على غرار كثيرين في قرية ترمسعيا الواقعة شمال رام الله في الضفة الغربية المحتلة، يُشكّك رجل الأعمال الفلسطيني جمال زغلول البالغ 54 عاماً، في أن يحمل السباق للبيت الأبيض أي تغيير إلى المنطقة.
ويقول: "هنا لدينا مشاكلنا. لا أحد يكترث لنا" في الولايات المتحدة.
رغم ذلك، يؤمن زغلول بضرورة المشاركة في الانتخابات إلا أنه لن يختار بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب أو الديموقراطية كامالا هاريس.
ويقول وهو منهمك في معصرة الزيتون التي يملكها في القرية لتصدير زيت الزيتون إلى الولايات المتحدة، إنّه سيُصوّت لمرشح ثالث "أملاً في التغيير مستقبلاً وليس حاليّاً".
ويُشيد زغلول الذي يعتزم التوجه إلى الولايات المتحدة للمشاركة في الاقتراع الثلاثاء، بالرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون بسبب إبرام اتفاقية أوسلو في عهده.
ويؤكد "هذه المرة نحتاج إلى بدء التغيير. علينا انتخاب حزب آخر. حزب مستقل. فالأحزاب الأخرى لا تساعدنا".
"تجاهل"
بدوره، يؤكد باسم صبري الذي يحمل الجنسية الأميركية أيضا أنه ينوي التصويت لمرشح حزب ثالث احتجاجاً على "ثماني سنوات من إدارة بائسة".
ويقول صبري المقيم في مينيسوتا والمولود في الضفة الغربية إنّ بايدن "مجرم حرب".
وينتقد كذلك بشكل لاذع سلفه في البيت الأبيض المرشح الجمهوري الحالي دونالد ترامب مؤكداً أنّه " معتوه وعنصري".
ويوضح أنه سينتخب جيل ستاين مرشحة حزب الخضر الوارد اسمها على بطاقات الاقتراع في كل الولايات الحاسمة تقريبا هذه السنة.
كما يعرب صبري عن صدمته حيال الحرب المدمرة المستمرة منذ أكثر من سنة في قطاع غزة، مبديا أمله في أن تدفع الولايات المتحدة نحو مزيد من السلام.
ويقول: "إنّها الدولة الوحيدة التي تُعطّل قرار غالبية العالم بوقف الحرب وإدانة إسرائيل".
من جانبه، يقول عودة جمعة البالغ 56 عاماً والمقيم في نيوجيرسي، إنه لن يشارك في الانتخابات لأنه لا يؤمن بأي تغيير قد ينجم عنها.
ويؤكد" "نشعر كفلسطينيين بأنه يتم تجاهل تطلعاتنا مثل انهاء الحروب في العالم، في فلسطين وأوكرانيا، للتركيز على مصالح السياسيين الانتخابية".
ويقول: "إن لم نُصوّت، سيبرز ذلك أهمية الصوت العربي والفلسطيني والمسلم في الانتخابات المقبلة".
ويُقيم في الولايات المتحدة نحو 172 ألف اميركي من أصول فلسطينية وفق إحصاء أجري العام 2022، يتواجد الكثير منهم في "ولايات متأرجحة" مثل ميشيغن وبنسيلفانيا، تعتبر حاسمة للانتخابات الرئاسية.
وفي الضفة الغربية المحتلة يقيم آلاف الفلسطينيين من حملة الجنسية الأميركية وقد هزهم هذه السنة مقتل أميركي وأثنين من حملة الجنسية المزدوجة في الضفة.
"إسرائيل تسيّر أميركا"
يقول أدهم جمعة، نجل عودة، أنه يتابع الحملة الانتخابية عن كثب لكنه لن يصوت، مؤكدا "بصراحة الكثير من الناس غير ملتزمين بانتخاب أي شخص هذا العام، ولا أشعر بأي تغيير ممكن أن نحدثه إذا صوّتنا لأيّ أحد".
ويضيف: "بالنسبة للرئيس السابق ترامب دوافعه واضحة جدّاً، ولا يبدو أنه يهتم بنا، نحن الفلسطينيين"، مشيراً إلى أنّ البعض كان يأمل بأن قطب العقارات الأميركي "سيكون مختلفاُ" إلّا أنّه وجه خلال ولايته الرئاسية ضربات عدة للفلسطينيين.
فعلى سبيل المثال، قالت إدارة ترامب إنّها لا تعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير قانونية خلافا للمواقف الأميركية السابقة.
وتعتبر هذه المستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولي.
ويعتبر أدهم جمعة أنّ "تأثير من يقود دفة البيت الابيض اليوم مختلف عما كانت عليه الحال قبل أكثر من عشرين عاما" خصوصا على مجريات النزاعات الدولية.
ويؤكد أنّ "ما يفيدنا هو ألا نصوت (..) من أجل أن يدرك المرشحون مستقبلاً قيمة صوتنا، حينما نقاطع".
في محل لبيع الشطائر المحلية، تنهمك سناء شلبي في تلبية طلبات الزبائن المتوافدين الى محلها وسط البلدة.
وتؤكد سناء التي تحمل الجنسية الأميركية، أنها لن تصوت كذلك.
وتقول لوكالة فرانس برس إنه في الولايات المتحدة "الشعب الفلسطيني يعيش وكأن ليس هناك أي مشكلة. لكن معاناتنا هنا، نحن هنا ورغم أننا نمتلك الجنسية الاميركية لا احد يكترث لنا".
وتختم قائلة إنّ "إسرائيل هي التي تُسَير أميركا، وأنا لن انتخب أحداً".