أعلنت وزارة الداخلية التابعة لحكومة "حماس" في قطاع غزة الاثنين مقتل 20 شخصا على الأقل من "عصابات لصوص شاحنات المساعدات" خلال عملية أمنية نفذتها عناصرها في مدينة رفح جنوب القطاع.
وقال مصدر في الوزارة، فضل عدم الكشف عن هويته، في تصريح لفرانس برس: "قتل أكثر من عشرين من عصابات لصوص شاحنات المساعدات في عملية أمنية نفذتها الأجهزة الأمنية بالتعاون مع لجان عشائرية".
وشدد على ان "الأجهزة الأمنية ستعاقب بيد من حديد كل من تورط في مساعدة عصابات اللصوص ... العملية الأمنية اليوم لن تكون الأخيرة، وهي بداية عمل أمني موسع".
وذكر شهود عيان ان "عناصر أمن حماس داهموا مجموعة من اللصوص شرق مدينة رفح. وقع اطلاق نار عنيف، وسقط عشرات بين قتلى وجرحى".
من جانبه أكد مصدر في المستشفى الأوروبي شرق المدينة وصول 15 جثة لثلاجة الموتى بعد الحادثة.
وأفاد المصدر في وزارة الداخلية في غزة أن الحملة "تهدف للقضاء على ظاهرة سرقة الشاحنات التي أثرت بشكل كبير على المجتمع وتسببت في بوادر مجاعة جنوب قطاع غزة".
واشار الى ان "الأجهزة الأمنية رصدت اتصالات بين عصابات اللصوص وقوات الاحتلال" التي اتهمها "بتغطية أعمال العصابات وتوجيه مهامها وتوفير غطاء امني لها من قبل ضباط الشاباك (جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي)".
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في مؤتمر صحافي في نيويورك الإثنين إن 11 شاحنة فقط من أصل 109 تتألف منها القافلة وصلت إلى المستودع بعدما دخلت غزة من معبر كرم أبو سالم، قرب الحدود المصرية.
وأوضح أن النهب "يؤدي إلى إلحاق أضرار جسيمة بالشاحنات، وفي بعض الأحيان، خسارة كاملة للبضائع"، مشيراً إلى أنّ واقعة السبت في غزة كانت الأسوأ "من حيث حجم" المساعدات التي فُقدت.
وتابع "القافلة التي كانت مقررة يوم الأحد، تلقت تعليمات من قوات الجيش الإسرائيلي للمغادرة- بعد مهلة قصيرة- عبر طريق بديل غير مألوف".
في مناطق سيطرة الجيش...
بدورها، نقلت "واشنطن بوست" عن مسؤولي منظمات إغاثة قولها إن "عصابات منظّمة تسرق المساعدات بغزة وتعمل بحرية في مناطق سيطرة الجيش الإسرائيلي، فأصبحت أعمال النهب العائق الأكبر أمام توزيع المساعدات بالجزء الجنوبي من غزة".
وأضافوا أن "السلطات الإسرائيلية رفضت معظم الطلبات باتخاذ تدابير أفضل لحماية القوافل في غزة ورفضت مناشدات بالسماح للشرطة المدنية في غزة بحماية الشاحنات"، مشيرين إلى أن "عصابات قتلت واختطفت سائقي شاحنات مساعدات بمحيط معبر كرم أبو سالم".
ونقلت الصحيفة أيضا عن مذكرة داخلية للأمم المتحدة أن "عصابات سرقة المساعدات في غزة تستفيد من تساهل الجيش الإسرائيلي. فقائد عصابة أنشأ ما يشبه قاعدة عسكرية بمنطقة سيطرة للجيش الإسرائيلي".
وأضافت: "ياسر أبو شباب هو الطرف الرئيسي في النهب المنظم للمساعدات في غزة. إن عصابات المساعدات في غزة تستفيد من تساهل إن لم يكن حماية من الجيش الإسرائيلي".
وقالت الصحيفة الأميركية أيضاً إن الجيش الإسرائيلي نفى الاتهامات بالتساهل والسماح بعمليات نهب المساعدات في غزة، وأعلن أنّه "ينفذ إجراءات ضد لصوص المساعدات مع التركيز على استهداف الإرهابيين".
من جهّته، أشار مسؤول أميركي إلى أن "عمليات النهب هي أكبر عقبة أمام توزيع المساعدات في غزة، وحماس ليست وراء تلك الهجمات".
وأوضح مسؤول في منظمة إغاثة دولية كبرى أنّهم لم يشهدوا أي تدخل من "حماس" في برامجهم سواء في الشمال أو الجنوب.