"الأونروا".
أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) اليوم الأربعاء مقتل أحد العاملين في ضربة طاولت مركبة في جنوب قطاع غزة، ليلتحق بأكثر من مئتين من موظفيها الذين قضوا خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من عام بين إسرائيل و"حماس".
وقالت المتحدثة باسم الأونروا جولييت توما لوكالة "فرانس برس": "أستطيع أن أؤكد أن مركبة تابعة للأونروا أصيبت. قتل أحد زملائي".
وأفاد مصور "فرانس برس" بأن الحادثة وقعت في وقت مبكر صباح الأربعاء في مدينة خان يونس بجنوب القطاع، مشيرا الى أن الضربة أودت بشخصين.
وكان المفوض العام للوكالة الأممية فيليب لازاريني قال الشهر الماضي إنَّ ما لا يقل عن 223 موظفاً في "الأونروا" قتلوا منذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023 إثر هجوم غير مسبوق لـ"حماس" على جنوب إسرائيل.
وأدت الحرب الى تضرّر أو تدمير ثلثي منشآت الوكالة في القطاع الفلسطيني المحاصر، بحسب لازاريني.
ولجأ عشرات آلاف النازحين من سكان القطاع الى منشآت تابعة للأونروا بينها مدارس منذ بداية الحرب. لكن العديد من هذه المؤسسات التي تؤوي نازحين تعرضت للقصف من قبل الجيش الإسرائيلي الذي يتهم حركة "حماس" باستخدامها كمقار قيادية. وتنفي الحركة الفلسطينية هذه الاتهامات.
وتعمل إسرائيل منذ مدة على تقييد أنشطة الوكالة. ووافقت لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) في وقت سابق من تشرين الأول (أكتوبر)، على مشروعي قانون يهدفان بشكل أساسي لإنهاء نشاط "الأونروا" وامتيازاتها في الدولة العبرية.
ويقضي أحد مشروعي القانون بمنع "الأونروا" من تشغيل أي مؤسسة أو تقديم أي خدمات أو نشاط في إسرائيل، في حين ينصّ الثاني على عدم تمتع عمال المنظمة الأممية بأي حصانة أو الحقوق الخاصة التي يتمتع بها باقي موظفي وكالات الأمم المتحدة في إسرائيل.
وواجهت "الأونروا" خلال الحرب تحديات عديدة منها تقييد السلطات الإسرائيلية تدفقات المساعدات إلى غزة.
وأسفر هجوم "حماس" عن مقتل 1206 أشخاص غالبيتهم مدنيون، حسب تعداد لـ"فرانس برس" يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية. وتشمل هذه الحصيلة رهائن ماتوا أو قتِلوا خلال احتجازهم.
ومن أصل 251 شخصاً خطفوا خلال الهجوم، ما زال 97 محتجزين في غزة، بينهم 34 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وتردّ إسرائيل بحملة قصف مدمّرة وعمليات برّية في قطاع غزة أدّت الى مقتل ما لا يقل عن 42792 شخصاً، معظمهم نساء وأطفال، وفق أحدث بيانات وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
وخفضّت العديد من الدول مساهماتها في "الأونروا" في وقت سابق من هذا العام بعدما اتهمت إسرائيل زهاء 12 من موظفيها البالغ عددهم 13 ألفا في غزة، بالتورط في هجوم "حماس".
وخلُص تحقيق داخلي أعلنت نتائجه في آب (أغسطس) أن تسعة موظفين "ربما شاركوا في الهجمات المسلحة في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)".
تأسست "الأونروا" في العام 1949 لإعانة اللاجئين الفلسطينيين في العديد من الدول التي هجروا إليها إبان قيام دولة إسرائيل في 1948.