النهار

الكرة في ملعب نتنياهو... هل يضع مقتل السنوار حداً للحرب ‏في غزة؟
المصدر: أ ف ب
ترى الولايات المتحدة في مقتل زعيم حركة حماس يحيى ‏السنوار فرصة فريدة وتعتزم "مضاعفة الجهود" من أجل ‏التوصل إلى وقف إطلاق نار في الحرب بين الحركة ‏وإسرائيل في قطاع غزة، غير أن الكرة هي الآن في ملعب ‏رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.‏
الكرة في ملعب نتنياهو... هل يضع مقتل السنوار حداً للحرب ‏في غزة؟
يحيى السنوار (أ ف ب)
A+   A-

وفيما تبذل واشنطن مساع متواصلة لوقف الحرب المستمرة ‏منذ أكثر من سنة في قطاع غزة قبل ثلاثة أسابيع من ‏الانتخابات الرئاسية الأميركية، أعلن الرئيس جو بايدن ‏الخميس "حان الوقت للمضي قدما" نحو وقف إطلاق نار بين ‏إسرائيل وحركة حماس، مهنئا نتانياهو على تصفية السنوار.‏

وقال إنه سيرسل وزير خارجيته أنتوني بلينكن إلى إسرائيل ‏خلال "أربعة أو خمسة أيام" للضغط على السلطات ‏الإسرائيلية بهذا الصدد.‏

واتفق بايدن ونتنياهو خلال اتصال هاتفي الخميس على ‏‏"التعاون"، في وقت يخيّم توتر بينهما منذ اشهر بشأن إدارة ‏إسرائيل للحرب التي اندلعت إثر شن حماس هجوما غير ‏مسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول ‏‏(أكتوبر) 2024.‏

من جانبها، رأت المرشحة الديموقراطية للبيت الأبيض نائبة ‏الرئيس كامالا هاريس أن قتل السنوار يوجد "فرصة لوضع ‏حد أخيرا للحرب في غزة".‏

وتخوض هاريس منافسة شديدة مع الرئيس السابق الجمهوري ‏دونالد ترامب للفوز في الانتخابات الرئاسية في الخامس من ‏تشرين الثاني (نوفمبر)، وهي على يقين بأن الدعم الأميركي ‏لإسرائيل قد يكلفها أصواتا ولا سيما في ميشيغن (شمال)، ‏إحدى الولايات الأساسية والتي تضم مجموعة كبيرة من ‏الأميركيين العرب.‏

لكن يبقى أن الحرب في غزة لم تنته، وهو ما أكده نتنياهو، ‏وليس هناك أي مؤشرات تفيد بأن واشنطن لديها وسائل للتأثير ‏على رئيس الوزراء الإسرائيلي.‏

وأبدى نتنياهو حتى الآن تصلبا في مواقفه بالرغم من الضغوط ‏الأميركية المتواصلة.‏

ورأى سينا توسي من معهد "سنتر فور إنترناشونال بوليسي" ‏الذي يتخذ مقرا في واشنطن، متحدثا لوكالة "فرانس برس" ‏‏"نظريا، يفترض أن يوجد ذلك فرصة لوضع حد للحرب تحت ‏راية الانتصار".‏

وأضاف "لكن مقاربة نتانياهو للنزاع خلال العام المنصرم ‏توحي بالعكس".‏

وأشار بصورة خاصة إلى أن رئيس الوزراء أيد "مواصلة" ‏النزاع في غزة، "مراهنا على ما يبدو على فوز دونالد ترامب ‏في الانتخابات الأميركية لإعادة رسم معالم المنطقة بدعم ‏أميركي أكبر".‏

من جانبه، أوضح أندرو ميلر من معهد "سنتر فور أميريكان ‏بروغرس" أنه "لو أرادت الحكومة الإسرائيلية، بإمكانها ‏استخدام الأمر ذريعة للتأكيد أنها حققت أهدافها".‏

لكنه تابع "لست متفائلا جدا بشأن قدرة رئيس الوزراء نتنياهو ‏وائتلافه على القيام بذلك".‏

ماذا سيفعل نتنياهو؟ ‏
والولايات المتحدة هي الشريك العسكري  والسياسي الأول ‏لإسرائيل وقدمت لها دعما ثابتا، رغم أبدائها قلقا حيال إدارة ‏نتانياهو للحرب وتنديدها بحصيلة الضحايا المدنيين.‏

وتوعدت واشنطن هذا الاسبوع بتعليق قسم من مساعدتها ‏العسكرية إذا لم يسجل تحسن في دخول المساعدات الإنسانية ‏إلى قطاع غزة المدمر والمحاصر.‏

لكن باستثناء تعليق شحنة من القنابل في أيار (مايو)، لم ‏تستخدم واشنطن الإمدادات العسكرية كوسيلة للضغط على ‏إسرائيل، وهي تعلن دعمها للدولة العبرية في حربها مع ‏حركة حماس ومؤخرا مع حزب الله اللبناني، اللذين تصنفهما ‏الولايات المتحدة بين "التنظيمات الإرهابية".‏

لكن بعض المسؤولين الأميركيين يقرون بأن الوقت ما زال ‏‏"مبكرا جدا" لمعرفة ما سيكون رد فعل نتنياهو بعد تصفية ‏السنوار، مشيرين إلى أنه قد يعمد إلى "إتمام المهمة".‏

وتتركز أنظار الأسرة الدولية كذلك على الرد الإسرائيلي على ‏الضربة الصاروخية الإيرانية الأخيرة.‏

وترى واشنطن أن قتل السنوار يزيل عقبة أساسية أمام ‏التوصل لوقف إطلاق نار في غزة وإطلاق سراح الرهائن ‏المحتجزين في القطاع.‏

لكن في المقابل، فإن نتنياهو الذي يترأس حكومة ائتلافية تضم ‏وزراء من اليمين المتطرف، لم يستجب لدعوات واشنطن ‏المتتالية ولا لتحذيراتها من توسيع بقعة النزاع إلى لبنان، حيث ‏تشن إسرائيل منذ 23 أيلول (سبتمبر) حملة غارات عنيفة ‏وعمليات برية محدودة ضد حزب الله، في تصعيد لعمليات ‏تبادل إطلاق نار عبر الحدود كانت مستمرة منذ إعلان الحزب ‏المدعوم من إيران فتح جبهة "إسناد" لغزة غداة هجوم حماس.‏

وسيكون وقف إطلاق نار في غزة لمصلحة كامالا هاريس ‏التي تؤكد على غرار بايدن دعمها "الثابت" لإسرائيل، غير ‏أنها تواجه انتقادات من يسار الحزب الديموقراطي.‏

ورأى توسي أن مصير الرهائن الـ101 الذين ما زالوا ‏محتجزين في غزة وبينهم أميركيون، سيكون نقطة حاسمة، ‏وهي مسألة أثارت تظاهرات حاشدة في إسرائيل.‏

فإن تمكّن نتنياهو من الحصول على إطلاق سراحهم، سوف ‏يعزّز ذلك موقعه بحسب توسي. أما إن فشل في ذلك، فقد ‏يقوّض الأمر موقعه إلى حد كبير.‏

وخلص إلى أن "الكرة الآن في ملعب نتنياهو".‏

اقرأ في النهار Premium