تتسارع الأحداث الميدانية في سوريا، وتحديداً في مدينة حلب حيث أعلن المرصد السوري أن هيئة تحرير الشام باتت تسيطر على أكثر من نصف مدينة حلب خلال ساعات من دون أي مقاومة من قبل الجيش السوري.
من جهتها، أعلنت الحكومة السورية إغلاق مطار حلب الدولي وألغت جميع الرحلات الجوية حتى إشعار آخر.
وقالت ثلاثة مصادر بالجيش السوري لرويترز إن الجيش أغلق الطرق الرئيسية المؤدية من وإلى مدينة حلب بعد أن صدرت تعليمات للقوات باتباع أوامر "انسحاب آمن" من الأحياء التي اجتاحها المسلحون.
للمزيد إقرأ: الجيش الروسي يقصف "متطرفين" في حلب... وهيئة تحرير الشام وفصائل معارضة تسيطر على سراقب
وذكر مصدران عسكريان سوريان لرويترز أنّ "دمشق تتوقع وصول عتاد عسكري روسي جديد إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية في سوريا خلال 72 ساعة".
وقال مقاتلون معارضون للرئيس السوري بشار الأسد اليوم الجمعة إنهم وصلوا إلى وسط مدينة حلب بشمال سوريا في اجتياح مفاجئ لبلدات تسيطر عليها الحكومة بعد نحو عشر سنوات من إجبارهم على الخروج من المدينة، وفق ما ذكرت "رويترز".
واجتاحت فصائل معارضة، بقيادة هيئة تحرير الشام، يوم الأربعاء قرى وبلدات بمحافظة حلب التي تسيطر عليها حكومة الأسد.
وأحرزت هذه الفصائل تقدما سريعا، وقالت غرفة عمليات تمثل منفذي الهجمات في وقت متأخر من مساء اليوم إن المقاتلين يجتاحون أحياء مختلفة من المدينة.
واستعاد الأسد، بدعم من حليفتيه روسيا وإيران وفصائل مسلحة في المنطقة، مدينة حلب بأكملها في أواخر عام 2016، ووافق مقاتلو المعارضة على الانسحاب بعد أشهر من القصف والحصار في معركة قلبت دفة الأمور ضد المعارضة.
إقرأ أيضاً: كتيبة مسيّرات لـ"هيئة تحرير الشام" في الهجوم على الجيش السوري في حلب
وقال مصطفى عبد الجابر، أحد قادة جيش العزة المعارض، إن التقدم السريع يرجع إلى عدم وجود عدد كاف من المسلحين المدعومين من إيران في المحافظة.
وتقول مصادر من المعارضة على اتصال بالمخابرات التركية إن تركيا أعطت الضوء الأخضر للهجوم.
لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية أونجو كيتشيلي قال إن بلاده تسعى إلى تجنب تفاقم حالة عدم الاستقرار في المنطقة وحذر من أن هذه الهجمات تؤثر سلبا على الاتفاقات الرامية إلى وقف التصعيد.
وهذا هو أكبر هجوم منذ آذار (مارس)2020 عندما أبرمت روسيا وتركيا اتفاقا لخفض التصعيد في المنطقة.
* مقتل مدنيين
ونفى التلفزيون الرسمي السوري وصول مقاتلي المعارضة إلى المدينة وقال إن روسيا تقدم للجيش السوري دعما جويا.
وقال الجيش السوري إنه يواصل التصدي للهجوم، وذكر في بيان أنه كبد قوات المعارضة خسائر فادحة في ريفي حلب وإدلب.
وقال ديفيد كاردن نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية "قلقون جدا من الوضع في شمال غرب سوريا. أودت الهجمات المتواصلة على مدى الأيام الثلاثة الماضية بحياة ما لا يقل عن 27 مدنيا، بينهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم ثماني سنوات".
وأضاف "البنية التحتية المدنية والمدنيون ليسوا أهدافا ويجب حمايتهم بموجب القانون الدولي الإنساني".
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن "أربعة مدنيين بينهم طالبان قتلوا اليوم الجمعة في قصف شنته قوات المعارضة على المدينة الجامعية في حلب".
ولم يتضح ما إذا كانوا ضمن المدنيين القتلى الذين أشار إليهم كاردن.
وذكر الجيش السوري ومصادر في المعارضة أن المقاتلات الروسية والسورية قصفت منطقة قرب الحدود مع تركيا أمس الخميس، في محاولة لصد قوات المعارضة التي استولت على أراض هناك لأول مرة منذ سنوات.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن روسيا تعتبر الهجوم انتهاكا لسيادة سوريا وتريد من السلطات التحرك سريعا لاستعادة النظام.
وأضاف بيسكوف "فيما يتعلق بالوضع في محيط حلب، هذا هجوم على السيادة السورية ونريد من السلطات السورية أن تستعيد السيطرة والنظام الدستوري هناك بأسرع ما يمكن".
وردا على سؤال عن تقارير روسية غير مؤكدة على تطبيق تيليغرام أفادت بأن الأسد غادر إلى موسكو لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال بيسكوف إنه "ليس لديه ما يقال" في هذا الشأن.
وذكرت كالة الأنباء السورية أنه "تم إلقاء القبض على مجموعات صورت مشاهد في عدد من أحياء حلب لتوحي بأن المجموعات الإرهابية سيطرت عليها".