كان عشرات من أفراد عائلة علوش يبيتون في منزل في جباليا في شمال قطاع غزة، عندما استهدفت غارة جوية إسرائيلية فجر الأحد المكان وحولت أجساد من فيه وبينهم أطفال إلى أشلاء، اختلطت بالخبز الذي كانوا سيتناولونه عند الصباح.
وأعلن الدفاع المدني في غزة الأحد مقتل 25 شخصا على الأقل بينهم 13 طفلا وإصابة أكثر من 30 شخصا، جراء ضربة استهدفت منزلا في جباليا.
وقال أحد مراسلي وكالة فرانس برس في المكان إن المبنى المؤلف من طابقين سوي بالأرض وتحول إلى كومة ركام.
وما أن هدأ دوي الانفجارات مع شروق الشمس، هرع عشرات من سكان المنطقة لانتشال الضحايا الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء فضلا عن مصابين بعضهم مبتوري الأطراف.
وبين ركام المنزل الذي كان الدخان لا يزال ينبعث من بين حجارته، شوهدت بقايا ألعاب أطفال مختلطة بالدماء.
ويروي عبد الله النجار وهو أحد أقارب الضحايا إن الغارة وقعت الساعة السادسة صباحا.
وأوضح كان "الانفجار ضخم جدا لدرجة أنه عندما وصلنا للمكان كانت كل الجثث أشلاء و لا توجد جثة طبيعية".
اقرأ أيضاً: في اليوم الـ401 لحرب غزة... غارات إسرائيلية مستمرة ومزيد من الضحايا
من جانبه، أكد الجيش الإسرائيلي أنه استهدف موقعا في منطقة جباليا "حيث كان إرهابيون ينشطون"، وهو ما يمثل "تهديدا لقوات الجيش الإسرائيلي".
وأضاف في بيان: "قبل الضربة، تم اتخاذ الكثير من التدابير للحد من مخاطر إصابة المدنيين".
ويشنّ الجيش منذ السادس من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، هجوما جويا وبريا في شمال غزة، وخصوصا في مناطق جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، قائلا إن الغرض منه منع مقاتلي حماس من إعادة تشكيل صفوفهم.
اندلعت الحرب في قطاع غزة بعد هجوم لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023 تسبّب بمقتل 1206 أشخاص معظمهم مدنيون، حسب حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية، بما يشمل مَن لقوا حتفهم أو قتِلوا في الأسر.
وخلال الهجوم، خطف المسلحون 251 شخصا، لا يزال 97 منهم في غزة، بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.
وتردّ إسرائيل مذّاك بقصف مدمّر وعمليات برّية في قطاع غزة ما أسفر عن مقتل 43603 شخصا، غالبيتهم مدنيون، وفقا لأرقام وزارة الصحة التابعة لحماس.
"ما ذنب الأطفال؟"
ويشير النجار إلى رغيف خبز بين ركام المنزل، ويقول "هذا رغيف الخبز كانوا يريدون أن يتناولونه على الإفطار، ما هي فائدة رغيف الخبز إذا لم يوجد أمان وسلام؟"
ويقول مشيرا إلى جثة طفلة "لم تصب بشظايا، قتلت من شدة الانفجار".
ويتساءل بينما يتفقد جثث القتلى: "ما ذنب هؤلاء الأطفال تحولوا لأشلاء، إنهم لا ينتمون لأي تنظيم عسكري".
من حوله يزيل المتطوعون الركام بأيديهم فيما تظهر لعبة قماشية بين الحجارة.
وقد لف السكان الجثث بأغطية بعضها بالية، ووضعت على الأرض بجانب المنزل المدمر، قبل أن تنقل إلى مستشفيي "كمال عدوان" في مخيم جباليا، والمعمداني في وسط مدينة غزة.
ويؤكد محمد البرش من سكان جباليا: "كان في بيت الحاج علي علوش أكثر من 45 شخصا غالبيتهم من الأطفال و النساء".
ويضيف: "ًهذا هو بنك الأهداف الذي يعتمد عليه العدو الإسرائيلي في استهداف الأطفال و النساء والأبرياء".
ونددت حركة حماس في بيان ب"مجزرة" جباليا على منزل عائلة علوش "المكتظ بأكثر من 50 من المدنيين جلهم من الأطفال والنساء منهم نازحون هجرهم الاحتلال قسريا من مخيم جباليا".
وأشار الدفاع المدني الفلسطيني الأحد إلى وقوع ضربة إسرائيلية أخرى في حي الصبرا في مدينة غزة في شمال القطاع أيضا، أسفرت عن خمسة قتلى ومفقودين.
وكان تقرير صادر الجمعة عن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان، أفاد بأن النساء والأطفال يشكلون "قرابة 70 في المئة" من قتلى الحرب الذين تحققت الهيئة الدولية من مقتلهم في الفترة بين تشرين الثاني (نوفمبر) 2023 ونيسان (أبريل) 2024.
وأفادت الأمم المتحدة بأن التقرير يوضح "العبء الأكبر الذي يتحمله المدنيون جراء الهجمات"، بما في ذلك "الحصار الكامل" الذي فرضته القوات الإسرائيلية على غزة في بداية الحرب.
وأضافت: "أدت هذه الممارسات من قبل القوات الإسرائيلية إلى مستويات غير مسبوقة من القتل والموت والإصابات والجوع والمرض والأوبئة".
من جانبه، قال الجيش الاسرائيلي إنه "ملتزم احترام الالتزامات القانونية الدولية والتحرك في إطار قوانين النزاع المسلح"، مؤكدا أنه يسعى جاهدا "للإقلال من الاضرار التي تطاول غير المقاتلين قبل الهجمات، وخصوصا النساء والأطفال".