآن ليس للتحرر من قرارات الأمم المتحدة، وهو ما رد عليه نتنياهو بالقول ان إسرائيل  "أنشئت بانتصارها في حرب الاستقلال بدم المقاتلين الابطال الذين نفدوا من المحرقة ومن نظام فيشي في فرنسا".

وكان ماكرون يشير الى قرار الجمعية العمومية للامم المتحدة في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) عام ١٩٤٧ الذي كان مبنياً على خطة تقسيم فلسطين تحت الانتداب الى ثلاثة كيانات: دولة يهودية على55  في المئة من فلسطين ودولة عربية  على 45 في المئة ومنطقة تحت إدارة دولية  هي القدس. وقد أيدت 33 دولة هذا التقسيم بينها الولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد السوفياتي، فيما عارضته 13 دولة بينها الدول العربية وبريطانيا سلطة الانتداب وامتنعت 9  دول عن التصويت. وتبع هذا القرار اعلان استقلال دولة إسرائيل في 1948 يوم انتهى الانتداب البريطاني. 

ويعود الخلاف بين الرئيس الفرنسي ونتنياهو الى تعنت الأخير الذي كان يرفض منذ ما قبل شنه الهجوم على الضاحية الجنوبية واغتيال  الامين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله التحدث مع الرئيس الفرنسي عن خطته بشأن لبنان. ثم عندما قال ماكرون إنه يجب التوقف عن تصدير الأسلحة الى إسرائيل غضب نتنياهو والجالية اليهودية المؤيدة له في فرنسا. ومع أن ماكرون حريص على التأكيد في كل كلامه لنتنياهو التزام الدفاع عن أمن إسرائيل، فإن الأوساط اليهودية المساندة تشن حملات ضد الرئيس الفرنسي.  

 تجدر الإشارة هنا الى أن باريس تأكدت من أن "حزب الله" كان قد وافق على خطة الهدنة التي توافق عليها ماكرون ونظيره الاميركي جو بايدن على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة وتقضي بوقف اطلاق النار لـ 21 يوماً، وذلك عبر رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، وأيضاً عبر الاتصالات الفرنسية المباشرة مع "حزب الله"، لكن نتنياهو اختار التصعيد.

وفي كل اتصالاتها ومساعيها تبدي باريس قناعتها بأنه لا يمكن تغيير الشرق الأوسط بالقوة، وهو ما يؤكده تاريخ لبنان والمنطقة،  لذا تعول على السعي الدبلوماسي للحل بالنسبة الى لبنان وتبقي اقتراح الهدنة صالحاً.  


    

اقرأ في النهار Premium