النهار

فلسطينيون في شمال غزة: نعيش فيلم رعب حقيقياً
المصدر: أ ف ب
فلسطينيون في شمال غزة: نعيش فيلم رعب حقيقياً
A+   A-
وصف فلسطينيون الحياة في شمال قطاع غزة بأنها أشبه بـ"فيلم رعب حقيقي" مع تواصل القصف الإسرائيلي على مختلف مناطق القطاع المحاصر الخميس، غداة بدء سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين الدولة العبرية وحزب الله في لبنان.

ويشهد القطاع حربا بلا هوادة بين إسرائيل وحماس منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الحركة على جنوب الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023. ومنذ السادس من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، تشنّ إسرائيل حملة عسكرية مكثّفة في شمال القطاع خصوصا جباليا وبيت لاهيا.

وقالت أم أحمد لبد (52 عاما) من بيت لاهيا عبر الهاتف لوكالة فرانس برس: "نعيش فيلم رعب حقيقيا، الوضع لا يوصف، القصف الإسرائيلي لا يتوقف من الجو أو على الأرض".

وتابعت: "نخشى مغادرة المنزل، سنغادر حين يطلب منا الجيش (الإسرائيلي) ذلك كما فعل في الأحياء المجاورة، لكن لا نعرف أين سنذهب تحديدا".

بدوره، قال أبو محمد المدهون (55 عاما) إن "الوضع كارثي ويزداد سوءا كل يوم. الجو بارد والطعام باهظ الثمن، كيلو الطماطم يكلف 200 شيكل (حوالى 60 دولارا)، من لديه المال لشراء ذلك؟".

وحذّرت منظمات إنسانية من صعوبة الأوضاع في شمال غزة، منها منظمة الصحة العالمية التي اعتبرت الخميس أن القطاع بمجمله ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني من نقص حادّ في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى.

وأكد الطبيب حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، أن القصف "لم يتوقف" في محيطه، مضيفا "تناثرت الشظايا على المستشفى".

وطالب أبو صفية "بتوفير الحماية للعاملين حيث أصيب 21 من طواقمنا خلال الأيام الماضية"، مؤكدا أن "الوضع في شمال قطاع غزة مأسوي وصعب للغاية اذ لا يسمح الاحتلال بادخال أي شيء للمنطقة".

ويعمل مستشفيان فقط وبشكل جزئي في شمال القطاع هما كمال عدوان والعودة.

وقال الجيش الاسرائيلي في بيان الخميس إن 34 مريضا من المستشفيين تم نقلهم إلى "مستشفيات آمنة" في غزة.

وتعرضت غالبية المستشفيات في القطاع لأضرار واسعة خلال الحرب. وتتهم إسرائيل حماس باستخدام المنشآت الطبية لأغراض عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة والعاملون في المجال الصحي.

 "ظروف البقاء" تتضاءل 
وأعلن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) فيليب لازاريني في تصريح على منصة إكس أن "العملية العسكرية الجارية في شمال غزة شرّدت 130 ألف شخص".

وقالت الأونروا في بيان إن "ظروف البقاء على قيد الحياة تتضاءل بالنسبة (لما بين) 65-75 ألف شخص يقدر أنهم بقوا هناك" في شمال غزة.

وأسفر هجوم حماس على جنوب الدولة العبرية عن مقتل 1207 أشخاص معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا الى أرقام إسرائيلية رسمية. وتشمل هذه الحصيلة رهائن قتلوا أو لقوا حتفهم أثناء الاحتجاز في القطاع الفلسطيني.

وخطف أثناء الهجوم 251 شخصا من داخل الدولة العبرية. ولا يزال 97 من هؤلاء محتجزين في القطاع، بينهم 34 شخصا أعلن الجيش الإسرائيلي أنهم قتلوا.

وفي الجانب الفلسطيني، قتل 44330 شخصا على الأقل، معظمهم مدنيون، منذ بدأت العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة ردا على هجوم السابع من تشرين الأول (أكتوبر) العام الماضي، وفق بيانات لوزارة الصحة التابعة لحماس تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

وبدأ الأربعاء تطبيق اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، بعد أكثر من عام على بد اندلاع مواجهات بينهما على خلفية الحرب في غزة.

اقرأ في النهار Premium