النهار

مقتل 3 جنود إسرائيليين في غزة... وشمال القطاع يعيش "أحلك" لحظات الحرب
المصدر: النهار
مقتل 3 جنود إسرائيليين في غزة... وشمال القطاع يعيش "أحلك" لحظات الحرب
غزة (ا ف ب)
A+   A-

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة أن ثلاثة من جنوده قتلوا في مواجهات بشمال قطاع غزة، وهم ضابط وجنديين. 

 

وقالت وسائل الاعلام الإسرائيلية إن الجنود قُتلوا في كمين. وفي التفاصيل، في ساعات الفجر، وكجزء من حصار مستشفى كمال عدوان، أصيبت دبابة من "كتيبة 196" التابعة للواء المدرعات 460 نتيجة انفجار عبوة ناسفة أثناء تحركها، ما أسفر عن عن مقتل 3 من أفراد الطاقم، وإصابة جندي آخر.

 

اقتحام مستشفى

في المقابل، قال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن المنظمة فقدت الاتصال الجمعة مع طاقم آخر مستشفى يعمل في شمال غزة، بعد أن قال الجيش الإسرائيلي إنه ينفذ عمليات في المنطقة.

وكتب غيبريسوس على منصة "إكس": "منذ ورود تقارير هذا الصباح عن غارة استهدفت مستشفى كمال عدوان في شمال غزة، فقدنا الاتصال بالموظفين هناك. هذا التطور مقلق للغاية بالنظر إلى عدد المرضى الذين يتم تقديم الخدمات اليهم والأشخاص الذين لجأوا إليه" طلبا للحماية.

 

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الجمعة أن الجيش الإسرائيلي اقتحم مستشفى كمال عدوان في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة، واحتجز مئات الفلسطينيين بينهم مرضى والطاقم الطبي ونازحون.

 

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان إن "قوات الاحتلال اقتحمت (صباح الجمعة) مستشفى كمال عدوان، وتحتجز مئات المرضى و الطواقم الطبية وبعض النازحين الذين لجأوا للاحتماء بها".

وأضافت أن "الوضع كارثي" حيث لا يوجد لدى المحتجزين منذ الصباح "لا طعام ولا أدوية ولا المستلزمات الطبية اللازمة لإنقاذ حياة الجرحى والمرضى بالمستشفى.

وتساءلت الوزارة في بيان أخر "كيف يسمح العالم لنفسه أن يقف متفرجا على أبشع إبادة جماعية وأوسع عملية ممنهجة لتدمير النظام الصحي وقتل واعتقال المرضى والطواقم الطبية دون أن يحرك ساكنا؟".

من جهته أكد الطبيب حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان في اتصال هاتفي مع فرانس برس "وجود إصابات في صفوف الطاقم الطبي جراء قصف الدبابات المتواصل للمستشفى" دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وأفاد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل لفرانس برس أن "أكثر من 150 مريضا وموظفا بينهم طواقم طبية وممرضون داخل مستشفى كمال عدوان يقوم الجيش الاسرائيلي باحتجازهم والتحقيق معهم".

وقالت هيئة مكتب منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية الجمعة إنها سمحت بنقل 23 مريضا خارج المستشفى الليلة الماضية بواسطة سيارات إسعاف فلسطينية ومركبات تابعة للأمم المتحدة.

ويعتبر مستشفى كمال عدوان آخر مستشفى يعمل جزئيا في شمالي القطاع.

 

 

شمال غزة يعيش "أحلك" لحظات الحرب

من جهته، أكد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الجمعة أن شمال غزة يعيش "أحلك" لحظات الحرب، محذرا من أن ممارسات إسرائيل قد تصل إلى مستوى "الجرائم الفظيعة".

وأشار فولكر تورك إلى أن "أكثر من 150 ألف شخص قُتلوا أو جُرحوا أو فُقدوا في غزة" منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عام.

وأضاف في بيان: "من غير المعقول أن يتفاقم الوضع يوما بعد يوم".

وتابع تورك: "أشد ما أخشاه هو أن يرتفع هذا العدد بشكل كبير، نظرا لشدة واتساع نطاق وحجم وطبيعة العملية الإسرائيلية الجارية حاليا في شمال غزة".

وحذّر المسؤول الأممي من أن "سياسات وممارسات الحكومة الإسرائيلية في شمال غزة تهدد بإفراغ المنطقة من جميع الفلسطينيين".

وأضاف: "نواجه ما قد يرقى إلى مستوى الجرائم الفظيعة، بما في ذلك الجرائم ضد الإنسانية".

في هذا الإطار، دعا فولكر تورك زعماء العالم إلى التحرك، مذكّرا بأن كافة الدول ملزمة بموجب اتفاقات جنيف بضمان احترام القانون الإنساني الدولي.

وشدد في بيانه على خطورة الوضع، محذّرا من أن "أحلك لحظات النزاع في غزة تتكشف اليوم في شمال القطاع، حيث يقوم الجيش الإسرائيلي فعليا بإخضاع سكان بأكملهم للقصف والحصار وخطر المجاعة".

وأكد أن "القصف على شمال غزة لا يتوقف".

في الوقت نفسه "أمر الجيش الإسرائيلي مئات آلاف السكان بالإخلاء، بدون أي ضمانات بالعودة. ولكن لا طريقة آمنة للمغادرة".

ونبّه المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة الى أن "الوصول إلى هذا الجزء من غزة محدود للغاية، ولم تصل أي مساعدات تقريبا إلى المنطقة منذ أسابيع، مع بقاء القيود غير القانونية".

وتابع تورك: "يواجه كثيرون الآن خطر المجاعة".

وأكد أن "الجيش الإسرائيلي يضرب المستشفيات، مما أدى إلى مقتل وإصابة عاملين ومرضى أو إجبارهم على الإخلاء بشكل متزامن".

وأشار بيان المفوض السامي الأممي إلى أن الفصائل الفلسطينية تواصل أيضا التحرك بين المدنيين، بما في ذلك في أماكن نزوح، ما يعرض المدنيين للخطر "وهو أمر غير مقبول على الإطلاق".


 

التلقيح ضد شلل الاطفال

إلى ذلك، أعلنت منظمة الصحة العالمية الجمعة أنها تأمل في إعطاء الجرعة الثانية من لقاح شلل الأطفال للأطفال الفلسطينيين في شمال غزة اعتبارا من الأسبوع المقبل، بعد أن أوقف القصف الإسرائيلي الحملة.

بعد اكتشاف أول إصابة بشلل الأطفال، هي الوحيدة حتى الآن في قطاع غزة منذ 25 عاما، بدأت منظمة الصحة العالمية حملة واسعة النطاق في الأول من أيلول (سبتمبر) لمنع تفشي الوباء.

لكن المنظمة أعلنت الأربعاء تأجيل المرحلة الأخيرة من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في شمال غزة التي كان من المفترض أن تبدأ ذلك اليوم بسبب "القصف الكثيف" الذي جعل القيام بذلك "امرا مستحيلا".

وقال ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية الجمعة: "لا يزال لدينا أمل كبير في أن نتمكن من القيام بهذه الحملة".

وتحدث في مؤتمر صحفي في جنيف عبر تقنية الاتصال المرئي من قطاع غزة موضحا: "لدينا هذه النافذة بين 28 تشرين الأول (أكتوبر) و5 تشرين الثاني (نوفمبر) وأنا واثق من أن ذلك سيحدث. نحن بحاجة إلى الوصول إلى الأطفال، أينما كانوا".

وتابع:  "من المهم للغاية أن ننهي هذا الأمر. الجميع يدرك ذلك - وجميع أطراف هذا الصراع أيضا".

وأكد: "نحن مدينون للأطفال بإنهاء هذا الأمر"، معربا عن مخاوفه من أن الفيروس قد ينتشر خارج حدود القطاع الذي دمرته الحرب.

وقال بيبركورن إن 452 ألف طفل تم تطعيمهم في وسط وجنوب غزة، و119 ألف طفل في الشمال ينتظرون الجرعة الثانية.

 

 

 

اقرأ في النهار Premium