أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم الخميس أن 42,438 فلسطينيا قتلوا وأصيب 99,246 شخصا في الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023.
قصف مدرسة تؤوي نازحين في جباليا
وقُتل 15 فلسطينيا على الأقل وأصيب العشرات بجروح بينهم نساء وأطفال، في قصف طيران الجيش الإسرائيلي الحربي مدرسة تؤوي نازحين في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وأفادت وكالة الانباء الفلسطينية "وفا" بأن الجيش الاسرائيلي قصف مدرسة أبو حسين الابتدائية التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" التي تؤوي نازحين في مخيم جباليا شمال القطاع.
وأشارت الوكالة إلى ان النيران اندلعت في خيام النازحين الموجودة في باحة المدرسة نتيجة قصف اسرائيلي.
ولفتت إلى أن القتلى والجرحى نُقلوا إلى مستشفيي كمال عدوان والعودة شمال قطاع غزة.
من جهته، قال مدحت عباس المسؤول بوزارة الصحة في غزة لرويترز إن 19 فلسطينيا على الأقل بينهم أطفال قتلوا اليوم الخميس بعد أن أصابت غارة إسرائيلية مدرسة تؤوي نازحين في جباليا شمال قطاع غزة.
أما الجيش الإسرائيلي فقال إنه نفذ ضربة دقيقة على نقطة تجمع لـ"حماس" و"الجهاد الإسلامي" داخل مجمع كان في السابق مدرسة شمال غزة. وأضاف ان عشرات المسلحين كانوا في الموقع ونشر أسماء 12 منهم.
من جهتها، نفت حركة "حماس" اليوم استخدام مدرسة أبو حسين في جباليا لأغراض قتالية.
وكان 3 فلسطينيين على الأقل قد قتلوا وأصيب آخرون بجروح في وقت سابق من اليوم الخميس، في قصف لخيمة عند مدرسة تؤوي نازحين شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
شمال القطاع
وتواصل القوات الاسرائيلية قصفها الجوي والبري والبحري لليوم الثالث عشر لشمال قطاع غزة، وتنفذ عمليات قتل ونسف للمنازل، وتهجير قسري، كما تمنع إمدادات الغذاء والمياه والدواء والوقود، بحسب ما افادت وكالة الانباء الفلسطينية "وفا".
وقالت "وفا" إن الجيش الاسرائيلي ينتهج سياسة التدمير الممنهج للمباني والتهجير القسري للفلسطينيين في شمال القطاع خاصة في مخيم جباليا، في ظل معاناة نحو 400 ألف فلسطيني في شمال القطاع من حصار مطبق، رافضين التهجير ومغادرة منازلهم نحو جنوب القطاع، بينما أعلن الدفاع المدني الفلسطيني أن 200 ألف فلسطيني في مخيم جباليا يعيشون بدون طعام أو شراب أو دواء لليوم الـ13 على التوالي.
ويصرّ الفلسطينيون على عدم النزوح إلى جنوب القطاع، رغم الحرب والضغط الكثيف اللذين يمارسهما الجيش الاسرائيلي، وعمله على إخراج المنظومة الصحية بشمال القطاع عن الخدمة، بعد طلبه من مستشفيات "كمال عدوان، والإندونيسي، والعودة"، بالإخلاء في العاشر من الشهر الجاري.
وهذا هو الاجتياح البري الثالث الذي تنفذه القوات الإسرائيلية في مخيم جباليا منذ السابع من تشرين الأول 2023.
ميدانيا، أطلقت الطائرات المسيرة الاسرائيلية النار بكثافة تجاه الفلسطينيين ومنازلهم بمخيم جباليا، كما تمكنت فرق الإطفاء من إخماد حريق كبير بمنزل قرب بركة أبو راشد بالمخيم جباليا بعد تعرضه للقصف الاسرائيلي.
وأطلقت الزوارق الحربية الاسرائيلية النار باتجاه ساحل مدينة غزة وشمال القطاع، بالتزامن مع قصف مدفعي استهدف حي الصبرة جنوبي غزة ومحيط منطقة الميناء وحي تل الهوى غربي المدينة.
وقال الجيش الإسرائيلي أمس الأربعاء إنه قتل أكثر من 50 مقاتلا فلسطينيا خلال الأيام الماضية في غارات جوية واشتباكات مباشرة في الوقت الذي تحاول فيه قواته القضاء على مسلحي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) الذين يقول الجيش إنهم يتبعون أسلوب حرب العصابات.
وفي تحديث اليوم الخميس قال الجيش الإسرائيلي إنه "قضى" على مسلحين ودمر البنية التحتية وعثر على أسلحة في رفح جنوب قطاع غزة، وينفذ عمليات في وسط غزة، لكنه لم يشر إلى الشمال.
كارثة تواجه الأطفال حديثي الولادة في الشمال
كذلك، حذرت مصادر طبية فلسطينية من كارثة إنسانية حقيقية تواجه الأطفال حديثي الولادة في حضانة مستشفى كمال عدوان، في ظل ما تعانيه من أزمة الوقود ونقص الأدوية والمستهلكات الطبية، جراء الحصار، الذي تفرضه القوات الإسرائيلية، على شمال قطاع غزة.
وأشارت المصادر إلى ان قسم الحضانة في مستشفى كمال عدوان، الوحيد الذي يقدم خدمة الحضانة للمواليد في شمال القطاع، مليء بالحالات وغالبيتها حالات حرجة، وجميعها على أجهزة التنفس الاصطناعي.
وبينت وجود عدد من الحالات تنتظر على جدول الولادات القيصرية من أجل وضعها في الحضانة، لافتة إلى أن الطاقم العامل في الحضانة لا زال يقدم خدماته تحت القصف وأصوات الانفجارات.
وتعاني المستشفيات والمراكز الطبية في شمال غزة من نقص حاد في المواد والمستلزمات الطبية واستهداف مباشر من قبل القوات الاسرائيلية، ما جعلها غير قادرة على القيام بمسؤولياتها.
وأمس، حذر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من أن الوضع شمال غزة "كارثي"، حيث لا تعمل سوى ثلاثة مستشفيات، فيما تُكثّف إسرائيل عدوانها العسكري.
وبحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة، قال المتحدث الرسمي، ستيفان دوجاريك، إن التصعيد في الشمال "يقوّض بشدة قدرة الناس على الوصول إلى وسائل البقاء على قيد الحياة".
وأضاف أن شركاء الصحة التابعين للأمم المتحدة أفادوا بأن المستشفيات الثلاثة "تعاني نقصا شديدا في الوقود والدم ومستلزمات الإصابات والأدوية"، مشيرا إلى أنه مع استمرار العمليات العسكرية في الخارج فإن حوالي 285 مريضا لا يزالون في مستشفيات: كمال عدوان، والعودة، والإندونيسي.
وكان 3 فلسطينيين على الأقل قد قُتلوا وأصيب آخرون بجروح في وقت سابق من اليوم، في قصف الجيش الاسرائيلي لخيمة عند مدرسة تؤوي نازحين شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.