بعد نحو 14 عاما من النزاع، أصبحت ثاني كبرى مدن سوريا حلب خارج سيطرة الحكومة السورية، فيما لا تزال حصيلة الهجوم الخاطف الذي شنته فصائل معارضة الأربعاء بشمال سوريا تشهد ارتفاعاً.
ونقلت الرئاسة السورية عن الرئيس السوري بشار الأسد تشديده على أهمية "دعم الحلفاء والأصدقاء في التصدي للهجمات الإرهابية المدعومة من الخارج". بدورها، أعلنت روسيا أن قواتها الجوية تساعد الجيش السوري في "صد" فصائل معارضة بمحافظات إدلب (شمال غرب) وحماة (وسط) وحلب (شمال).
ترافقت هذه التطورات مع دعوات من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة إلى خفض التصعيد في سوريا.
"النهار" في تغطية مباشرة لآخر التطورات الميدانية والسياسية في الشمال السوري...
تتجه الأنظار في سوريا والعالم نحو روسيا وتدخّلها الذي قد يكون حاسماً شمال البلاد، بعدما سيطرت الفصائل المسلّحة على حلب وإدلب وتقدمت في ريف حماة، وبعدما انسحب الجيش السوري دون معارك مهمّة تُذكر، انطلاقاً من أن مساعدة روسيا للحكومة السورية عام 2015 كانت محورية في استمراره وعدم هزيمته.
ومع انقضاء شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، تكون القوات الروسية قد استكملت الشهر 110 من مشاركتها العسكرية على الأراضي السورية، وفق ما يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي رصد أبرز التحركات الروسية في سوريا خلال الشهر 110، ونقلها بالأرقام.
وحسب المرصد السوري، فإن حصيلة الخسائر البشرية بالقصف الروسي بلغت 21,280 منذ الـ30 من أيلول (سبتمبر) من عام 2015 حتى 30 من تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 2024، بينهم 8763 مدنياً، 2126 طفلاًً دون سن الثامنة عشرة، و1330 سيّدة وفتاة فوق سن الثامنة عشرة، و5307 رجال وفتيان، إضافة إلى 6244 عنصراً من تنظيم "الدولة الإسلامية"، و6273 مقاتلاً من الفصائل المقاتلة والإسلامية وهيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني ومقاتلين من جنسيات عربية وأجنبية.
ومن الجدير ذكره أن القوات الروسية تتواجد في 90 موقعاً تقريباً على الأراضي السورية حسب المرصد السوري، تشمل مواقع عسكرية ولوجستية ونقاط مراقبة، وذلك ضمن جميع المحافظات من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، ولعل قاعدة حميميم الجوية وقاعدة طرطوس البحرية أبرزها.
قتل ستة مدنيين على الأقل جراء قصف نفذته هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها على مدينة حماة في وسط سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الإثنين، في خضم الهجوم الواسع الذي تشنه منذ أيام.
وقال المرصد إن الهيئة والفصائل "قصفت... للمرة الأولى، أحياء مدينة حماة براجمات الصواريخ، وأسفر القصف عن استشهاد 6 مدنيين وإصابة آخرين في حي البعث بالمدينة".
يعقد مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة الثلاثاء جلسة طارئة بشأن الوضع في سوريا بعد الهجوم المباغت لهيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها في شمال البلاد، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية وكالة فرانس برس الإثنين.
وأوضح أحد المصادر أن الحكومة السورية طلبت عقد الاجتماع، وأن هذا الطلب نقلته الدول الإفريقية الأعضاء في المجلس (الجزائر وسيراليون والموزمبيق) إضافة الى غويانا.
تعهّد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والإيراني مسعود بزشكيان الإثنين بتقديم "دعم غير مشروط" للرئيس بشار الأسد في ظلّ الهجوم المباغت الذي تشنّه فصائل معارضة في شمال سوريا، حسبما أفاد الكرملين.
وأعرب بوتين وبزشكيان في اتصال هاتفي عن "دعم غير مشروط لإجراءات السلطات الشرعية في سوريا لاستعادة الانتظام الدستوري والسيادة الإقليمية". وأفاد بيان الكرملين بأنّهما "أكدا أيضاً أهمية تنسيق الجهود... بمشاركة تركيا" المتواجدة عسكرياً في شمال سوريا وتقدم دعماً لبعض الفصائل المسلّحة.
نفى رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض دخول الحشد الشعبي إلى مناطق سوريا، فيما أكد أن الحشد الشعبي قوة رسمية تأتمر بأمرة القائد العام للقوات المسلحة.
وقال الفياض في لقاء خاص سيعرض على العراقية الإخبارية مساء اليوم إن "ما يحصل في سوريا له انعكاسات مباشرة على الأمن القومي العراقي"، مبيناً، أن "الكيان الصهيونى يريد أن يقود المنطقة بالصراع والسلاح".
وأضاف، أن "الحشد الشعبي قوة رسمية تأتمر بأمرة القائد العام للقوات المسلحة"، نافياً بشكل قاطع "دخول الحشد الشعبي إلى مناطق سوريا".
وتابع الفياض أن "الحشد الشعبي لا يعمل خارج العراق والخطوط الدفاعية مع سوريا حصينة"، موضحاً أن "الحشد الشعبي والقوات الأمنية كافة تحت إمرة العمليات المشتركة".
ولفت رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض أن "القائد العام للقوات المسلحة وجه بزيادة التواجد وتعزيز القطعات على الجبهات والحشد الشعبي قوة أساسية للدفاع عن العراق في الجبهة مع سوريا".
وواصل الفياض حديثه، بأن "الدفاعات السورية تعرضت لهجمات من الكيان الصهيوني"، موضحاً أن "الجيش السوري عانى من هجمات الكيان الصهيوني والحرب الطويلة والعقوبات وهناك أجندات مختلفة في سوريا".
وأشار الفياض إلى أن "العلاقات العراقية مع تركيا في غاية الأهمية ومصالح البلدين واحدة في مواجهة الإرهاب".
دعت الولايات المتحدة وحلفاؤها فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة إلى "وقف التصعيد" في سوريا، داعية في بيان مشترك على حماية المدنيين والبنية التحتية.
قالت منظمة إنسانية تديرها المعارضة السورية وتعرف باسم الخوذ البيضاء صباح اليوم الاثنين إن ما لا يقل عن 25 شخصا قتلوا في شمال غرب سوريا في غارات جوية نفذتها الحكومة السورية وروسيا.
وذكرت مصادر عسكرية أن طائرات مقاتلة روسية وسورية قصفت مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة في شمال البلاد أمس الأحد، في حين تعهد الرئيس بشار الأسد بالقضاء على مسلحي المعارضة الذين اجتاحوا مدينة حلب.